لم يعد يفصلنا عن انتخابات مجلس 2016 ، سوى ساعات ، بما يعني أننا قد دخلنا المرحلة المفصلية والحاسمة ، والتي سيتقرر خلالها ليس فقط مستقبل مجلس الأمة ، بل أيضا مستقبل الكويت كلها ،حيث تأتي هذه الانتخابات في وقت تواجه فيه بلادنا والمنطقة كلها تحديات ربما هي الأخطر ، خلال المئة سنة الأخيرة ، إذا استثنينا الغزو الغادر للبلاد في العام 1990 .
ولا شك أن المسؤولية مشتركة بين المرشحين والناخبين،فالمرشحون مطالبون بأن يرتقوا إلى مستوى التحديات الماثلة ، وأن تكون تصريحاتهم وتوجهاتهم وندواتهم الانتخابية الختامية معبرة بصدق وأمانة عن واقع الكويت ،بعيدا عن افتعال مشكلات ومعارك جانبية،أو الدخول في مهاترات كلامية ، لا هدف لها غير دغدغة العواطف ، ولفت الأنظار ، واجتذاب المؤيدين بأي وسيلة ، ولو كانت غير مشروعة ، ومخالفة للدستور والقانون ، بل حتى مخالفة للشريعة الإسلامية .
والناخبون بدورهم مدعوون لتحكيم المصلحة الوطنية أولا ، ووضعها فوق كل اعتبار ، وتغليبها على ما عداها من اعتبارات فئوية وحزبية ، والإيمان بأن برلمان أي دولة هو «مرآة» لشعبها .
من هنا فإننا ننظر إلى يوم السادس والعشرين من نوفمبر الجاري ، على أنه سيكون جسرا للعبور إلى مستقبل آمن ، إذا نحن أحسنا الاختيار، وتجاوبنا مع نداء صاحب السمو الأمير ، حين خاطب شعبه يوما بقوله «أعينوني بقوة» .. فلنعن سموه باختيار الأكفأ والأفضل ، والأكثر قدرة على الإسهام في تطوير الكويت وجعلها أجمل وأكثر تطورا وتحضرا .