أمس قررت نيابة الأحداث إحالة أربعة أشقاء قاموا بالاعتداء على رجال الأمن في منطقة عبد الله المبارك إلى السجن المركزي.
لم يكن هذا هو الحادث الأول من نوعه، وبالتأكيد لن يكون الأخير. وهو أيضا ليس منفصلا عن حوادث الاعتداء على الأطباء باللفظ أحيانا، وباليد أحيانا أخرى. وهو ما يثير مشكلة عميقة ومعقدة، تتعلق بنظرتنا إلى الموظف العام، وقصور الفهم والوعي في هذه النظرة. كما أنه يستدعي مشكلة أخرى تتصل بطريقتنا في معالجة مثل هذه الحوادث، حيث ينتهي معظمها بالتصالح وتطييب الخواطر. ولو ترك الأمر للقانون ليأخذ مجراه، لما رأينا مثل تلك الحوادث تتكرر بشكل دائم في بلادنا.
آن الأوان لكي يسود الاحترام طريقة تعاملنا مع رجال الأمن، الذين يؤدون واجبهم في حماية أمن الوطن والمواطنين والمقيمين على أرض الكويت، ويقدمون من التضحيات ما يعلمه الجميع، وما ينبغي أن يكون موضع تقدير واحترام دائمين، وأن نكون عونا لهم في أداء واجباتهم، بدلا من أن نعيق قيامهم بعملهم ونضع أمامهم العراقيل بتصرفات وسلوكيات خارجة عن القانون، ومسيئة للأخلاق ولقيم مجتمعنا الطيب وتقاليده.
وآن الأوان أيضا لأن نثمن عاليا رسالة الطب والأطباء، ونترجم ذلك في صورة الاحترام الكامل لهم ولعملهم، وتوفير أقصى درجات الأمن النفسي والمجتمعي لهم.
إن تحضر المجتمعات يقاس بمدى رقي سلوكيات مواطنيها وأخلاقهم، أكثر مما يقاس بالأبنية الشاهقة، أو مراكمة المال والثروات.