قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن أوروبا ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية أمام «التهديد الروسي».
جاء ذلك في كلمة له،أمس الأربعاء، خلال ندوة حول القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي، على هامش قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي «ناتو»، المنعقدة حاليا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
بوريل أكد كذلك على ضرورة وأهمية تعزيز أوروبا من قدراتها الدفاعية أمام «الأطماع الإمبريالية الروسية».
وأشار إلى ارتفاع نفقات أوروبا الدفاعية 30 بالمئة خلال السنوات الـ3 الماضية، مؤكدا أن «هذا غير كافٍ لكنه جيد وسيستمر في الارتفاع».
وأفاد بأن تعزيز أوروبا لنفقاتها الدفاعية «مسؤولية استراتيجية بالنسبة لنا»، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الجهود ليست بديلا للناتو».
المسؤول الأوروبي اتهم روسيا بأنها «لا تزال تتصرف كإمبراطورية وتسعى لإعادة تأسيس الإمبراطورية القيصرية أو الإمبراطورية السوفيتية».
وقال بوريل إن الحرب الأوكرانية تسبب بـ «تغييرات ثورية» في سياسات الاتحاد الأوروبية، وخاصة فيما يتعلق بالأمن والدفاع.
ولم يصدر تعليق فوري من روسيا على تصريحات المسؤول الأوروبي.
وفي فبراير2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها «تخلي» كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة «تدخلا» في سيادتها.
من جانب أخر قالت مصادر لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أمس الأول الثلاثاء، إن القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء أوروبا وُضعت في حالة «تأهب قصوى» الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ عقد.
وأضافت المصادر أن السبب وراء اتخاذ هذا الإجراء هو أن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن جهات مدعومة من روسيا تفكر في تنفيذ هجمات تخريبية ضد أفراد ومنشآت عسكرية أمريكية.
وتابعت المصادر أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا أدرجت قواعد وأفراد عسكريين أمريكيين كخيارات للهجوم عبر وكلاء، على غرار «المؤامرات التي تم تنفيذها أو تعطيلها في جميع أنحاء أوروبا في الأشهر الأخيرة».
وفي أبريل، تم إلقاء القبض على مواطنين ألمانيين- روسيين بتهمة التخطيط لشن هجمات بالقنابل، وإشعال حرائق متعمدة ضد أهداف، من بينها منشآت عسكرية أمريكية، لصالح روسيا.
وقالت المصادر إن المعلومات الاستخباراتية، التي تلقتها الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، ولم يتم الإبلاغ عنها من قبل، اعتبرت مثيرة للقلق بدرجة كافية لتنفيذ بروتوكولات السلامة الإضافية.
وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، أمس الأول الثلاثاء، إن الحلف «زاد بشكل كبير من تبادل المعلومات الاستخباراتية حول «حملة روسيا لأنشطة التخريب السرية في أوروبا، والتي أصبحت وقحة وعدوانية بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة وسط الانتخابات في جميع أنحاء الغرب، والتي تعتبرها فرصة رئيسية، لأن روسيا تحاول تقويض الدعم الشعبي لأوكرانيا».
ورفضت القيادة الأمريكية الأوروبية التعليق بشكل مباشر على سبب تغيير مستوى حالة التأهب لكن المتحدث باسم القيادة دان داي قال إن «زيادة يقظتنا لا تتعلق بأي تهديد واحد، ولكن بسبب مجموعة من العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على سلامة وأمن القوات الأمريكية في المسرح الأوروبي».
من جانب أخر أعلنت بولندا عزمها تعزيز وجودها العسكري وأنظمتها الدفاعية على حدودها مع جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروسيا، على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع والجيش.
وقال نائب وزير الدفاع البولندي سيزاري تومشيك للصحافيين: «الجميع يدرك خطورة الوضع، وأعني بذلك الحرب في أوكرانيا وما يقوم به الاتحاد الروسي»، مشيراً إلى «الاستفزازات المستمرة» على حدود بلاده مع بيلاروسيا، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأوضح رئيس أركان الجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا: «يوجد حاليا 6 آلاف جندي تقريباً» ولكن «لاحقاً، سيصبحون 17 ألفاً، بينهم ثمانية آلاف في الموقع وتسعة آلاف في الاحتياط»، جاهزون للانتشار خلال 48 ساعة، وتشكيل «قوة رد سريع على الحدود».
وفي إطار هذا المشروع، ستخصص وارسو أكثر من ملياري يورو من أجل أمن وتحصين حدودها مع روسيا وبيلاروسيا، وفق ما أعلن رئيس الوزراء دونالد تاسك مؤخراً.
وأوضح تومشيك أن الغاية من المشروع يجب أن تتحقق بحلول 2028، وليس بحلول 2032، وفق الخطة السابقة.
وأشار إلى أن بولندا بدأت محادثات مع بنك الاستثمار الأوروبي للحصول على دعمه المالي، وتنتظر قرارات مماثلة على المستوى الأوروبي.
وأكد كوكولا أن الأمر «لا يتعلق بأمن بولندا فحسب، بل بأمن دول البلطيق أيضاً».
من اجنب أخر اعتقل جهاز الأمن الفيدرالي مواطناً روسياً تم تجنيده من قبل جهاز الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا، كان يعد لتنفيذ هجوم إرهابي ضد ثلاثة مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الروسية.
وجاء في البيان الصادر عن مركز العلاقات العامة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم الأربعاء: «احتجزت السلطات الأمنية مواطناً روسياً من مواليد عام 1994، قام بناءً على تعليمات من جهاز الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية بتنظيم تسليم ثلاث عبوات ناسفة، مخفية بغلاف للهدايا، إلى عناوين إقامة رؤساء أقسام وزارة الدفاع الروسية في موسكو».
كما أشار البيان إلى أن المتهم اعترف بتجنيده في مايو 2024 من قبل ضباط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، حيث وافق على تنفيذ أعمال إرهابية على الأراضي الروسية مقابل مكافأة مالية».
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق مقاطعتي بيلغورود وفورونيغ خلال الليلة الماضية.
بدوره، كتب حاكم مقاطعة فورونيغ الروسية، ألكسندر غوسيف، في قناته على «تليغرام» أنه لم تقع إصابات أو أضرار نتيجة سقوط حطام الطائرة المسيرة التي أسقطت في المقاطعة.
يأتي الإعلان الروسي بعدما زعمت كييف بأن موسكو قصفت مستشفى الأطفال الرئيسي في العاصمة الأوكرانية بصاروخ في وضح النهار يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل 41 مدنياً على الأقل في أعنف موجة من الضربات الجوية منذ أشهر.
وتوعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حينها بالرد على الهجمات التي طالت أيضاً مدناً أوكرانية عدة.