القاهرة – «كونا»: حث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الحكومة اليابانية، على الاستمرار في تشجيع الشركات اليابانية لتوسيع عملها بالمنطقة العربية لاسيما الصغيرة والمتوسطة منها، داعيا في الوقت ذاته الشركات العربية إلى استغلال الفرص التي تتيحها السوق اليابانية.
جاء ذلك خلال كلمة أبوالغيط في المؤتمر الاقتصادي والتجاري بين القطاعين العام والخاص من الجانبين العربي والياباني المنعقد بالعاصمة «طوكيو».
وقال أبو الغيط «إن التعاون الحكومي على أهميته ليس المحدد الوحيد للعلاقات الاقتصادية العربية – اليابانية، فالقطاع الخاص يظل فاعلا رئيسا لتعزيز التبادل التجاري بين الجانبين» داعيا في هذا الصدد الى تعزيز الشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة من جهة وبين الشركات من جهة أخرى.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية «حرصت منذ تأسيسها على إقامة منتديات تعاون مع الدول الفاعلة والتجمعات الإقليمية الكبرى، وكان من البديهي أن يحظى التعاون مع اليابان باهتمام خاص في ظل ما يتمتع به من مكانة مرموقة واقتصاد متطور».
وأكد أن «التعاون العربي - الياباني في المجال الاقتصادي أثبت صلابته في مجابهة التحديات المتراكمة التي خلفتها الأزمات والتوترات بالرغم من كثرتها وتشابكها» لافتا الى ارتفاع التبادل بين الجانبين إلى ما يقرب من «140 مليار دولار امريكي» منذ مطلع العام 2024. واستذكر أبوالغيط أن «التبادل التجاري حافظ على إيجابيته في فترة شهد فيها العالم أزمات معقدة وخطيرة مثل «كوفيد 19» والحرب الأوكرانية والتوترات في شبه الجزيرة الكورية والتنافس الأمريكي - الصيني في جنوب شرق آسيا».
ولفت الى أن المنطقة العربية تعد معبرا رئيسيا للتجارة العالمية إذ تقع بها أهم الممرات مثل قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز، فضلا عن تبعات تلك الأزمات على قطاع الطاقة العربي وتأثير ذلك على الأسواق العالمية باعتبار المنطقة أيضا موردا رئيسا في هذا المجال.
وأكد ابوالغيط أن العلاقات الاقتصادية العربية - اليابانية تتميز بالحيوية والتنوع بفضل حرص الجانبين على رعايتها، مثمنا الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة اليابانية بكافة قطاعاتها لتعزيز التعاون مع الدول العربية.
وأشاد من جهة اخرى بالدعم المالي الذي تقدمه اليابان للاقتصاد الفلسطيني ولوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) «التي لا يمكن الاستغناء عن دورها بل ينبغي التوسع فيه بدلا من التضييق عليه كما تروج سلطات الاحتلال».
وأعرب أبوالغيط عن تطلعه إلى تعزيز الشراكة العربية - اليابانية لترتقي إلى شراكة استراتيجية تتوافق وتطلعات شعوبنا والإمكانات الاقتصادية للجانبين.
وأكد أن هذا المنتدى يمكن أن يلعب دورا هاما في الترويج لفرص الشراكة في هذه المجالات وللارتقاء بالشراكة العربية - اليابانية في الفترة القادمة مؤكدا الاستعداد للعمل على تطوير آلياته.
يذكر ان أبوالغيط يشارك في أعمال الدورة الخامسة للمنتدى الاقتصادي العربي – الياباني، والتي تختتم اليوم، وتنظمها الأمانة العامة للجامعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية وهيئة التجارة الخارجية اليابانية «جيترو».
وتركز أعمال الدورة الحالية للمنتدى على موضوعات الشراكة وتعزيز التبادل التجاري العربي - الياباني والتعاون في مجالات انتقال الطاقة والتحول الرقمي والاستثمار.