يرحل بوروسيا دورتموند الألماني لمواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي، على ملعب حديقة الأمراء، اليوم، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
ونجح دورتموند في الفوز ذهابًا على ملعبه بهدف دون رد، ويبحث عن العودة بنتيجة إيجابية وتحقيق المفاجأة بإقصاء الفريق الفرنسي والتأهل للمباراة النهائية.
وهناك 5 أسباب تحفز دورتموند على العودة ببطاقة النهائي من باريس، استعرضهم موقع البوندسليغا كالتالي:
سجل جيد
استفاد دورتموند كثيرًا من سحر الجدار الأصفر في ملعب سيجنال إيدونا بارك في حسم مباراة الذهاب، ولكن يتميز الفريق الألماني بتألقه أيضًا خارج ملعبه.
وقبل لقاء الذهاب، حصد دورتموند 30 نقطة خارج ملعبه في البوندسليغا مقابل 27 نقطة على أرضه، ولم يحصد فريق نقاطًا خارج أرضه في الدوري الألماني أكثر منه سوى باير ليفركوزن.
وتألق دورتموند في المواجهات الكبيرة التي خاضها خارج ملعبه هذا الموسم، بالفوز على بايرن ميونخ في البوندسليغا، إضافة إلى عودته بالانتصار أمام نيوكاسل في سانت جيمس بارك، وأمام ميلان في سان سيرو بدوري الأبطال، وبالتالي يبحث عن مواصلة التوهج عند زيارة حديقة الأمراء.
القوة الهجومية
من أسرار نجاح دورتموند في الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، قدرته على التسجيل من مختلف أنحاء الملعب، كما جاءت أهدافه الأوروبية عبر 11 لاعبا مختلفا وهم نميشا وفولكروغ وبراندت ورويس وجيتنز وأديمي ومالين وسانشو وهالر وماتسين إضافة إلى سابيتزر.
ويتصدر قائمة هدافي الفريق أوروبيًا هذا الموسم، فولكروغ برصيد 3 أهداف، متفوقًا على براندت وأديمي ورويس برصيد هدفين.
وبعيدًا عن اللاعبين 11 الذين سجلوا لدورتموند هذا الموسم في دوري الأبطال، هناك 3 لاعبين آخرين سجلوا أيضًا في البوندسليغا، وهم ريرسون وهوميلز وموكوكو.
وبالتالي يملك بوروسيا دورتموند، قدرات تهديفية كبيرة لتهديد باريس، خاصة وأن الفريق الفرنسي استقبلت شباكه 14 هدفًا في دوري الأبطال هذا الموسم.
الالتزام الدفاعي
لا تتوقف قوة دورتموند الجماعية عند تسجيل الأهداف وحسب، بل يتميزون بالالتزام الدفاعي أيضًا، حيث أن دورتموند هو أكثر الفرق في دوري الأبطال استعادة للكرة بواقع 486 مرة، وهو الأكثر في التدخلات (191)، كما أن دورتموند أكثر من حافظ على نظافة شباكه بواقع 5 مرات.
ومن أسباب قوة دفاع دورتموند، الثنائي هوميلز وشلوتيربيك، وهما يتواجدان في المركزين الأول والثاني على الترتيب في استعادة الكرة بواقع 108 و69 مرة، ويتواجدان أيضا في المركزين الأول والثالث في التدخلات بواقع 45 و32 مرة على الترتيب.
تركيز كامل
احتفلت الكرة الألمانية بالانتصار الذي حققه دورتموند في لقاء الذهاب، والذي أكد مشاركة 5 أندية من البوندسليغا في دوري الأبطال الموسم المقبل.
وضمن دورتموند، التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل بفضل ذلك الأمر، بعدما كان يعاني للتواجد في المركز الرابع في سباقه مع لايبزيغ.
ومع ذهاب الضغوطات عن الدوري، أجرى المدرب تيرزيتش 10 تغييرات في الانتصار الأخير أمام أوغسبورغ (5-1) السبت الماضي، للتركيز ذهنيًا وبدنيًا على التأهل لنهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2013.
عودة مالين
قدم اللاعب الهولندي مستويات جيدة رفقة دورتموند هذا الموسم، فبعد أن سجل 14 هدفًا في الدوري في أول موسمين رفقة الفريق، نجح في تسجيل 12 هدفًا هذا الموسم، من بينهم 6 أهداف في آخر 7 مباريات خاضها قبل التعرض للإصابة التي أبعدته عن ربع النهائي أمام أتلتيكو مدريد.
وتواجد مالين على مقاعد البدلاء في لقاء الذهاب أمام باريس، ونجح في التسجيل أمام أوغسبورغ مؤخرًا، ومن المنتظر أن يمثل سلاحًا هجوميًا لدورتموند إلى جانب الثنائي سانشو وأديمي.
يمني باريس سان جيرمان الفرنسي النفس بتعويض خسارته (0-1) ذهابا، وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية فقط في تاريخه، حين يستضيف بوروسيا دورتموند الألماني، في إياب نصف النهائي، وهو ما سيمنح نجمه كيليان مبابي فرصة توديع ناديه بأفضل طريقة.
وبات المهاجم الفرنسي قريبا من الرحيل عن ملعب حديقة الأمراء، خلال الميركاتو الصيفي المقبل، في ظل رفضه تجديد عقده مع النادي الباريسي.
ورغم الأموال الطائلة التي أنفقتها الإدارة القطرية على النادي، منذ شرائه عام 2011، وصل سان جيرمان إلى نهائي دوري الأبطال مرة واحدة، عام 2020، حين خسر أمام بايرن ميونخ الألماني 0-1 في لشبونة، خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات جائحة كورونا.
لم يقدم فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي أفضل أداء له، عندما خسر 0-1 في ألمانيا الأسبوع الماضي، وأصبح الضغط عليه كمرشح أوفر حظا، في هذه المواجهة مع بطل عام 1997 ووصيف عام 2013، لقلب النتيجة على أرضه.
وتكرار ما حدث عندما استضافوا دورتموند، في دور المجموعات خلال سبتمبر الماضي، سيكون كافيا لبلوغ النهائي، إذ فاز رجال إنريكي حينها 2-0، وسجل مبابي الهدف الأول من ركلة جزاء.
وقال مبابي لوسائل إعلام عدة «نحن متأكدون من أننا سنقلب الأمور، ونتأهل للنهائي».
وكانت قرعة هذا الموسم أفضل ما يمكن بالنسبة لسان جيرمان، حيث كان ريال سوسيداد الإسباني المنافس الأقل خطورة عليه في ثمن النهائي، ودورتموند هو أفضل ما يمكن أن يتمناه في نصف النهائي، إذا ما تمت مقارنته بالفرق الأخرى.
ومع ذلك، لا يمكن الاستهانة أو التقليل من حجم الإنجاز، الذي حققه باريس في ربع النهائي، حين أسقط برشلونة الإسباني في ملعبه 4-1، معوضا خسارته 2-3 ذهابا في باريس.
قلق دفاعي
وبينما ستتجه كل الأنظار كالعادة نحو مبابي، فإن مفتاح سان جيرمان لتعويض خسارة أخرى في الذهاب، سيكون الدفاع.
وتعرض فريق إنريكي لضربة قوية، بإصابة لوكاس هرنانديز بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى، أثناء محاولته إيقاف تسديدة نيكلاس فولكروج، مهاجم دورتموند، ما سيبعده عن الملاعب لأشهر عدة.
بالإضافة إلى ذلك، عاش الظهير الأيسر البرتغالي، نونو مينديس، الذي عاد منذ فترة قصيرة من إصابة أبعدته طويلا عن الملاعب، أمسية صعبة ذهابا، في مواجهة الإنكليزي جادون سانشو.
ومن المؤكد إلى حد كبير، أن يبدأ مينديس أساسيا اليوم في «بارك دي برانس»، بينما يبدو مواطنه دانيلو بيريرا مرشحا للعب بجانب القائد البرازيلي ماركينيوس، في قلب الدفاع.
لكن في المقابل، قد يكون الوضع البدني من العوامل التي تصب في صالح سان جيرمان، إذ تم تأجيل مباراته في عطلة نهاية الأسبوع أمام نيس، لمنحه فرصة الاستعداد لما ينتظره اليوم.
أما دورتموند فكان مشغولا في معركة التمسك بالمركز الخامس في البوندسليغا، الذي بات مؤهلا إلى دوري الأبطال، حيث حقق فوزا كاسحا على أوغسبورغ 5-1.