«وكالات» : قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، بجولة في شمال الجولان، أكد خلالها إصراره على «إعادة الأمن» لشمال إسرائيل.
وقال نتنياهو: «سنعيد الأمن في الشمال بكل الطرق، وعلى حزب الله أن يدرك ذلك».
يأتي هذا بينما قال الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، إنه ضرب خلال الساعات القليلة الماضية مواقع بجنوب لبنان انطلقت منها صواريخ صوب منطقتي كريات شمونة ويوفال في شمال إسرائيل.
وأضاف الجيش في بيان أن مقاتلاته قصفت مجمعاً عسكرياً لحزب الله في منطقة مارون الراس وبنية تحتية «تستخدمها عناصر مسلحة» في كفركلا والخيام. وقال إن إحدى دباباته أطلقت النار «لإزالة تهديد» في منطقة جبين بجنوب لبنان.
من جهته، أصدر حزب الله بياناً قال فيه إن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة في ثكنة كريات شمونة «بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة».
وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» قد ذكرت في وقت سابق من أمس، أن أضراراً لحقت بمنزل في شمال إسرائيل إثر إصابته بصاروخ مضاد للدبابات أُطلق من لبنان.
يأتي ذلك في إطار القصف المتبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية منذ بدء الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي هذا السياق، أدت غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان، الأربعاء، إلى مقتل امرأة وطفلة.
وتصاعد العنف على الحدود عقب اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من أربعة أشهر، مما عزز المخاوف من نشوب صراع أكثر فتكاً بين خصمين مدججين بالسلاح خاضا حرباً كبيرة آخر مرة في 2006.
وتوعد حزب الله يوم الجمعة بتصعيد هجماته على إسرائيل ردا على مقتل 10 مدنيين لبنانيين في هجمات إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وقتلت الهجمات الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر، نحو 50 مدنيا في لبنان، بالإضافة إلى ما يقرب من 200 من مقاتلي حزب الله، بينما أدت الهجمات من داخل لبنان على إسرائيل إلى مقتل 12 جندياً إسرائيلياً و5 مدنيين. وتسبب العنف في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود.
من جهة أخرى أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 11 آخرين في إطلاق نار بالقرب من مدينة القدس، وبحسب المعلومات نقل أحد المصابين في حالة خطيرة، بينما أصيب 4 آخرون بجروح متوسطة، وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات.
وكانت مصادر، أفادت في وقت سابق أمس الخميس، بمقتل إسرائيلي واحد وسقوط 8 جرحى بعضهم في حالة خطيرة في إطلاق نار بمستوطنة معاليه أدوميم قرب القدس، وقد وصل وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى موقع الهجوم شرق القدس.
وأشارت المصادر بأن إطلاق النار في المستوطنة الإسرائيلية عملية مخططة وليست ارتجالية، كما أفاد بأن معظم مناطق الضفة الغربية مغلقة وعمليات التمشيط الإسرائيلية مستمرة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الهجوم تم بالأسلحة النارية عند حاجز الزعيم شرقي مدينة القدس، في حين ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيليا لقي حتفه. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن منفذا هجوم معاليه أدوميم المقتولان هما شقيقان من بيت لحم.
وأضافت الشرطة في بيانها أنها تمكنت من «تحييد» المهاجمين الثلاثة الذين قالت إنهم وصلوا بسيارة إلى منطقة حاجز الزعيم وشرعوا في إطلاق النار من أسلحة رشاشة على سيارات كانت تقف في المكان وسط زحام مروري بالمنطقة.
وأشارت الشرطة إلى أنها تمكنت من «تحييد» اثنين من المهاجمين على الفور، فيما طاردت الثالث وأمكنها «تحييده» لاحقا.
ولفتت هيئة الإسعاف الإسرائيلية ووسائل إعلام محلية إلى أن إطلاق النار وقع قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل أحد المصابين في عملية إطلاق النار، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل مسلح ثالث من منفذي عملية إطلاق النار قرب معاليه أدوميم.
ومن جانبه أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك»أن منفذا هجوم معاليه أدوميم المقتولان هما الشقيقان محمد وكاظم الزواهرة، وقبلها كانت الشرطة أعلنت مقتل منفذي هجوم معاليه أدوميم قرب القدس وتمشيط المنطقة بحثا عن آخرين.
هذا وقد أوصت الشرطة الإسرائيلية السكان بعدم الاقتراب من منطقة الهجوم في معاليه أدوميم.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتقال شخصين اثنين كانا برفقة منفذي هجوم معاليه أدوميم قرب القدس، وإغلاق الطرق المؤدية إلى مستوطنة معاليه أدوميم لإجراء عمليات تمشيط.
وطالبت بلدية معاليه أدوميم قرب القدس السكان بالبقاء في منازلهم بعد عملية إطلاق نار.
وفي وقت سابق، قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إن تقارير أولية تفيد بإصابة ستة أشخاص في إطلاق نار بمحيط القدس بعضهم في حالة خطرة.
ونقلت عن المتحدث باسمها عبر منصة «إكس» القول إنها تلقت بلاغا في 7:29 صباحا بالتوقيت المحلي بسقوط «ضحايا جراء إطلاق نار على الطريق 1 بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم».
وعقب الحادث، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بضرورة وضع حواجز حول القرى الفلسطينية فورا، لافتاً إلى حماية السكان اليهود بالضفة الغربية أكثر أهمية من حرية التنقل للفلسطينيين.
كما أشار بن غفير إلى أن الإرهاب في الضفة الغربية لا يقل خطورة عن غزة على حد قوله.
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فدعا إلى الرد على هجوم معاليه أدوميم بتسريع الاستيطان، مطالباً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقرار بناء آلاف الوحدات السكنية في معاليه أدوميم ردا على الهجوم.
من جهة أخرى قالت السلطات الإسرائيلية إنها اعترضت ما يبدو أنه هجوم شنه الحوثيون يوم الخميس بالقرب من مدينة إيلات الساحلية في وقت تصعد فيه الجماعة هجماتها في البحر الأحمر.
وانطلقت صفارات الإنذار في وقت مبكر من صباح الخميس في إيلات، تلتها مقاطع مسجلة مصورة منشورة على الإنترنت لما يبدو أنه اعتراض في السماء.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن عملية الاعتراض نفذت بواسطة نظام الدفاع الصاروخي، آرو.
لم تحدد إسرائيل نوعية الصاروخ ولا مصدره. لكن نظام أرو مخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ومصمم لتدمير الأهداف في الجو.
وقال الجيش الإسرائيلي إن النظام «اعترض بنجاح صاروخا في منطقة البحر الأحمر كان في طريقه إلى إسرائيل»، مشيرا إلى أن «الهدف لم يعبر الأراضي الإسرائيلية، ولم يشكل تهديدا للمدنيين».
ولم يعلن الحوثيون على الفور مسؤوليتهم عن الهجوم. وعادة ما يعترفون بالهجمات التي يشنونها بعد ساعات.
وفي وقت سابق قال الجيش إن صفارات الإنذار دوت في إيلات جنوب إسرائيل.
وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن هذه هي المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في إيلات والمنطقة المحيطة منذ أكثر من شهر.
وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع أعلن في وقت سابق الثلاثاء استهداف مواقع «حساسة» في إيلات بجنوب إسرائيل بعدد من الطائرات المسيرة، وقصف سفينة إسرائيلية بخليج عدن بصواريخ بحرية.
الى ذلك، تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة المهدد بالمجاعة والغارق في كارثة إنسانية ولا سيما في مدينة رفح المكتظة بالسكان في الجنوب، مع انطلاق محادثات جديدة في القاهرة بشأن هدنة.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية أمس الخميس إن عددا من القتلى سقطوا في قصف إسرائيلي لمنزل بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وفي وقت سابق أفادت وكالة شهاب الإخبارية بسقوط أربعة قتلى 4 بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط القطاع.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قالت الأربعاء إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 29 ألفا و313 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي. وفي السياق، وأضافت الوزارة في بيان أن عدد المصابين زاد إلى 69 ألفا و333 مصابا منذ بداية الحرب.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وخُطف نحو 250 شخصا نقلوا إلى غزة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في نهاية نوفمبر، وعقب هدنة استمرت أسبوعا، أُفرِج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا.
وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية.
من جهة أخرى أكدت مصر أن استخدام الفيتو الأميركي لمنع وقف النار بغزة أمر غير مبرر.
وخلال لقاء بين وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأميركي انتوني بلينكن أمس الخميس على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في البرازيل أعرب شكري عن أسف مصر ورفضها لاستمرار عجز مجلس الأمن عن المطالبة الصريحة بوقف إطلاق النار نتيجة تكرار استخدام الفيتو الأميركي.
وذكر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء تناول التطورات الخاصة بالوضع في قطاع غزة، حيث أعاد وزير الخارجية المصري التأكيد على ضرورة الوقف الكامل لإطلاق النار باعتباره الضمانة المُثلى لحقن دماء المدنيين وخفض التصعيد المرتبط بالأزمة والبدء في أي حوار جاد حول مستقبل التعامل مع القضية الفلسطينية.
وذكر شكري لنظيره الأميركي أن مصر تراقب عن كثب تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتحذر من المخاطر الجسيمة الناجمة عن أي هجوم واسع النطاق على رفح الفلسطينية، لما ينطوي على ذلك من مخاطر وقوع كارثة إنسانية محققة نتيجة وجود ما يقرب من مليون وربع المليون شخص في هذا الشريط الضيق الذي يعد المنطقة الآمنة الوحيدة في القطاع.
وأكد وزير خارجية مصر مجدداً على رفض بلاده القاطع لأية خطط أو إجراءات من شأنها أن تُفضي إلى تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، باعتبار أن ذلك سيؤدي عملياً إلى تصفية القضية الفلسطينية وسيشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي للدول المجاورة وعامل عدم استقرار إضافي في المنطقة، مشددا على ضرورة ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2720 لضمان تيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتجنب المعوقات المفروضة من جانب إسرائيل.
ودعا شكري إلى دعم مهمة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار، وتمكين الآلية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن من العمل داخل قطاع غزة، مشددا كذلك على أهمية دور وكالة الأونروا في استقبال وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، باعتبارها الجهة الوحيدة التي لديها القدرة على العمل بكفاءة على الأرض في ظل الظروف الأمنية والإنسانية الراهنة، ومطالباً بإعادة النظر في إعادة تمويل أنشطة الوكالة في أسرع وقت.
وتناول الوزيران مسار الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين تسمح بإنفاذ هدنة لعدة أسابيع، كما اتفقا على استمرار التنسيق خلال الفترة القادمة لدعم جهود الوساطة التي تقوم بها مصر في هذا الشأن.