«وكالات» : في زيارة غير معلنة، وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لكييف، الاثنين، لطمأنة أوكرانيا إلى استمرار دعم واشنطن لها في مواجهتها للهجوم الروسي، مؤكداً للرئيس الأوكراني دعم واشنطن الثابت لاحتياجات بلاده في ساحة المعركة.
وكتب أوستن عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا): «لقد تشرفت بلقاء الرئيس زيلينسكي في كييف اليوم للتأكيد من جديد على دعم الولايات المتحدة الثابت لأوكرانيا».
كما أضاف «سنواصل، جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، دعم احتياجات أوكرانيا العاجلة في ساحة المعركة ومتطلبات الدفاع طويلة المدى».
وقبل لقائه الرئيس الأوكراني، كتب أوستن لحظة وصوله إلى كييف «أنا هنا اليوم لإيصال رسالة مهمة – ستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية ضد العدوان الروسي، الآن وفي المستقبل».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت في بيان إن أوستن «يزور أوكرانيا للقاء المسؤولين الأوكرانيين والتشديد على دعم الولايات المتحدة الثابت لكفاح أوكرانيا من أجل الحرية».
كما أضاف البيان «سيشدد كذلك على التزام الولايات المتحدة المتواصل تقديم المساعدة الأمنية التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها من العدوان الروسي».
ميدانيا، قال الجيش الأوكراني إنه صد عشرات الهجمات الروسية على طول الجبهة التي يبلغ طولها نحو ألف كيلومتر، مع استمرار المعارك العنيفة، خاصة حول مدينتي مارينكا وأفدييفكا شرقي أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية صباح أمس الاثنين إن روسيا شنت 46 هجوما الأحد، مضيفة أنه تم صد جميع الاشتباكات القتالية.
من جانبها، قالت السلطات الأوكرانية إن شخصين لقيا حتفهما في ساعة مبكرة من صباح أمس بعدما قصفت القوات الروسية موقف سيارات في مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
وأفاد مكتب المدعي العام المحلي بأن مدعين محليين فتحوا تحقيقا يتعلق بارتكاب جرائم حرب بشأن القصف المدفعي الذي تسبب في إصابة شخص آخر.
وتقصف القوات الروسية مدينة خيرسون بشكل متكرر عبر نهر دنيبرو منذ أن استعادت القوات الأوكرانية عاصمة المنطقة في نوفمبر الماضي.
وقالت أوكرانيا الأسبوع الماضي إنها وضعت موطئ قدم لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وإن قواتها تحاول ردع القوات الروسية.
من ناحية أخرى من دون تفسير يذكر ولا سابق إنذار، بدأت الطائرات بدون طيار في التحطم على الخطوط الأمامية للجبهة في أوكرانيا، رغم عملها لعدة أشهر بسلاسة، ما يسلط الضوء على حرب خفية تلعب فيها موجات الراديو دوراً رئيسياً.
فقد كشف مهندسو شركة «كوانتوم سيستمز» الألمانية المصنعة للمسيرات، أن الروس كانوا يشوشون على الإشارات اللاسلكية التي تربط الطائرات بدون طيار بالأقمار الصناعية التي يعتمدون عليها في الملاحة، مما أدى إلى فقدان طريقها وهبوطها إلى الأرض.
وللتكيف، قامت الشركة بتطوير برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي ليكون بمثابة طيار ثانوي وأضافت خياراً يدوياً حتى يمكن هبوط الطائرات باستخدام وحدة تحكم Xbox، وبناء مركز خدمة لمراقبة الهجمات الإلكترونية الروسية.
وتدور المعركة في أوكرانيا في العالم الخفي للموجات الكهرومغناطيسية، حيث تُستخدم إشارات الراديو للتغلب على اتصال الطائرات المسيرة بالقوات على الأرض وتحديد الأهداف وخداع الأسلحة الموجهة.
إلى ذلك تحولت هذه التكتيكات، المعروفة باسم الحرب الإلكترونية، إلى «لعبة القط والفأر» بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى بهدوء إلى تغير زخم الصراع المستمر منذ 21 شهراً، وأجبر المهندسين على التكيف، بحسب تقرير لـ»نيويورك تايمز».
وقال الخبراء إن هذه التقنيات حولت الحرب إلى مختبر بالوكالة تتابعه الولايات المتحدة وأوروبا والصين عن كثب لمعرفة ما قد يؤثر على صراع مستقبلي.
ومع تقدم الدبابات الروسية نحو كييف في فبراير 2022، نجح الجيش الروسي في البداية في تعزيز سمعته كواحد من أفضل الجيوش في العالم في مجال الحرب الإلكترونية.
فقد استخدمت أجهزة تشويش قوية وصواريخ خادعة لإغراق الدفاعات الجوية الأوكرانية، مما جعل أوكرانيا تعتمد على الطائرات لمحاربة الطائرات الروسية.
ومن أجل مكافحة قرن من المعرفة السوفييتية التي اكتسبتها روسيا في مجال الهجوم الإلكتروني والدفاع، لجأت أوكرانيا إلى نهج الشركات المرتبطة بوادي السليكون في الولايات المتحدة.
وتتلخص الفكرة في مساعدة العاملين في مجال التكنولوجيا في البلاد على إنتاج منتجات الحرب الإلكترونية بسرعة واختبارها ثم إرسالها إلى ساحة المعركة.
وعلى سبيل المثال قامت شركات أوكرانية، مثل كفيرتوس وهيميرا، ببناء أجهزة تشويش صغيرة أو أجهزة اتصال لاسلكية بقيمة 100 دولار يمكنها مقاومة التشويش الروسي.
والأسلحة الإلكترونية لا تبدو خطيرة للوهلة الأولى، وهي عادةً عبارة عن أطباق أو هوائيات للأقمار الصناعية يمكن تركيبها على الشاحنات أو تركيبها في الحقول أو المباني.
لكنهم بعد ذلك يقومون بإصدار موجات كهرومغناطيسية لتتبع وخداع وحجب أجهزة الاستشعار ووصلات الاتصال التي توجه الأسلحة الدقيقة وتسمح بالاتصالات اللاسلكية.
وتعتمد كل تكنولوجيا الاتصالات تقريباً على الإشارات الكهرومغناطيسية، سواء كان ذلك جنوداً مزودين بأجهزة راديو أو طائرات بدون طيار متصلة بالطيارين أو صواريخ مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وإحدى الأدوات الأساسية والفعالة هي جهاز التشويش، الذي يعطل الاتصالات عن طريق إرسال إشارات قوية على نفس الترددات التي تستخدمها أجهزة الاتصال اللاسلكي أو الطائرات بدون طيار لإحداث الكثير من الإزعاج بحيث يصبح إرسال الإشارة مستحيلاً. التشويش يشبه تفجير معدن ثقيل في منتصف محاضرة جامعية.