"وكالات": مع دخول العدوان الإسرائيلي الموسع على لبنان يومه الـ 39 على التوالي، تشتد حدة المواجهات البرية بين حزب الله وقوات الاحتلال في جنوب لبنان، مع دخول المعارك شهرها الثاني، من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية من قرى الحافة الأمامية للحدود بشكلٍ كاملٍ.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت متأخر من يوم الجمعة، بأن غارات العدو الإسرائيلي على مدن وبلدات بعلبك الهرمل وحدها أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 52 شهيداً و72 جريحاً.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية التقرير اليومي لحصيلة العدوان الإسرائيلي وتداعياته على لبنان، وفيه أن غارات العدو الإسرائيلي ليوم الخميس أوقعت 30 شهيداً و103 جرحى، لتبلغ بذلك الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى الخميس 2897 شهيداً و13 ألفاً و150 جريحاً.
وعلى صعيد الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي، قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الجهود الأميركية فشلت بعدما صاغت واشنطن مقترحاً "غير واقعي" لوقف إطلاق النار، وكذلك بسبب إصرار تل أبيب على أن يكون بإمكانها إنفاذ هدنة مباشرةً. وذكر مصدر سياسي لبناني مقرَّب من حزب الله ودبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات أن الحرب قد تستمر أشهراً، في ظل عدم وجود مقترح قابل للتطبيق على طاولة المفاوضات قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية يوم الثلاثاء القادم.
من جهة أخرى نفذت قوات «كوماندوز» بحرية إسرائيلية عملية إنزال في منطقة البترون في شمال لبنان، واختطفت مواطناً لبنانياً، قبل أن تنسحب من المكان، حسبما أكد مصدر أمني لبناني مطلع.
وقال المصدر إن الإنزال الإسرائيلي حصل فجر الجمعة، واستهدف شخصاً يُدعى عماد فاضل أمهز، وتم اختطافه من المكان، قبل أن تنسحب المجموعة البحرية الإسرائيلية من الشاليه البحري الواقع بمحاذاة الشاطئ في البترون بشمال لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني إن أمهز عضو في «حزب الله»، من دون أن يحدد موقعه التنظيمي، رافضاً تأكيد أو نفي معلومات عن أنه مسوؤل كبير في الوحدة البحرية للحزب. لكن المصدر كشف أن أمهز طالب يدرس العلوم البحرية التي تؤهله ليكون قبطاناً.
أضاف المصدر أن المنطقة التي شهدت الإنزال شهدت نشاطاً سابقاً للإسرائيليين، إذ تشتبه السلطات اللبنانية بأنه يتم إجراء لقاءات بين إسرائيليين وعملائهم قبل الحرب.
ويقيم أمهز في منطقة القماطية الجبلية قرب عالية، وقد تقدمت زوجته أمس ببلاغ إلى القوى الأمنية باختفائه وعدم عودته إلى المنزل.
وكشفت مصادر أمنية لبنانية أن «عملية الخطف المزعومة حصلت في مكان لا يبعد عن شاطئ البحر أكثر من 50 متراً فقط. وكان صاحب مشروع الشاليهات هو أول من كشف القوة التي قدمت إلى المكان والمؤلفة من نحو 25 شخصاً بعضهم بلباس مدني وبعضهم ملثم، وكلهم مسلحون. وقد أمره هؤلاء بالعودة إلى غرفته وإقفال الباب قائلين له «نحن دولة»، أي عناصر امنية لبنانية، ثم تابعو باتجاه غرفة أمهز واقتادوه بعيدا نحو البحر.
واللافت أن «حزب الله» امتنع عن التواصل مع القيادات الأمنية اللبنانية التي حاولت الاستفسار عما إذا كان أمهز بالفعل عضوا في الحزب.
من جانبه، أكد وزير الأشغال علي حمية في تصريحات صحافية أن المختطف هو قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية ويتلقى تعليمه في معهد مدني وأن ما ورد في الفيديو المتداول صحيح كما أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة، فيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الأجهزة الأمنية تحقق في واقعة الاختطاف.