وضع سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب في حوار مع " الصباح " النقاط على الحروف بشأن مستجدات القضية الفلسطينية واحداث غزة المستمرة منذ أكثر من عام، مع بقاء " المجرم طليقا " وتمتد يده إلى أكثر من دولة عربية، ويقتل ويدمر ويشتت الشعب الفلسطيني الذي لا ذنب له ، الا أنه يتشبث بارضه ويدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية ويحرس القدس حتى تعود إلى أصحابها.
وأكد طهبوب ان الكويت دولة بحجم امة بمواقفها الراسخة والثابتة من القضية الفلسطينية، مثمنا عاليا دور السعودية في قيادة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وسعيها الكبير لحشد العالم من اجل وقف الابادة الجماعية، مشيرا الى القناعة بان العمق العربي سيبقى الاستراتيجي لفلسطين قضية وشعبا
وشدد على ان من يراهن على انهاء القضية الفلسطينية واهم بكل ما تعنيه الكلمة، لافتا الى عدم قيام الامم المتحدة ومجلس الامن بدورهما في حفظ الامن والسلم وتحقيق العدالة للشعوب المظلومة، مشيرا الى ان الدعم المطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية للاحتلال جعله يتصرف كأنه فوق القانون والشرائع ويمارس الإبادة والافعال غير البشرية.
ولفت السفير طهبوب إلى أن الاحتلال يعتبر " اونروا " عقبة كبيرة لمحاولة انهاء قضية اللاجئين الفلسطينين، داعيا العالم اجمع إلى التحرك بكل قوة وسرعة لمنع الاحتلال من تقويض عمل هذه " الوكالة " .
وفيما يلي نص الحوار سؤالا وجوابا مع سفير فلسطين في الكويت رامي طهبوب:
بعد مرور أكثر من عام على أحداث غزة، إلى اين تسير القضية الفلسطينية، وما الموقف العربي والإسلامي والإقليمي والدولي منها بعد هذه المستجدات الماساوية؟
-منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة المنكوب ومن ثم على عموم دولة فلسطين المحتلة تسعى دولة الاحتلال إلى انهاء القضية الفلسطينية وهذا هدفها الأساسي من هذه الإبادة .
ومن يراهن على انهاء القضية الفلسطينية واهم بكل ما تعنيه الكلمة ، فالقضية الفلسطينية باقية والشعب الفلسطيني باقٍ ويبقى صامدا على ارضه وفي وطنه لانه صاحب حق وهو صاحب الارض، وصاحب الحق هو دائما المنتصر مهما طال الزمن.
ويجب التأكيد هنا اننا لن نرتكب خطأ العام 1948 ولا العام 1967 ولن نغادر ارضنا ووطننا مهما كانت الظروف وان لا وطن للشعب الفلسطيني سوى دولة فلسطين .
وفيما يتعلق بالموقف العربي فإننا في دولة فلسطين مقتنعين تماما ان عمقنا العربي سيبقى العمق الاستراتيجي لنا وللقضية الفلسطينية وان فلسطين جزءا من الامة العربية، وكان هذا اول بند من إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 وإننا نثمّن مواقف الدول العربية فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية حيث كانت وما تزال الدول العربية تعمل ليلا نهارا من اجل وقف هذه الابادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. ونثمن عاليا جهود المملكة العربية السعودية في قيادة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وسعيها الكبير لحشد العالم من اجل وقف الابادة الجماعية وتنفيذ حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية التي لا تزال هي المبادرة الاهم لإنهاء الصراع.
المجرم الطليق
- للأسف يد القتل والبطش والتدمير لقوات الاحتلال تصيب اكثر من دولة عربية، الم يحن الوقت لايقاف هذه الاعتداءات السافرة، " والى متى يظل هذا المجرم طليقا "؟
طالما هناك هذا الدعم المطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال وبعض الدول الغربية وتركها من دون محاسبة أو مساءلة او وضع حدا لهذا الصلف وهذه العنجهية ، هذا الدعم الذي يمكن دولة الاحتلال من ان تتصرف وكانّها فوق القانون وفوق جميع الشرائع ستبقى دولة الاحتلال تمارس هذا العدوان وهذه الابادة والأفعال التي لا تمت للبشرية بصلة.
وطالما ان مجلس الامن الدولي اوالأمم المتحدة لا تستطيع القيام بمهامها التي انشئت من اجلها والتي كان من المفترض ان تكون حفظ الامن والسلم العالميين فلن تتحقق العدالة والسلم للشعوب المظلومة وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني وهو الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال تحت الاحتلال الاستعماري الإحلالي .
وكالة «اونروا»
استمرارا لحصار الشعب الفلسطيني الاعزل، اعتمد الاحتلال لقانونين يهدفان الى تقويض وكالة " اونروا " ، كيف يمكن مواجهة ذلك؟
- منذ انشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الأنروا ودولة الاحتلال تعمل من على تقويض عملها وإعاقته والسبب الوحيد لذلك هو ان وجود هذه الوكالة في نظر دولة الاحتلال هو عقبة كبيرة امام دولة الاحتلال لمحاولة انهاء قضية اللاجئين الفلسطينين وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والذي يؤكد على عودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسريا في العامين 1984 و 1967. ان انشاء هذه الوكالة تم من اجل دعم صمود اللاجئين الفلسطينين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفي الشتات وذلك حتى يتمكنوا من العودة إلى مدنهم وقراهم التي اجبروا على تركها وتم الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين الاسرائيليين.
ومن اجل مواجهة خطر انهاء الأونروا لا بد للعالم اجمع ان يتحرك وبكل قوة وسرعة من اجل منع دولة الاحتلال القيام باي خطوة من شأنها ان تقوض او تنهي عمل الوكالة لان هكذا تصرف سيهدد المنطقة بأسرها ونحن نعتبر ان وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الأنروا هو رمز لحق العودة الذي نص عليه القرار 194 والذي لن نقبل ان نتخلى عنه مهما كانت الظروف وبأي حال من الاحوال .
رسائل
ماذا تقول في رسائل إلى الكويت، الأمة العربية، الشعب الفلسطيني، الأمم المتحدة وقوات الاحتلال؟
-اقول للكويت انها دولة بحجم امة وهذا ليس مجاملة او لأنني سفير فلسطين في هذا البلد العزيز ، بل لان الكويت دولة صغيرة بحجمها ولكنها دولة عظمى بمواقفها التي تبقى ثابتة راسخة متجذرة لا تتغير بتغير الظروف ومنذ استقلال الكويت وقضية فلسطين وشعب فلسطين في مقدمة أولوياتها وان حكامها المتعاقبين وضعوا فلسطين وقضيتها وشعبها على اولى أولويات السياسة الخارجية الكويتية وحملوا قضيتنا في كل المحافل الدولية وقدموا كل انواع الدعم المادي والاقتصادي والسياسي والمعنوي من اجل ابقاء قضية فلسطين على مسرح السياسة الدولية .
ولا يفوتني ، هذا الشعب الكويتي العظيم رجالا ونساء وأطفال الذي وقف وما زال إلى جانب الشعب الفلسطيني ومنذ بدايات القرن الماضي حتى هذه اللحظة وتراه عندما يتألم الشعب الفلسطيني في فلسطين يبكيه الشعب الكويتي في الكويت.
هذا البلد الغالي العزيز يستحق منا كل الحب والاحترام والتقدير ودائما ندعو الله العلي القدير ان يحفظ الكويت وشعبها وقيادتها من كل مكروه وان يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار وان تبقى شامخة شموخ نخيلها جذوره في الارض وفرعه في السماء .
اما امتنا العربية فستبقى ذخرنا وسندنا ولا غنى لنا عنها ولا غنى لها عنا وشعوبنا العربية هي الامتداد الطبيعي لنا من المحيط إلى الخليج ونحن سنبقى خط الدفاع الاول عن العروبة والمقدسات الاسلامية والمسيحية وسنبقى حرّاس القدس حتى تعود إلى أصحابها مهما طال الزمن .
اما شعبنا الفلسطيني العظيم اقول لقد سطّر شعبنا اعظم أساطير الصمود والثبات ورفع وما يزال رافعا عاليا رأسه الذي لا ينحني إلا لله سبحانه وتعالى وسيكون صمود الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه وأطفاله رمزا للكرامة الإنسانية في كافة مشارب الكرة الأرضية
وستكون فلسطين وشعبها أيقونة الشرف والعزة في نفوس وقلوب الشعوب العربية والإسلامية والشعوب