حدد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، لرئيس وأعضاء الحكومة الجديدة، معالم الطريق نحو استعادة الكويت دورها ومكانتها اللائقين بها، في جميع المجالات، لافتا سموه إلى أننا «في مرحلة جديدة من مراحل العمل الجاد المسؤول، والعطاء المستمر اللامحدود، لوطن له حقوق علينا، ومواطنين أقسمنا على الذود عن حرياتهم ومصالحهم وأموالهم».
جاء ذلك في كلمة وجهها سمو الأمير، عقب أداء سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء والوزراء، اليمين الدستورية أمام سموه، بقصر بيان صباح أمس، واشتملت على العديد من التوجيهات السامية بالغة الأهمية، والتي تمثل «خارطة طريق» للحكومة، ومنهاج عمل لوزرائها.
وقال صاحب السمو الأمير في كلمته: يسرني أن ألتقي بكم اليوم، بعد أدائكم اليمين الدستورية لمباشرة أعمالكم ومهامكم الوزارية؛ لأتقدم ببالغ الشكر والتقدير لأخي سمو الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، على جهوده في تنفيذ تكليفنا باختيار أعضاء الحكومة الجديدة، ونهنئ الأخوات والإخوة الوزراء على نيلهم الثقة، مؤكدين أن هذه المناصب أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة، داعين الله تعالى أن يسدد بالتوفيق خطاكم؛ لتحقيق كل ما نتطلع إليه من رقي وازدهار لوطننا العزيز وخير ورغد عيش لأبنائه الكرام.
أضاف سموه: مواصلة للسير في سبل الإصلاح التي ارتضيناها، وترسيخا لمبادئ العدل والشفافية والمصارحة التي انتهجناها، فإننا نؤكد أننا في مرحلة جديدة من مراحل العمل الجاد المسؤول، والعطاء المستمر اللامحدود، لوطن له حقوق علينا، ومواطنين أقسمنا على الذود عن حرياتهم ومصالحهم وأموالهم. لذا - وأنتم ذوو خبرة واسعة وسمعة طيبة، مشهود لكم بالإخلاص في العمل والكفاءة في الأداء - فإن عليكم واجبات ومسؤوليات، تحتم مواصلتكم العمل ليل نهار، وهذه ضريبة التكليف والاختيار؛ فكونوا لقسمكم بارين، ولثقة شعبكم مقدرين، باذلين ما في وسعكم لتحقيق آماله، وما ينشده من تطلعات، بإنجازات فعلية على أرض الواقع، يعود بالفائدة على أبناء الكويت آثارها.
وقال سمو الأمير أيضا: نؤكد - في هذا المقام - أننا نعمل جميعا من أجل وطن عزيز علينا، اجتمعت القلوب على حبه، واتحدت العقول والسواعد لخدمته، واصطفت الصفوف لنهضته، محترمين الدستور والقوانين، متمسكين بثوابتنا القوية ووحدتنا الوطنية، غايتنا تحقيق نهضة شاملة لكويت الحاضر والمستقبل.
واستطرد سموه بالقول: وإذ أؤكد متابعتي للحكومة في تنفيذ أعمالها وواجباتها، ومحاسبة من يقصر في أداء عمله، فإنني أوجهها إلى ما يلي:
- تحديد الأولويات، وتوحيد الجهود وتسخير الطاقات وفق خطة عمل وجدول زمني محددين، مع التركيز على متابعة الميدان بجولات تفقدية مستمرة.
- الإسراع في تنفيذ مشاريع استراتيجية تنموية طال انتظارها، وإحداث تطور شامل من خلال معالجة الملفات والقضايا والموضوعات المتعلقة بالبنية التحتية، وتطوير الرعاية الصحية والسكنية والمنظومة التعليمية؛ بإجراءات يراعى فيها الشفافية والمحافظة على المال العام.
- تطوير كافة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، وصولا لاقتصاد مستدام، واستثمار الثروة البشرية، وتعزيز الابتكار والبحث العلمي، وتحسين بيئة الأعمال والخدمات الحكومية، والتحول الرقمي في الخدمات المقدمة منها.
- تعزيز أواصر العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، والارتقاء بأطر التعاون معها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وترسيخ الدور الإنساني لدولة الكويت.
- تفعيل دور الإعلام؛ ليعرف شعب الكويت الكريم برنامج عمل الحكومة وأهدافه وما يتحقق منه؛ لتنالوا ثقتهم وتأييدهم، فثقة الشعب غالية، لا تقدر بأثمان.
واختتم سموه كلمته بالقول: أدعو الله عز وجل أن يأخذ بأياديكم لكل ما فيه خير لوطننا الحبيب ومواطنيه الكرام، وأن تحققوا المزيد مما نتطلع إليه لكويتنا الغالية من تقدم وازدهار.
حضر مراسم أداء القسم كبار المسؤولين بالدولة.
من جهة أخرى ترأس سمو أمير البلاد، ظهر أمس، اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء في قصر بيان، بحضور سمو الشيخ أحمد عبد الله رئيس مجلس الوزراء والوزراء، بعد أدائهم اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الأمير.
وقد أعرب حضرة صاحب السمو الأمير، عن بالغ الشكر والتقدير لأخيه سمو الشيخ أحمد العبدالله والوزراء، بقبول تحملهم المسؤولية وهنأهم على نيل الثقة.
وأكد سموه على ضرورة متابعة الحكومة في تنفيذ أعمالها ومشاريعها، ومحاسبة من يقصر في أداء عمله.