أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين، للقصف الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وتسبب في وقوع عدد من الضحايا.
ورأت الوزارة في بيان أن هذا القصف يعتبر اعتداء سافرا على سيادة الأراضي السورية، وانتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية، لاسيما تلك التي تمنح الحماية للبعثات الدبلوماسية والسلامة لمنتسبيها.
وجددت الوزارة دعوة دولة الكويت الى المجتمع الدولي ومجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياتهما تجاه اتخاذ الإجراءات وبذل المساعي اللازمة، بما يحفظ سلامة واستقرار دول المنطقة، ويحد من التوتر والتصعيد.
كما أدان مجلس التعاون الخليجي ودول المجلس والجامعة العربية، الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
من جهة أخرى وبعدما توعدت مراراً وتكراراً على لسان مسؤوليها أمس الأول، أن الغارة التي استهدفت قنصليتها في دمشق، لن تمر دون عقاب، جددت إيران أمس الثلاثاء تهديداتها.
فقد هدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأن بلاده ستعاقب إسرائيل على استهداف قنصليتها بدمشق.
وقال خامنئي في بيان «سيعاقب رجالنا الشجعان النظام الصهيوني، سنجعله يندم على هذه الجريمة وغيرها»، وفق كلامه.
بدوره، شدد مستشار المرشد علي أكبر ولايتي أن المسؤولية الأميركية قائمة سواء كانت واشنطن على علم بالهجوم الإسرائيلي على بعثة طهران أم لا، وفقا لقناة «العالم الإيرانية»، وذلك في إشارة منه إلى إعلان واشنطن أمس عدم معرفتها بهجوم دمشق.
جاء ذلك بعدما أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف أن إسرائيل ستواجه عقابا شديدا على استهداف القنصلية، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كما شدد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أيضا على أن الهجوم الإسرائيلي لن يمر دون رد.
بدوره أعلن مجلس الأمن القومي أنه اجتمع أمس الأول «واتخذ القرارات المناسبة» بشأن الغارة التي استهدفت القنصلية، دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية.
فيما اعتبرت هيئة الرئاسة بالبرلمان أن الرد الحاسم والمتناسب مطلب وطني.
وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين توعدوا أمس الأول، بردّ حازم في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيرهم، ما عزّز المخاوف من تصعيد أكبر في العنف بين إسرائيل وحلفاء إيران والذي أثارته منذ أكتوبر الماضي حرب غزة، إذ رأى عدة خبراء ومحللين أن طهران في موقع لا تحسد عليه، فالرد على الضربة قد يستدعي توسيعاً للصراع، فيما السكوت قد يهشم صورتها ويضعفها في المنطقة أيضا.
كما اعتبر آخرون أن حرب الظل بين البلدين قد تكون ذهبت من غير رجعة حالياً، ليحل مكانها صراع مباشر في المنطقة، أو تكثيف غير مسبوق حتى لهجمات الميليشيات المدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا أو حتى الحوثيين في اليمن، وبطبيعة الحال حزب الله من لبنان.
يشار إلى أن الحرس الثوري كان أعلن مساء أمس الاثنين مقتل زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي وخمسة من الضباط المرافقين لهما بهجوم إسرائيلي على قنصلية بلاده في دمشق، وصف بأنه الضربة الأكثر إيلاما لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالعراق عام 2020.
يذكر أن الرد الإيراني على مقتل قاسمي حينها اقتصر على إطلاق بعض الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد التي كانت تضم قوات أميركية. إلا أن هذا الرد لم يأت إلا بعد إبلاغ واشنطن بالأمر، وفق ما كشف قبل أشهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.