نيويورك – "وكالات" : في خطوة نادرة، على استخدام كل نفوذه، لمنع وقوع "كارثة إنسانية" في قطاع غزة، وضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولياته، ووجه إليه نداءً عاجلاً إلى مجلس الأمن، بإعلان وقف إنساني لإطلاق النار.
ويشير هذا الإعلان إلى الخطوة النادرة التي اتخذها غوتيريش، لأول مرة منذ توليه منصب الأمين العام للمنظمة الأممية عام 2017، حيث تم تفعيل المادة الـ99 لجذب انتباه مجلس الأمن إلى التحديات الحالية التي قد تعرّض السلم والأمن الدوليين للخطر.
في سياق متصل ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، أنه من المتوقع أن يجتمع اليوم الجمعة لبحث الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أنّ روسيا والإمارات دعتا عقب خطوة غوتيريس، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن يوم الجمعة.
وقدّمت بعثة الإمارات في مجلس الأمن مشروع قرار يهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لـ"دواع إنسانية". وأفادت البعثة، في بيان عبر "إكس"، بأن "الوضع في قطاع غزة كارثي قد يصل إلى نقطة لا رجعة عنها، ولا يمكننا الانتظار أكثر". وتابعت: "يتعين على المجلس أن يتصرف بشكل حاسم للمطالبة بوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية".
وتابعت: "يحظى مشروع القرار الذي تقدمت به دولة الإمارات بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والذي يعد ضرورة أخلاقية وإنسانية".
وأشار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الأبعاء، في تصريحات صحافية مع سفراء الدول العربية، إلى جهود دول أعضاء في مجلس الأمن لصياغة مشروع قرار جديد يدعو إلى وقف إطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة مراقبة تنفيذ هذا الوقف من قبل أجهزة الأمم المتحدة.
وعقب هذه الخطوة، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، غوتيريش، معتبراً أنّ ولايته تمثّل "تهديداً للسلام العالمي".
وقال كوهين في منشور على "إكس"، إنّ "ولاية غوتيريش تمثّل تهديداً للسلام العالمي. إنّ مطالبته بتفعيل المادة الـ99 "من ميثاق الأمم المتحدة" والدعوة لوقف إطلاق النار في غزة يشكّلان دعماً لمنظمة حماس الإرهابية".
كما هاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، غوتيريش، واصفاً رسالته بأنها "انحطاط أخلاقي جديد". واتهم أردان الأمين العام للأمم المتحدة باستخدام المادة 99 "فقط للضغط على إسرائيل".
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة لليوم الثاني والستين، وسط استمرار للقصف العنيف والتهديد بتوسيع العدوان، رغم التحذيرات الدولية من تردي الأوضاع الإنسانية والصحية والبيئية.
من جهة أخرى دارت معارك عنيفة أمس الخميس في قطاع غزة، بين حماس والجيش الإسرائيلي في كبرى مدن القطاع، بينما ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 17 ألفا.
واستحالت مساحات واسعة من القطاع المحاصر ركاما ومبان مدمّرة، بينما تجاوزت حصيلة القتلى الفلسطينيين عتبة 16200 شخص تشكل النساء والأطفال أكثر من 70% منهم، بحسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وبموازاة حملة القصف المدمر التي باشرتها ردا على الهجوم غير المسبوق لحركة "حماس"، تشن إسرائيل منذ 27 أكتوبر هجوما بريا في شمال غزة، وسعت نطاقه إلى مجمل القطاع الصغير المحاصر والمكتظ بالسكان، ما يدفع المدنيين إلى النزوح إلى دائرة تضيق بشكل متزايد في رفح قرب الحدود مع مصر.
وفي خانيونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، بلغ الجنود الإسرائيليون بالمدرعات والجرافات وسط المدينة، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
ويحاول الجيش التقدم بريا باستخدام الدبابات والجرافات الضخمة، مدعوما بإسناد جوي ومدفعي وبحري. وهو يخوض معارك ضارية في خانيونس، بالإضافة الى مدينة غزة، كبرى مدن القطاع الواقعة في شماله، ومخيم جباليا شمالا.
وفي موازاة العمليات البرية، واصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف مناطق عدة في غزة منها مدينة رفح التي نزح إليها قسم كبير من سكان القطاع.
وتفيد الأمم المتحدة بأن 1,9 مليون شخص، أي 85% من إجمالي سكان القطاع، نزحوا جراء الحرب التي أدت لتعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.