تظاهر عشرات الآلاف أمس الأزل السبت في جزر الكناري الإسبانية احتجاجاً على السياحة المكثفة التي تجتاح الأرخبيل.
وبلغ عدد المشاركين 20 ألفاً حسب الشرطة، و50 ألفاً حسب المنظمين، رفعوا لافتات كتب على بعضها "جزر الكناري ليست للبيع" أو "نعم لوقف السياحة" و"احترموا المكان الذي أعيش فيه".
وأقيمت التظاهرة في شوارع المدن الرئيسية في الأرخبيل بدعوة من20 مجموعة اجتماعية وبيئية ترى أن النموذج الاقتصادي الحالي مضر بالسكان والبيئة، وتطالب السلطات بالحد من عدد السياح.
وقالت إحدى المتظاهرات لتلفزيون "تي في إي" الإسباني: "نحن لسنا ضد السياحة. بل ندعو فقط إلى تغيير النموذج الحالي الذي يسمح بنمو غير محدود للسياحة".
ومن أبرز مطالب المتظاهرين وقف بناء فندقين جديدين في تينيريفي، كبرى جزر الأرخبيل السبع وأكثرها تطورا، وبأن يكون للسكان رأي القرارات لتنمية السياحة.
وقالت المدرّسة نيفيس رودريغيز ريفيرا: "سئمنا الاكتظاظ السكاني، ومن شراء أجانب ميسورين أراضٍ من أجدادنا لا نملك الإمكانات المالية لشرائها".
ويتسبب التدفق المستمر للزوار في تدمير التنوع الحيوي، ويؤدي إلى تفاقم أزمة السكن بزيادة بدلات الإيجار، على ما شرح أنطونيو سامويل دياز غارسيا.
وتجذب جزر الكناري قبالة سواحل شمال إفريقيا السياح بطبيعتها البركانية وشواطئها المشمسة. ويبلغ عدد سكانها 2,2 مليون نسمة، واستقطبت العام الماضي 16 مليون سائح.
ويعمل أربعة من كل عشرة مقيمين في قطاع السياحة الذي يمثل 36 % من الناتج المحلي الإجمالي.
وتزايدت الاحتجاجات المناهضة للسياحة في الأشهر الأخيرة في كل إسبانيا، ثاني أكثر الدول استقطاباً للسياح في العالم، وتسعى السلطات إلى تعزيز حماية السكان دون إلحاق ضرر كبير بالقطاع المربح الذي يمثل نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا.