«وكالات» : فيما تستعر جبهات القتال الروسية الأوكرانية، الاثنين، في يوم جديد من الحرب، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
ووفقا للبيت الأبيض، فقد أجرى بايدن، الأحد، زيارة إلى المقبرة والنصب التذكاري الأمريكي في مقاطعة أيسن شمال فرنسا لتكريم المحاربين القدامى الأمريكيين. وردا على سؤال عما إذا كان قد أجرى مباحثات مع ماكرون بشأن مسألة استخدام الأرباح من الأصول الروسية وهل توصلا إلى اتفاق بهذا الصدد، قال بايدن: «نعم ونعم».
وتدرس دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي كيفية استخدام الأرباح الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة في الغرب لتزويد أوكرانيا بقرض كبير مقدما الآن وتوفير التمويل لكييف في عام 2025.
واختتم بايدن زيارته إلى فرنسا التي استغرقت 5 أيام حضر خلالها مراسم الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي يومي 6 و7 يونيو، وأجرى مباحثات مع ماكرون يوم 8 يونيو. وفي 7 يونيو، أفادت بوابة «سيمافور» بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الأرباح من الأصول الروسية المجمدة لتلبية الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا، معربة عن أملها في التوصل إلى اتفاق بحلول قمة مجموعة السبع التي من المقرر أن تعقد في إيطاليا من 13 إلى 15 يونيو.
يذكر أن نحو 260 مليار يورو (280.9 مليار دولار) من أموال البنك المركزي الروسي مجمدة في جميع أنحاء العالم، معظمها في الاتحاد الأوروبي. وتدر هذه الأموال أرباحا تتراوح بين 2.5 و3.5 مليار يورو سنويا، ويقول الاتحاد الأوروبي إنها ليست مستحقة لروسيا بموجب عقود، وبالتالي تمثل مكاسب غير متوقعة.
وتتلخص الفكرة التي تؤيدها الولايات المتحدة في استخدام هذا الربح كمصدر ثابت للإيرادات لخدمة قرض كبير بقيمة 50 مليار دولار يمكن جمعه من السوق. وتقول روسيا إن أي تحويل للأرباح من أموالها المجمدة سيكون سرقة.
ويثير استغلال الأرباح من الأصول الروسية مخاوف بعض الدول، لكن مسؤولا بوزارة الخزانة الأمريكية قال يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وشركاءها في مجموعة السبع يحرزون تقدما في هذا الصدد.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وكندا جمدوا أصولا روسية بنحو 300 مليار دولار في ربيع عام 2022، ومن بين هذه الأصول يوجد نحو 5-6 مليارات دولار في الولايات المتحدة، ومعظم الأصول المجمدة في أوروبا، بما في ذلك في المنصة الدولية «يوروكلير» في بلجيكا.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن واشنطن وحلفاءها وشركاءها يبحثون إمكانية استخدام الأصول السيادية الروسية لإعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء النزاع.
من ناحية أخرى يوم جديد من التصعيد والاقتتال تشهده، الاثنين، الجبهات الروسية الأوكرانية فيما يحاول الجيش الروسي السيطرة على المزيد من المواقع على الأرض، فيما تستعين قوات كييف بالأسلحة الغربية لمواجهة الدب الروسي.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت روسيا سيطرتها على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: «واصلت الوحدات الروسية التقدم في عمق دفاعات العدو وحررت بلدة ستارومايورسكي».
يأتي ذلك فيما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن سلاح الجو أصاب 3 بطاريات لأنظمة دفاع روسية في شبه جزيرة القرم.
وأوضحت أن الضربات كانت ناجحة واستهدفت على منظومة «إس-400»، ونظامين قريبين من طراز «إس 300» الأقل تقدما.
وأشارت إلى تسجيل إغلاق فوري لرادارات الأنظمة بعد الضربات، فضلا عن تفجير ذخيرة في المنطقة.
هذا وقال ضابط بارز بالجيش الأوكراني، أمس الاثنين، إن أوكرانيا قد تحتفظ ببعض الطائرات المقاتلة من طراز «إف 16» التي من المقرر أن تتسلمها من حلفائها الغربيين في قواعد أجنبية، من أجل حمايتها من الضربات الروسية.
والتزمت بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج بتزويد أوكرانيا بأكثر من 60 طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» أميركية الصنع لمساعدتها في صد الهجمات الروسية.
يخضع الطيارون الأوكرانيون حاليا للتدريب على قيادة الطائرات الحربية قبل عمليات التسليم المتوقع أن تبدأ في وقت لاحق من العام الجاري.
من جانب آخر أكدت شركة يوكرينرجو، للكهرباء في أوكرانيا، أنها ستقطع التيار الكهربائي لمدة ساعة في كامل البلاد مساء الإثنين، بسبب تجاوز الطلب الحدود المتفق عليها.
وفي بيان على تلغرام لأحد، قالت الشركة إن قطع التيار سيطبق على المنازل والمصانع وسيكون بين الرابعة مساء والعاشرة مساءً.
وأضافت، أنها ستستثنى فقط مواقع «البنية التحتية المهمة» التي توفر خدمات حيوية.
وكثفت روسيا في الشهرين الماضيين هجماتها على شبكة الكهرباء الأوكرانية، وتسببت في تدمير جزء كبير من قدرة توليد الكهرباء الحرارية والمائية.
وأصدرت الحكومة الأوكرانية أمراً للوزارات والسلطات المحلية يوم الجمعة الماضية بالكف عن استخدام مكيفات الهواء وإطفاء الأنوار الخارجية.
وقالت أمهيرد إن القضايا الإنسانية والسلامة النووية وحرية الملاحة والأمن الغذائي ستتم مناقشتها على مستوى عال خلال المحادثات يومي السبت والأحد.
ومن المقرر أن يتوجه العديد من القادة إلى سويسرا عقب مشاركتهم في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، والتي تبدأ يوم الخميس، ومن بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس، غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيرسل نائبته كامالا هاريس لتنوب عنه في المؤتمر.
من جهة أخرى نشرت صحيفة «ديلي إكسبرس» Daily Express البريطانية تفاصيل السيناريو الأوكراني الذي تخطط له كييف في حال خسرت الحرب مع روسيا، والذي يتضمن استهداف البنية التحتية المدنية في روسيا.
وقال الخبير نيكولاس دروموند، محلل الدفاع والأمن، للصحيفة إن «أوكرانيا تخطط لهجمات أكثر ضررا في روسيا، بما في ذلك قصف المدارس»، إلا أنه أشار إلى أن «أي ضربات ستقتصر على المناطق الحدودية، لأن الضربات في عمق روسيا ستكون بمثابة تصعيد كبير».
وأضاف: «أعتقد أن أوكرانيا ستشن حملة لخلق تمرد داخل روسيا، وسيكون ذلك أكثر تدميرا بكثير من أي شيء رأيناه على الخطوط الأمامية».
وتابع قائلا: «إنهم يخططون بالتأكيد لمثل هذه الهجمات الآن... أعتقد أن هذا أكثر رعبا بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الحرب التقليدية، لأنه إذا أطلق الأوكرانيون العنان لهذه الحملة في روسيا، فسوف يفقد السلطة بسرعة كبيرة، لأن الناس سيقولون «أنت» لا تفعل ما يكفي» لوقف الهجمات.
يذكر أنه في 22 مارس وقع هجوم إرهابي في قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية بضواحي موسكو، حيث تصر الدول الغربية على أن الهجوم نفذه تنظيم «داعش ولاية خراسان» الإرهابي لإبعاد الشبهة عن كييف، بينما تؤكد السلطات الروسية وجود أثر أوكراني واضح وراء العملية.
من جهة أخرى أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية، ألكسندر بوجوماز، أمس الاثنين، أن الدفاعات الجوية الروسية دمرت 3 طائرات مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعة بريانسك، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.
وقال بوجوماز، عبر منصة «تليغرام»، «تم إحباط محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام الطائرات المسيرة»، حسبما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف بوجوماز «دمرت أنظمة الدفاع الجوي 3 طائرات مسيرة فوق منطقة نافلينسكي دون وقوع إصابات أو أضرار».
وفي وقت سابق أمس، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي بجمهورية دونيتسك اعتراض 237 طائرة مسيرة أوكرانية في الأسبوع الماضي فوق مدن الجمهورية.
وقال المكتب الصحافي للدائرة: «تم فوق دونيتسك وماكييفكا وأفدييفكا وشاختيورسك وفولنوفاخا اكتشاف واعتراض 237 طائرة مسيرة أوكرانية».
وتستهدف القوات الأوكرانية، بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في مقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيغ وروستوف، وشبه جزيرة القرم، بالطائرات المسيرة والصواريخ، بحسب «سبوتنيك».
وأعلن الجيش الأوكراني، أمس، ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير (شباط)2022، إلى نحو 519 ألفاً و750 جندياً، بينهم 1190 جندياً لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وجاء ذلك وفقاً لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم» أمس.
وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية 7879 دبابة، منها 10 دبابات الأحد، و15144 مركبة قتالية مدرعة و13644 نظام مدفعية و1098 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و837 من أنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 358 طائرة، و326 مروحية، و11010 طائرة مسيرة، و2278 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و18618 من المركبات وخزانات الوقود، و2267 من وحدات المعدات الخاصة.