«وكالات» : أعلن رئيس الشيشان رمضان قديروف أمس الخميس أنه التقى بالرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين وعرض إرسال المزيد من الجنود لمساعدة موسكو في حربها المستمرة منذ أكثر من عامين في أوكرانيا.
ونشر قديروف صورة له مع بوتين وقال إنهما ناقشا المشاكل والآفاق الاقتصادية للمنطقة، ودعا الرئيس للزيارة.
وقديروف حليف للكرملين ويقود المنطقة الواقعة في جنوب القوقاز منذ 2007.
وأشار إلى أن عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين والمجهزين بشكل جيد من قوات الاحتياط مستعدون للقتال من أجل روسيا في أوكرانيا إذا صدر مثل هذا الأمر.
ولفت رئيس الشيشان إلى أن 43500 جندي في المجمل خدموا بالفعل في أوكرانيا، من بينهم 18 ألف متطوع.
وكتب قديروف: «نقلت أيضاً رغبات شعبنا ودعوت زعيمنا الوطني لزيارة جمهورية الشيشان».
ونفى قديروف مراراً التقارير التي تفيد بأنه ليس على ما يرام ونشر صوراً له وهو يمارس التمارين ويعقد اجتماعات.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 35 صاروخاً من طراز «أولخا» و»فامبير» فوق مقاطعة بيلغورود.
وقالت الوزارة «خلال الليلة الماضية، تم إيقاف محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام نظام الصواريخ المتعددة «أولخا» ونظام الصواريخ المتعددة «فامبير» وطائرات مسيرة على أهداف على الأراضي الروسية»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضافت الوزارة «دمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة ثلاثة صواريخ «أولخا» واثنين وثلاثين صاروخاً من طراز «فامبير» وثلاث طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود».
من جهة أخرى أعلنت روسيا الأربعاء سيطرتها على بلدة في شرق أوكرانيا، كما استهدفت مواقع للطاقة في شمال أوكرانيا مع استمرار القصف على خاركيف، كما حذرت موسكو باريس إذا أرسلت قواتها إلى أوكرانيا من أن ردها لن يكون سياسيا فحسب، في المقابل شنت أوكرانيا هجوما على منشأة صغيرة في محطة زاباروجيا النووية.
فعلى الصعيد الميداني، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن قواتها استعادت السيطرة على قرية كليشيفكا بشرق أوكرانيا، التي كانت القوات الأوكرانية استعادتها أثناء هجومها المضاد عام 2023 بعد أن سيطرت عليها روسيا بداية ذلك العام.
لكن الهجوم الأوكراني المضاد مُني بالفشل في نهاية المطاف وباتت القوات الأوكرانية في موقع دفاعي منذ هذا الفشل، وتعاني نقصا في العتاد والعدد، في وضع فاقمه تأخر المساعدة العسكرية من الغربيين خاصة الأمريكيين.
في المقابل، استعاد الجيش الروسي الإمساك بزمام المبادرة وحقق تقدما طفيفا على الجبهة الشرقية، حيث سجل نجاحا تكتيكيا، وسيطر على سلسلة بلدات لا سيما أفدييفكا في فبراير الماضي.
وفي خاركيف بشمال شرق أوكرانيا أسفرت ضربة جوية روسية على المدينة الأربعاء عن تدمير مقهى، وألحقت أضرارا بمبنى سكني مجاور، وأشعلت النار في محطة للوقود، كما ألحقت أضرارا بحافلة ركاب كانت على بعد 50 مترا من الضربة، وقال مسؤولون محليون إن 10 أشخاص أصيبوا، أحدهم على الأقل حالته خطيرة.
وقال ممثلو الادعاء في المنطقة إن سائق حافلة الركاب تعرض لبتر في ساقيه نتيجة إصابته بزجاج الحافلة، الذي تناثر بفعل الضربة، وأضافوا على تليغرام أن روسيا استخدمت في الضربة قنبلة موجهة أطلقتها من منطقة بيلغورود المجاورة.
وتتعرض خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والمنطقة المحيطة بها لهجمات روسية منذ بدء الحرب في 2022، لكن الهجمات أصبحت أكثر كثافة في الأشهر القليلة الماضية، واستهدفت بنية تحتية مدنية ومنشآت طاقة.
وفي وقت سابق الأربعاء، تسبب هجوم بمسيّرة على سيارة شرطة، بحسب كييف، بمقتل شرطي أوكراني، فيما أصيب آخر بجروح في فوفتشانسك، المدينة الواقعة في قلب المواجهات في هذه المنطقة.
في المقابل، قالت إدارة محطة زاباروجيا النووية، التي تخضع لسيطرة روسيا، إن طائرات مسيرة أوكرانية شنت هجوما على منشأة غير نووية في المحطة الأربعاء دون وقوع أضرار بالغة.
كما قتل رجل وأصيب شخصان آخران بشظايا مسيّرة أوكرانية أُسقطت فوق منطقة بيلغورود، بحسب حاكمها فياتشيسلاف غلادكوف.
وقتل شخص وأصيب اثنان آخران في ليسيتشانسك بمنطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، بعد إطلاق النار من قِبل القوات المسلحة الأوكرانية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن مصدر في خدمات الطوارئ.
وفي إطار آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية قوله الأربعاء إنه إذا أرسلت فرنسا قواتها إلى أوكرانيا فإن رد روسيا لن يكون سياسيا فحسب.
ولم يحدد أرتيوم ستودينيكوف، رئيس الإدارة الأوروبية في الوزارة، الإجراءات التي ستتخذها روسيا في مثل هذا الحدث، لكنه قال إن موسكو حذرت باريس.
وأضاف ستودينيكوف أن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا سيزيد خطر وقوع اشتباك بين البلدين المسلحين نوويا.
من ناحية أخرى وافق الاتحاد الأوروبي على استخدام أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة لتسليح أوكرانيا، في حين أعلنت روسيا بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في منطقتها العسكرية الجنوبية قرب أوكرانيا، وطلبت كييف أن يتصدى حلفاؤها من أراضيهم للصواريخ الروسية التي تستهدفها.
ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يدر استخدام أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة نحو 3 مليارات يورو سنويا لمساعدة كييف لمواجهة الحرب التي شنتها روسيا وإعادة الإعمار.
وكان الاتحاد الأوروبي جمد حوالي 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي التي حجزها التكتل في إطار العقوبات المفروضة على موسكو لهجومها على كييف في فبراير 2022.
وبناء على خطته، ستذهب 90% من الفوائد إلى صندوق مركزي يستخدم لشراء الأسلحة لأوكرانيا، بينما سيستخدم 10% منها لإعادة الإعمار.
وفي روسيا، بدأت مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في منطقتها العسكرية الجنوبية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المناورات ستختبر جهوزية الأسلحة النووية غير الإستراتيجية لضمان سلامة الأراضي الروسية، وذلك للرد على التصريحات «الاستفزازية والتهديدات الصادرة عن مسؤولين غربيين».
يشار إلى أن الأسلحة النووية التكتيكية -أو غير الإستراتيجية- هي أسلحة نووية لضرب أهداف كبيرة وتجمعات للقوات المعادية في الخطوط الأمامية وفي الخلف مباشرة.
على صعيد متصل، اقترح وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا أن يتصدى حلفاء بلاده من أراضيهم للصواريخ الروسية التي تستهدفها، ما لم يتم توفير «كل الوسائل الضرورية» لقواتها التي تفتقر إلى أنظمة دفاع جوية للقيام بذلك.
وقال إنه لا توجد حجة قانونية أو أمنية أو أخلاقية تمنع شركاء كييف من التصدي للصواريخ الروسية فوق أراضي أوكرانيا انطلاقا من أراضيهم.
وبما يتعلق بالجيش الأوكراني، تقدم أكثر من 3 آلاف سجين بطلبات للانضمام الى القوات المسلحة، بموجب قانون جديد يهدف إلى حشد مزيد من المقاتلين لمواجهة روسيا.
ولا يشمل هذا السجناء المدانين بارتكاب جرائم خطيرة، لا سيما «القتل العمد لأكثر من شخصين» أو العنف الجنسي أو الاعتداءات على الأمن القومي أو الإدانات بالفساد.
وبعد أكثر من عامين من الحرب، تواجه أوكرانيا نقصا في الجنود والأسلحة وجيشا روسيا بعداد أكبر.
من ناحية أخرى بوساطة قطرية، سلّمت، الأربعاء، روسيا 6 أطفال لأوكرانيا، وذلك بمقر السفارة القطرية في موسكو، بحضور وإشراف السفير القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، وممثلون عن مفوضة حقوق للطفل في روسيا.
وتتراوح أعمار الأطفال بين 6 و17 عاما، من بينهم شقيقان، وذلك في ملف شهد جدلا كبيرا وصل إلى حد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبيلوفا بتهمة الترحيل القسري لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.
وأوضحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر أن الدوحة استضافت الأطفال في المقر الرئيسي لسفارتها في موسكو، حيث تم اصطحابهم بعد ذلك إلى أوكرانيا عبر مينسك، لضمان سلامتهم ورعايتهم طوال الرحلة.
وجددت الخاطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، التأكيد على أن دولة قطر، بوصفها وسيطا، ستظل ملتزمة بحماية سلامة جميع المدنيين المتأثرين بالصراع، فضلا عن التزامها الثابت بمواصلة جهود لمّ الشمل وضمان سلامة المتأثرين.
ولفتت إلى استضافة الدوحة أُسرا روسية وأوكرانية في أبريل الماضي، في إطار برنامج متكامل يهدف إلى تقديم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، وتلبية الاحتياجات الأساسية، ووضع أساس للشفاء والاندماج في المستقبل.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أكد سفير دولة قطر لدى موسكو الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني أن الدوحة أولت ملف لمّ شمل الأطفال الأوكرانيين أهمية كبيرة، لما تملكه هذه القضية من بُعد إنساني.
وأشار إلى أن العلاقات الجيدة والمميزة التي تربط بين قطر وروسيا، والعلاقة الشخصية التي تربط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ساهمتا بشكل كبير في إنجاز عملية لم الشمل هذه.
ولفت إلى حقيقة موثوقية ومقبولية الدور القطري من قِبل الجانبين الروسي والأوكراني، مما منح الإجراءات اللوجستية تسهيلات إضافية.
وأوضح السفير القطري أن الملف المتعلق بلمّ شمل جميع الأطفال بعائلاتهم ما زال قائما ولم يغلق بعد، وأنه لا يزال في دائرة الجهد والتنسيق الجماعيين، إلى أن تثمر الجهود القطرية عن حله وإغلاقه بشكل نهائي.
وهذه هي المرة السادسة على التوالي التي تسلم فيها روسيا أكثر من 70 طفلا لأقاربهم، في سياق عمليات لمّ شمل عدد من الأطفال الأوكرانيين المتأثرين بالحرب الروسية الأوكرانية بعائلاتهم.
وقالت السلطات الأوكرانية إن عددهم يبلغ نحو 20 ألف قاصر منذ بداية الحرب في فبراير 2022، وهو ما نفته السلطات الروسية بشدة أكثر من مرة.
وأفضى دخول قطر على خط الوساطة في هذا الملف من خلال آلية حصلت على قبول روسي وأوكراني، وتواصلت من وراء الكواليس لعدة أشهر، إلى النجاح في لمّ شمل عدد من الأسر المشتتة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وجاء ذلك بعد أن وافقت الدوحة على طلب كييف التوسط لدى موسكو للمّ شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم، عقب زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى كل من موسكو وكييف منتصف العام الماضي، التي تُوجت بلمّ شمل 4 قاصرين مع عائلاتهم وانتقالهم إلى أوكرانيا.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت قطر نجاح العملية الثانية للمّ شمل 6 أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم، في مقر السفارة القطرية في موسكو، ومرافقتهم بعد ذلك إلى أوكرانيا لضمان سلامتهم والتأكد من احتياجاتهم، وفق بيان للخارجية القطرية.