«وكالات» : كشفت مصادر مطلعة لوسائل إعلام إيرانية الأحد أن واشنطن وطهران تجريان مفاوضات في نيويورك لإحياء الاتفاق النووي.
وأوضحت أن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمیر سعید إیرواني يتابع تلك المفاوضات مع الجانب الأميركي.
فيما أردفت أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران تشمل مجموعة من القضايا المختلفة، لاسيما حرب غزة.
يذكر أن طهران كانت أبرمت عام 2015 اتفاقاً مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، أتاح تقييد أنشطتها وضمان سلميتها، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.
إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً من هذا الاتفاق سنة 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران، ما دفع الأخيرة للتراجع تدريجاً عن التزاماتها النووية.
وبعد أشهر من تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية مطلع 2021، بدأت إيران والقوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مفاوضات لإحياء الاتفاق.
لكن المباحثات التي جرت بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، وصلت إلى طريق مسدود في صيف 2022.
في حين واصلت إيران، التي تشدد على أنها لا تسعى لتطوير قنبلة نووية، تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67 في المئة والذي ينص عليه اتفاق 2015 مع القوى الكبرى.
من ناحية أخرى تجاهل المرشد الإيراني، علي خامنئي، هجوم أصفهان الذي تعرضت له مواقع في إيران يوم الجمعة الماضي، وعلق على الهجمات الإيرانية على إسرائيل قائلا «المهم إظهار قوتنا وليس عدد الصواريخ أو الأهداف». وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية، أمس الأحد.
ودعا خامنئي القوات الإيرانية إلى «الابتكار» و»تعلم أساليب العدو».
يأتي هذا بعد نحو أسبوع على هجوم إيراني بمئات المسيرات والصواريخ استهدف مواقع عسكرية في داخل إسرائيل الذي جاء كرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق، وأسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم 7 من قادة الحرس الثوري أبرزهم محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان.
كما جاءت تصريحات خامنئي بعد يومين من هجوم على أصفهان، والذي تعرضت فيه مواقع إيرانية لهجمات لم تتبنها إسرائيل ولم توجه طهران الاتهامات لتل أبيب.
وأكدت وكالة «تسنيم» الإيرانية سلامة المنشآت النووية في أصفهان، وقالت إنها «آمنة بالكامل».
يذكر أن طهران كانت قللت من هذا الهجوم في تصريحات سابقة لمسؤوليها، نافية تعرضها لصواريخ أو غارات إسرائيلية، مكتفية بالقول إنها أسقطت بضع طائرات مسيرة.
فيما قارن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الهجوم بلعبة أطفال، مؤكداً أنّه لن يكون هناك ردّ إيراني انتقامي ما لم يتمّ استهداف «مصالح» البلاد.
يذكر أن طهران كانت أعلنت يوم الجمعة الماضي أن «نظام الدفاع الجوي نجح في إسقاط عدّة مسيّرات»، نافية استهداف البلاد بالصواريخ.
بينما أكــد مســؤولون أمريكيـــون أن إســرائيل شنّت ضربة على إيران رداً على الهجوم الإيراني غير المسبوق، الذي استهدفها في 13 أبريل.
في حين سارع المجتمع الدولي إلى الدعوة للهدوء في أعقاب الهجوم، بظلّ المخاوف من التوترات المتصاعدة على خلفية الحرب في قطاع غزة التي بدأت قبل أكثر من ستة أشهر.
وشنّت إيران في 13 أبريل هجوماً غير مسبوق بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، رداً على تدمير مقر قنصليّتها في دمشق في الأول من أبريل بضربة إسرائيلية.
بينما أكّد الجيش الإسرائيلي حينها أنّه تمكّن من اعتراض جميع المقذوفات تقريباً بمساعدة حلفائه ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.