«وكالات» : حذرت مجموعة من الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان المفوضين من الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن أكثر من خُمس السكان في قطاع غزة، يواجهون المستوى الأشد أو «الكارثي» لانعدام الأمن الغذائي، وأن زيادة عدد الوفيات مؤخراً بين الأطفال بسبب سوء التغذية في قطاع غزة تشير إلى انتشار المجاعة في أنحاء القطاع، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن 33 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، معظمهم في المناطق الشمالية التي ظلت حتى وقت قريب تتعرض لأعنف قصف في الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
ومنذ أوائل مايو امتدت الحرب إلى جنوب غزة؛ ما أضر بتدفقات المساعدات إلى القطاع وسط قيود تفرضها إسرائيل التي تتهم وكالات الأمم المتحدة بعدم توزيع مواد الإغاثة بكفاءة.
وأشارت المجموعة المؤلفة من 11 خبيراً في بيان، الثلاثاء، إلى وفاة 3 أطفال أعمارهم 13 سنة، و9 سنوات وستة أشهر بسبب سوء التغذية في خان يونس جنوب القطاع ودير البلح في وسط غزة منذ نهاية مايو.
وقال الخبراء: «مع وفاة هؤلاء الأطفال جوعاً رغم العلاج الطبي في وسط غزة، لن يكون هناك شك في أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب القطاع».
وندد البيان الذي وقَّعه خبراء من بينهم المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، «بحملة التجويع المتعمدة والموجهة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني». وقالت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف إن هذا البيان يصل إلى حد «المعلومات المضللة».
أضافت الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف: «تعمل إسرائيل باستمرار على زيادة التنسيق والمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية في أنحاء قطاع غزة، وربطت مؤخراً خط الكهرباء التابع لها بمحطة تحلية المياه في غزة».
وفي مستشفى بخان يونس، قالت امرأة فلسطينية تدعى غنيمة جمعة لـ«رويترز»، الاثنين، إنها تخشى أن يموت ابنها جوعاً.
وقالت وهي تجلس بجوار ابنها الذي كان يفترش الأرض دون حراك، بينما كان يحصل على تغذية وريدية عبر أنبوب معلق في معصمه «مأساة صعبة إني شايفة ابني قدامي قدام عيني قاعد عام بيموت من سوء التغذية لأني مش عارفة أوفر له أي حاجة بسبب الحرب، بسبب إغلاق المعابر، بسبب المياه الملوثة».
ويتحدد وجود مجاعة من عدمه رسمياً من خلال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي تدعمه الأمم المتحدة، والذي يجري تقييماً بناءً على مجموعة من المعايير الفنية.
وفي الشهر الماضي، أشار تقرير صادر عن التصنيف إلى أن غزة لا تزال معرَّضة لخطر المجاعة بشكل كبير مع استمرار الحرب، وتقييد وصول المساعدات.
وجاء في التقرير أن أكثر من 495 ألف شخص في أنحاء غزة، أي أكثر من خُمس السكان، يواجهون المستوى الأشد أو «الكارثي» لانعدام الأمن الغذائي، انخفاضاً من 1.1 مليون في التقرير السابق.