الرياض – «وكالات»: تأكيدا لما نشرته «الصباح»، في عددها الصادر أمس الأول الأحد، شددت القمة العربية – الإسلامية بالرياض أمس، على ضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، فضلاً عن التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، والتوسع رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد ليشمل الجمهورية اللبنانية، ومن انتهاك سيادة جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية وإيران، دونما تدابير أممية حاسمة، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.
وأدان المشروع بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، والإخفاء القسري والنهب، فضلاًعن التطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة عبر الأسابيع الماضية، ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفالتهم من العقاب.
وتؤكد تفاصيل المشروع الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، بجانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 «2006» بكامل مندرجاته، والتأكيد على التضامن مع الجمهورية اللبنانية في مواجهة هذا العدوان.
من جهته، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، أن القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية التي احتضنتها الرياض أمس، تأتي في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشدداً على رفض السعودية القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، لافتاً إلى أن فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وقال ولي العهد السعودي: «نجحنا في حثّ المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أطلقنا التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين واستضفنا الاجتماع الأول للتحالف» كما دعا المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالوقف الفوري للحرب، مشدداً على رفضه انتقاص دور السلطة الفلسطينية، لافتاً إلى أن بلاده تحشد دعم المزيد من الدول لصالح حل الدولتين، مؤكداً ضرورة قيام دولة فلسطينية.
وشدد الأمير محمد بن سلمان على شجب منع الأونروا من القيام بدورها، وأوضح أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، معرباً عن تضامن السعودية تجاه الفلسطينيين واللبنانيين، قائلاً: نقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان.
وفي إطار الأوضاع في لبنان، قال الأمير محمد بن سلمان إن السعودية ترفض انتهاك سيادة لبنان، معرباً عن إدانة بلاده للعمليات الإسرائيلية في لبنان رفض تهديد أمنه.
من ناحيته قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، واصفا ما يحدث بالعدوان غير المقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، مؤكدا أن هذا الوضع يضع النظام الدولي بأسره على المحك.
وكرر الرئيس المصري في كلمته بقمة الرياض، رفضه لمخططات التهجير، وأردف «باسم مصر، أعلنها صراحة إننا سنقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهو أمر لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف».
كما أكد أن مصر تدين بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان.
بدوره أكد نائب الرئيس الإيراني محمد عارف إن «وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ضروري للغاية» وأضاف خلال كلمة له خلال القمة العربية الإسلامية في الرياض «نشهد أسوأ أعمال «عدائية» في غزة منذ عقود».
ودعا عارف المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لإنهاء الحرب في غزة ولبنان.