«وكالات» : تصاعدت أمس النداءات العربية والدولية، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من «الإبادة»، إذا واصلت إسرائيل إصرارها على تنفيذ الاجتياح البري الذي هددت به لمدينة رفح، التي تضم نحو مليون و400 ألف نسمة، معظمهم من النازحين إليها، هربا من القصف الصهيوني.
في غضون ذلك، أكد مصدر قيادي في حركة حماس أمس، أن أي هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح، يعني نسف مفاوضات التبادل، في وقت تتواصل فيه المباحثات في قطر ومصر، من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أعلن الجمعة، أنه أوعز إلى المستوى الأمني والجيش الإسرائيلي بتحضير خطة للقيام بعملية عسكرية في رفح، في حين أوضحت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أن الجيش صدّق عملياً على خطته التي حضّرها للعملية العسكرية في رفح، والتي تشمل أيضاً إخلاء السكان من هناك.
وقال نتنياهو إنه «لا يمكن تحقيق هدف الحرب وهو تدمير حماس، حين يتم الإبقاء على 4 كتائب تابعة لحماس في رفح».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، السبت، عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمّه قوله إنّ «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ المجلس الوزاري المصغر «الكابينت» ومجلس الحرب بأنه يجب إنهاء العملية العسكرية البرية في رفح مع حلول شهر رمضان، في العاشر من مارس المقبل».
ويأتي إصرار نتنياهو على شن عملية عسكرية في رفح، رغم الانتقادات الدولية والتخوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في المنطقة التي سبق لجيش الاحتلال أن أمر السكان المدنيين بالنزوح نحوها، مع تشديده القصف وسط قطاع غزة وشماله.
وبحسب ما قال المصدر لقناة الأقصى التابعة للحركة، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح»، مشيراً إلى أنّ «ما لم يحققه نتنياهو وجيشه النازي خلال أكثر من أربعة أشهر، لن يحققه مهما طالت الحرب».
وتجري مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى صفقة بين المقاومة وإسرائيل، بعد أن سلمت الحركة ردها على اقتراح باريس لدولتي مصر وقطر، وسلمت إسرائيل كذلك ردها على اقتراحات حماس.
وكان وفد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قد غادر العاصمة المصرية القاهرة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة، عقب سلسلة من المباحثات مع المسؤولين من الوسطاء من مصر وقطر.
وبحسب ما قال مصدر في الحركة، فإن الوفد من المقرر أن يعود إلى القاهرة مجدداً في غضون عدة أيام، بعد التشاور مع المكتب السياسي للحركة بشأن ما جرى التباحث حوله في القاهرة في ما يتعلق بالعرض المقدم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتستعد تل أبيب لإرسال وفد إلى القاهرة الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات مع مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن صفقة الأسرى في قطاع غزة، بحسب ما قال موقع «والاه».
وكانت حركة حماس قد اقترحت خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوماً، تضمن الإفراج عن المحتجزين المتبقين، والبدء في إعادة إعمار غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، وتبادل الجثث والرفات.
بالمقابل، أبلغت إسرائيل الوسطاء مساء الجمعة، أنها ترفض معظم مطالب حماس التي قدمتها، لكنها جاهزة لمفاوضات على أساس اتفاق باريس، بحسب ما نقل موقع والاه عن مسؤول إسرائيلي.
وأكد المسؤول أن إسرائيل أبلغت الوسطاء برفضها بحث موضوع رفع الحصار عن غزة خلال مفاوضات تبادل الأسرى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين في وقت مبكر من المرحلة الأولى للمحادثات.
كما أكد المسؤول أن إسرائيل ترفض عودة السكان إلى شمال قطاع غزة، إلا أنها تفحص إمكانية الاستعداد لانسحاب الجيش من مراكز المدن في القطاع.