
الفنان القدير صلاح السعدني واحد من جيل الكبار الذين أثروا الدراما العربية بعشرات الأعمال التي تركت بصمة على مدى ما يقرب من نصف قرن قدم خلالها أكثر من خمسين فيلما وما يزيد عن ثلاثين مسلسلا إضافة إلى العديد من المسرحيات والمسلسلات الإذاعية وإذا كان السعدني لم يحظ كثيرا بدور البطولة المطلقة في السينما إلا أنه في الدراما التلفزيونية يعد نجما كبيرا ولقب بعمدة الدراما بعد دوره الخالد سليمان غانم في رائعة «ليالي الحلميه» التي قدمت في خمسة أجزاء ، السعدني قرر الاختفاء بعيدا عن الأضواء منذ سنوات وطاردته شائعات الموت التي كان ينفيها دائما حتى رحل بالفعل تاركا تراثا عريقا من الأعمال الفنية التي خلدت اسمه ليأتي نجله أحمد السعدني الذي صار على خطى أبيه في التمثيل فحول السعدني الكبير والصغير نستعرض جوانب من حياتهما وهل تفوق الابن على أبيه أم راوح مكانه؟
البداية مع
«لوكاندة الفردوس»
ولد الفنان القدير صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر في عام 1943 في كفر القرينين بمحافظة المنوفية ودرس في كلية الزراعة وحصل على شهادة البكالوريوس وكان يمارس هواية التمثيل على مسرح الجامعة مع زميله في الكلية الفنان عادل إمام
بدأ الفنان صلاح السعدني حياته الفنية عندما قدم دورا ثانويا في مسرحية «لوكاندة الفردوس» مع أمين الهنيدي والتي تم عرضها في عام 1964 ثم توالت أعماله الفنية فقدم دور علواني في فيلم «الأرض» أمام الفنان القدير محمود المليجي والفنان عزت العلايلي وغيرهم .
الدراما التلفزيونية
شارك السعدني في بطولة الكثير من الأعمال التليفزيونية حيث قدم أكثر من ثلاثين مسلسلا حققت نجاحا كبيرا نذكر منها : « أرض الرجال، الضحية، الرحيل، حصاد الشر، الساقية، أبناء العطش، أرابيسك، أوراق مصرية - ثلاثه أجزاء، سنوات الحب والشقاء، حلم الجنوبي، جسر الخطر، ملحمة الحب والرحيل،أبنائي الأعزاء شكرا، الزوج أول من يعلم، بين القصرين بالإضافة إلى «قصر الشوق، الأصدقاء، رجل في زمن العولمة – جزئين، الناس في كفر عسكر، نقطة نظام، حارة الزعفراني، للثروة حسابات أخرى، عمارة يعقوبيان، عدى النهار، قطار منتصف الليل، الباطنية، الأخوة أعداء، سحور على مائدة أشعب، القاصرات ، ليالي الحلمية خمسة أجزاء وهذا الأخير كان علامة فارقة في مشواره الفني .
العمدة سليمان غانم
شارك الفنان صلاح السعدني في بطولة مسلسل «ليالي الحلمية» منذ الجزء الأول والذي عرض عام 1987واستمر عرضه في خمسة أجزاء إلى منتصف التسعينيات ويعد المسلسل من كلاسيكيات الدراما العربية بعد النجاح الكبير الذي حققه وكانت الجماهير تنتظر عرضه كل رمضان بعدما ارتبطوا بشخصياته وأحبوها فقدم السعدني دور العمدة سليمان غانم الذي يواجه الباشا سليم البدري والذي قدم دوره ببراعة الفنان يحيي الفخراني وقام الصراع الدرامي في المسلسل عليهما وكونا معا أشهر ثنائي درامي في الثمانينيات والتسعينيات وضم المسلسل نخبة من كبار النجوم أمثال صفية العمري في دور نازك السلحدار وممدوح عبد العليم «علي البدري وهشام سليم «عادل البدري» وعشرات الشخصيات والغريب أن السعدني كان مرشح لدور الباشا والفخراني لدور العمدة إلا أن الفخراني طلب تبديل الأدوار كما أن السعدني لم يكن المرشح الأول للدور سبقه سعيد صالح ومحمود عبد العزيز ليستقر الدور في النهاية على السعدني فأبدع فيه أيما إبداع طوال أجزائه الخمسة .
أعماله السينمائية
قدم صلاح السعدني الكثير من الأعمال السينمائية تجاوزت خمسين فيلما نذكر منها : كراكيب، زوجة بلا رجل، الأرض، شياطين الليل، الرصاصة لا تزال في جيبي، أغنية على الممر، الحب والثمن، سوزي بائعة الحب، خلف أسوار الجامعة، لعنه الزمن، برج المدابغ، الاعتراف الأخير، الغول، المراكبي، بدون زواج أفضل، هكذا الأيام، شقة في وسط البلد، طائر الليل الحزين، احترس نحن المجانين، الحساب يا مدموزيل، حكمتك يا رب، الأشقياء، الوحش داخل الإنسان ، الموظفون في الأرض ، لمن يبتسم القمر، لعدم كفاية الأدلة ، زمن حاتم زهران ، صراع الأحفاد، فوزية البرجوازية ، وعلى الرغم من كم هذه الأفلام إلا أن السعدني لم يستطع أن يكون النجم الأوحد الذي يحمل بطولات أفلام بمفرده وكان في معظم هذه الأفلام مشاركا في البطولة مع نجوم آخرين وربما كان سيء الحظ فرغم موهبته الكبيرة إلا أنه ظهر في وسط نجوم كانت لهم كاريزما واستحوذوا في زمانهم على معظم البطولات السينمائية أمثال محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف وعادل إمام فلم ينجح في أن يجد له مساحة سينمائية بينهم إلا أنه كان نجما كبيرا على الشاشة الصغيرة .
في المسرح
قدم العديد من الأعمال المسرحية منها : « الناصر صلاح الدين، ثورة الموتى، الملك هو الملك، باللو باللو، زهرة الصبار، زقاق المدق، البحر بيضحك ليه وغيرها من المسرحيات .
الاختفاء بعيدا
عن الأضواء
ابتعد صلاح السعدني عن الأضواء بعد أن قدم مسلسل « القاصرات « في عام 2013 خاصة بعد أن هاجمته الأمراض فقرر أن يعيش آلامه وحده بعيدا عن الجماهير لكن أكثر ما كان يؤلمه شائعات الوفاة التي كانت تطارده دوما ويضطر إلى نفيها عن طريق نجله أحمد السعدني وعاش صلاح السعدني بين أفراد أسرته أيامه الأخيرة بعيدا عن الكاميرا مودعا زمن الأضواء والشهرة حتى رحل في صمت ودون ضجيج.
أحمد السعدني
على خطى أبيه
كان صلاح السعدني يخشي على نجله أحمد السعدني المولود في 16 يوليو 1979 من الانخراط في عالم الفن بسبب الصعوبات التى ستواجهه فطلب منه أن تكون مجرد هواية وقدمه في دور مجدي سليمان غانم في الجزء الخامس من «ليالي الحلمية» وكان وقتها في سن المراهقة السادسة عشرة من عمره ثم في «سنوات الشقاء والحب «عام 1998 لكن نجاحه في دور عمر الحسيني في مسلسل «رجل في زمن العولمة» بجزأيه عام 2002 و2003 زاد إصراره على المضي قدما في التمثيل ولم يكن أمام والده صلاح السعدني إلا أن يتمنى له التوفيق بعدما قرر احتراف مهنة التمثيل ليشارك بعده في الكثير من المسلسلات نذكر منها : سكة الهلالي ، من أطلق الرصاص على هند علام ، حق مشروع، راجل وست ستات «7 أجزاء» زهرة وأزواجها الخمسة ، قضية صفية ، فرقة ناجي عطالله ، خطوط حمراء ، «الكبريت الأحمر «جزأين» أفراح القبة ، زى الشمس، وغيرها من الأعمال الدرامية وكان آخر عمل شارك في بطولته هو «بطلوع الروح « في رمضان الماضي حيث قدم دور أمير وقائد جيش الخلافة في الرقة .
أحمد السعدني والسينما
بدأ أحمد السعدني مشواره السينمائي في عام 2004 بعد نجاحه في الدراما التلفزيونية من خلال فيلمي «مصر الجديدة « ويوم الكرامة» ثم توالت الأفلام نذكر منها : «شعبان الفارس ووش إجرام وعمارة يعقوبيان ومرجان أحمد مرجان ومقلب حراميه وساعة ونص والمصلحة وسطو مثلث وغيرها من الأفلام ورغم نجاح السعدني في تقديم أدواره بحرفية عالية ونضج فني إلا أن كاريزما البطل الذي يحمل بطولة الفيلم ويتحمل مسؤوليته ظلت بعيدة عنه وكأنه يسير على خطى والده في السينما لكن هذا لا ينفي موهبة كل منهما الكبيرة في التمثيل لكن متطلبات السوق والياته تفرض شروطا أخرى للنجم البطل .