تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في العالم العربي صوب الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر 2024 حتى 3 يناير 2025، لمتابعة فعاليات كأس الخليج الـ26 لكرة القدم التي تقام بمشاركة السعودية والإمارات والعراق واليمن وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والكويت.
بطولة كأس الخليج العربي 26 هي واحدة من أبرز التظاهرات الرياضية في منطقة الخليج العربي، حيث تجتمع المنتخبات الخليجية للتنافس على اللقب المرموق الذي يحمل إرثا رياضيا وثقافيا عريقا.
وتقام النسخة الـ 26 من البطولة في الكويت وسط ترقب كبير من عشاق كرة القدم، الذين ينتظرون لحظات الإثارة والحماس التي لطالما ميزت هذه البطولة التي تنطلق بين 21 ديسمبر 2024 وتنتهي في 3 يناير من العام المقبل 2025.
منذ انطلاقتها الأولى في عام 1970، أصبحت بطولة كأس الخليج منصة للتنافس الشريف وتعزيز الروابط بين شعوب الخليج، حيث تجسد روح الأخوة والتلاحم بين الدول المشاركة. ومع مرور السنين، تطورت البطولة لتصبح أكثر من مجرد حدث رياضي، بل أيقونة تعبر عن الهوية الخليجية المشتركة.
تقام بطولة كأس الخليج العربي بمشاركة 8 منتخبات خليجية يتم تقسيمها على مجموعتين، حيث تضم المجموعة الأولى: الكويت «البلد المضيف»، عمان، قطر الإمارات، بينما تضم المجموعة الثانية منتخبات: السعودية، العراق، اليمن، البحرين.
ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، على أن يلعب المتصدر أمام وصيف المجموعة الأولى، والوصيف أمام متصدر المجموعة الأولى.
ومن ثم يتأهل منتخبان فقط إلى النهائي المقرر يوم 3 يناير 2025 لتحديد البطل.
ويترقب عشاق كرة القدم العربية مباراة الكويت وعمان في افتتاح بطولة كأس الخليج العربي 26، ويعتبر منتخب الكويت الأكثر تتويجا بالبطولة عبر التاريخ بواقع 10 مرات، كان آخرها في 2010، بينما حصد منتخب عمان اللقب في مناسبتين (2009 و2017)
يدخل منتخب الكويت لكرة القدم بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي زين 26) بسجل حافل جعله صاحب الرقم القياسي المهيمن على عرش الأكثر تتويجا بالبطولة برصيد عشر بطولات.
ويتطلع منتخب الكويت إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور ببطولة (خليجي زين 26) التي تستضيفها دولة الكويت في الفترة من 21 ديسمبر 2024 وحتى الثالث من يناير 2025 للعودة إلى منصة التتويج التي ابتعد عنها (الأزرق) منذ نسخة (خليجي 20) التي أقيمت باليمن عام 2010 وتوج بها بعد الفوز على منتخب السعودية في مباراة النهائي بهدف نظيف.
وحصد (الأزرق) لقب البطولة التي تقام كل عامين منذ انطلاقتها في عام 1970 وحتى 1976 ليكون المنتخب الخليجي الوحيد حتى الآن الذي يظفر بأربع نسخ متتالية من البطولة قبل أن يضيف إلى خزائن بطولاته النسخ السادسة والثامنة والعاشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والعشرين فيما يتصدر اللاعب الكويتي جاسم يعقوب قائمة الهدافين التاريخيين للبطولة برصيد 18 هدفا.
وبدأت رحلة ألقاب منتخب الكويت مع البطولة منذ النسخة الأولى في البحرين 1970 لتعلن حقبة حصد الألقاب الخليجية مما ربط الكويت بعلاقة كروية مميزة مع كأس الخليج التي تعد الحدث الرياضي الأبرز في منطقة الخليج وتحظى بجماهيرية كبيرة في دولة الكويت ولها أهمية خاصة لكل من منتخب الكويت والجماهير الكويتية على حد سواء.
وتقام كأس الخليج العربي لكرة القدم في كل مرة بإحدى الدول المشتركة بالبطولة إذ أقيمت أول نسخة في 1970 بالبحرين بمشاركة أربع دول ثم انضمت بقية الدول الخليجية بالإضافة إلى العراق واليمن ليصبح عدد الفرق المشاركة ثمانية فرق.
وأقيمت النسخة الأولى من البطولة في البحرين 1970 بمشاركة منتخبات البحرين وقطر والكويت والسعودية وفاز بلقبها الأول منتخب الكويت الذي مضى في طريقه إلى اللقب بعد ثلاثة انتصارات متتالية.
وفي 1972 أقيمت النسخة الثانية في السعودية بمشاركة خمسة منتخبات بعد انضمام الإمارات العربية المتحدة وتوج بلقب البطولة منتخب الكويت بفارق الأهداف عن السعودية بعدما سجلت الكويت 12 هدفا مقابل 8 للسعودية.
ووصل عدد المنتخبات إلى ستة بعد انضمام منتخب سلطنة عمان في النسخة الثالثة عام 1974 التي استضافتها الكويت لأول مره وتوج فيها (الأزرق) بطلا للمرة الثالثة على التوالي بقيادة المدرب اليوغسلافي ليوبيسا بروشتيش.
وحافظ منتخب الكويت على شباكه نظيفة في مباريات البطولة الخمس بعدما تمكن من الفوز على كل من الإمارات (2-صفر) وعمان (5-صفر) وتعادل مع قطر (0-0) وتغلب على كل من الإمارات (6-0) والسعودية (4-0).
وفي النسخة التالية انضم منتخب العراق ليصبح عدد المنتخبات المشاركة 7 فرق. وتمكن منتخب الكويت من إحراز الكأس الرابعة على التوالي في تلك النسخة التي أقيمت عام 1976 في قطر.
وحقق (الأزرق) اللقب بعد مباراة فاصلة للمرة الأولى في البطولة مع العراق انتهت بفوزه (4-2) وذلك بعد تعادلهما (2-2) في مباراتهما الأولى وتساويهما برصيد عشر نقاط لكل منهما.
كما توج منتخب الكويت بالبطولة للمرة الخامسة في النسخة السادسة التي أقيمت في الإمارات عام 1982 والتي نجح خلالها وفي طريقه إلى اللقب في الفوز على البحرين (2-0) والإمارات (2-0) والسعودية (1-0) وعمان (2-0) وتعرض لخسارة واحدة أمام قطر (1-2).
وكان الكويتي صالح زكريا أول مدرب خليجي يقود منتخب بلاده إلى اللقب في النسخة الثامنة التي استضافتها مملكة البحرين عام 1986 ليصعد منتخب الكويت إلى منصات التتويج للمرة السادسة بعد تحقيقه خمسة انتصارات وتعادلا وحيدا مع البحرين (1-1).
وعلى أرض الكويت للمرة الثانية وبقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري في النسخة العاشرة عام 1990 وبمشاركة الدول السبع فاز منتخب الكويت باللقب للمرة السابعة من دون أن يتلقى أي خسارة.
وفي منافسات النسخة الثالثة عشرة في سلطنة عمان 1996 بمشاركة ستة منتخبات حقق المنتخب الكويتي اللقب للمرة الثامنة بعدما نجح في التغلب على كل من البحرين (1-0) وعمان (2-1) والسعودية (1-0) وقطر (2-1) وتعرض لخسارة وحيده أمام الإمارات (1-2).
وحصل منتخب الكويت على اللقب للمرة التاسعة في تاريخه بالنسخة الرابعة عشرة في مملكة البحرين عام 1998 بقياده المدرب التشيكي ميلان ماتشالا وتوج المهاجم جاسم الهويدي بلقب الهداف لهذه النسخة برصيد تسعة أهداف.
وفي 2010 وفي النسخة العشرين التي استضافها اليمن فقد كانت المرة الأخيرة التي فاز بها منتخب الكويت بالبطولة ورفع فيها الكأس للمرة العاشرة بعد تغلبه على السعودية في المباراة النهائية بهدف نظيف أحرزه وليد جمعة.
كما هيمن منتخب الكويت في هذه النسخة من البطولة على العديد من الجوائز بينها فوز بدر المطوع بلقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف وفهد العنزي بلقب أفضل لاعب ونواف الخالدي بلقب أفضـل حارس مرمى.
وتحظى بطولات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 حتى الآن باهتمام بالغ من كافة الأوساط السياسية والرياضية والشعبية لأسباب عديدة في مقدمتها أنها تحدد زعامة كرة القدم في منطقة الخليج العربي التي شهدت تغيرات كبيرة في اللعبة خلال السنوات الماضية.
من خلال فكرة من الأمير الراحل خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود ترجمها الاتحاد البحريني إلى واقع بزغ فجر بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي تنطلق نسختها ال26 في الكويت اعتبارا من السبت المقبل وتستمر حتى الثالث من يناير 2025.
وتجاوزت البطولة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1970 في مملكة البحرين كونها مجرد منافسة رياضية لتتحول إلى منصة جامعة للشعوب الخليجية وتساهم على أمد عقود في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين دول المنطقة إضافة إلى تعزيز التنافس الشريف في المجال الرياضي.
وجاءت موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إقامة البطولة بعدما عرض وفد الاتحاد البحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة الفكرة على الرئيس الأسبق للاتحاد الإنجليزي ستانلي راوس أثناء أولمبياد مدينة مكسيكو عام 1968.
وأعقب ذلك توجيه المنامة دعوة إلى السعودية والكويت لعقد اجتماع في مقر بلدية البحرين لبحث مسودة نظام البطولة عرضت على ممثلي الدول المشاركة وجرت الموافقة عليها بالإجماع والاتفاق على استضافة البحرين للنسخة الأولى في عام 1970.
وأدخل ممثلو المنتخبات بعض التعديلات على فقرات النظام العام للبطولة وذلك خلال اجتماع عقد على هامش النسخة الأولى من بطولة كأس الخليج حيث تقررت إقامتها كل سنتين واختيرت المملكة العربية السعودية لاستضافة نسختها الثانية.
ويقضي نظام البطولة بأن المنتخب الفائز بالكأس ثلاث مرات يحتفظ بها إلى الأبد على أن تتنافس المنتخبات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار النظام المعمول به في كأس العالم.
وشهدت مسيرة البطولة التي تدخل النصف الثاني من عقدها الخامس ستة أشكال للكأس التي تقدم للبطل المتوج باللقب حيث ظهرت الكأس الأولى التي تم تصميمها في البحرين ونفذت في لبنان من الذهب الأبيض وكانت عبارة عن غصنين من الزيتون وشكل سداسي الأضلاع يرمز إلى الدول الخليجية.
وفي النسخة الرابعة للبطولة جرى تقديم كأس جديدة من الذهب الخالص بتصميم قطري في أعقاب احتفاظ منتخب الكويت بالكأس الأولى طبقا لنظام البطولة الذي يقضي باحتفاظ الفريق الفائز ثلاث مرات متتالية بالكأس للأبد.
ومع النسخة التاسعة في عام 1988 قدمت البطولة شكلا جديدا للكأس بعد احتفاظ منتخب الكويت بالكأس الثانية حيث استوحيت الكأس الجديدة من جذع شجرة وخريطة لدول الخليج وتمت صناعتها في فرنسا.
ثم عادت قطر لتقدم التصميم الرابع للكأس في تاريخ البطولة قبيل النسخة الحادية عشرة التي استضافتها الدوحة عام 1992 الذي استند في فكرة تصميمه إلى «المبخر» أعلاه كرة وعلى جانبيه صقر الشاهين الذي يرمز إلى اللاعب المهاري.
وقدمت السعودية التصميم الخامس للكأس خلال الدورة التي أقيمت عام 2002 على أرضها حيث كان التصميم مستوحى من مبخر يحمل كرة قدم أعلاه وملون بألوان المنتخبات الخليجية.
وكان التصميم السادس لدرع البطولة من نصيب قطر وهو التصميم الثالث الذي تقدمه في تاريخ البطولة والذي لا يزال باقيا منذ ظهوره للعلن في بطولة عام 2004 وهو عبارة عن مبخر تعلوه لآلئ حولها (الغترة والشماغ) الخليجيين حيث صمم من الذهب الخالص وتم التنفيذ في إيطاليا.
وخلال البطولات ال25 الماضية خاضت المنتخبات الخليجية 388 مباراة شهدت تسجيل 969 هدفا فيما تعد النسخة الرابعة من البطولة التي أقيمت عام 1976 في الدوحة البطولة الأكثر أهدافا برصيد 84 هدفا مقابل 19 هدفا في نسختها الأولى الأقل أهدافا.
وشهدت النسخة الرابعة للبطولة أكبر نتائج مبارياتها منذ عام 1970 حيث تمكن منتخب الكويت من الفوز على المنتخب العماني بثمانية أهداف نظيفة.
ولا يزال منتخب الكويت يحتفظ برصيد من الأرقام القياسية في تاريخ البطولة حيث يعد الأكثر تتويجا برصيد عشرة ألقاب والمنتخب الوحيد الذي فاز بأربعة ألقاب متتالية فيما احتفظ بالكأس الخليجية للأبد مرتين كانت الأولى عقب النسخة الثالثة التي أقيمت في الكويت عام 1974 والمرة الثانية عقب التتويج السادس للمنتخب الكويتي في نسخة عام 1986.
كما يعد اللاعب الكويتي جاسم يعقوب هو الهداف التاريخي للبطولة بواقع 18 هدفا سجلها في ثلاث دورات شهدتها البطولة كان آخرها عام 1976.
وخاض منتخب الكويت على مدار سنوات البطولة العدد الأكبر من المباريات بواقع 115 مباراة متفوقا على المنتخبين القطري والإماراتي اللذين خاضا 114 مباراة.
كما يتصدر (الأزرق) المنتخبات الأكثر أهدافا بواقع 200 هدف في البطولة مقابل 34 هدفا للمنتخب السعودي أقرب منافسيه في الرصيد التهديفي.
