أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 26) والتي أجريت في الكويت عن مجموعتين متوازنتين ضمت الأولى منهما منتخبات الكويت وقطر والإمارات وعمان فيما ضمت (الثانية) العراق والسعودية والبحرين واليمن.
وترأست الكويت فرق المجموعة الأولى كونها مستضيف البطولة (21 ديسمبر - 3 يناير) المقبلين في حين ترأس العراق المجموعة الثانية كونه حامل لقب النسخة السابقة.
ويحتضن استاد جابر الأحمد الدولي واستاد نادي الصليبيخات منافسات البطولة.
وتستضيف الكويت البطولة للمرة الخامسة بعد نسخ أعوام 1974 و1990 و2003 و2017.
وتتصدر الكويت عدد مرات الفوز بالبطولة بعشر مرات ثم العراق 4 مرات تليها السعودية وقطر 3 مرات لكل منهما فيما حصدت عمان والإمارات اللقب (مرتان) وأخيرا البحرين بلقب واحد.
حضور مميز
وتوقع شيخ المدربين الكويتيين صالح زكريا أن يكون للأزرق الكويتي كلمة في خليجي 26.
وأكد أن المنتخبين السعودي والقطري من أقوى المرشحين لإحراز اللقب، بينما وضع منتخب العراق بعدهما في المرتبة الثانية في هذا السباق.
وكان زكريا قد حظي بتكريم على هامش قرعة "خليجي 26"، التي أقيمت في الكويت، بعدما قاد الأزرق لحصد لقب "خليجي 8" في البحرين (عام 1986).
وقال زكريا إنه يتوقع حضورا مميزا لمنتخب الكويت في خليجي 26، لا سيما أنه سيحظى بدعم جماهيري كبير لأنه صاحب الضيافة، إضافة لتطوره بعض الشيء على الصعيد الفني مؤخرا.
ولفت إلى أن المنتخبين السعودي والقطري هما الأقوى، مما يعزز من حظوظهما في تحقيق اللقب، حسب قوله.
وشدد شيخ المدربين الكويتيين على أن المنتخب العراقي "حامل اللقب" يضم في صفوفه عددا مميزا من اللاعبين وهو ما يرشحه للتنافس بقوة للدفاع عن اللقب.
ولم يستبعد زكريا المفاجآت، بأن يكون بطل خليجي 26 غير مرشح في الوقت الحالي.
وأشاد مدرب الكويت السابق في خليجي 8، بحفل قرعة خليجي 26، مؤكدا أن البساطة والسرعة في إقامة مراسم القرعة جعلت الجميع يشعر بالراحة.
جدير بالذكر أن صالح زكريا صاحب أقدم عضوية في اتحاد الكرة الكويتي كلاعب، وفقا لسجلات اتحاد الكرة.
فرصة للأخضر
يأمل المنتخب السعودي في استعادة ذاكرة الألقاب، ببطولة كأس الخليج العربي، عندما يجدد العهد مع النسخة رقم 26، التي ستنطلق أواخر الشهر المقبل في الكويت.
ويعد البلد المضيف بمثابة فأل حسن للأخضر، الذي حصد اللقب الخليجي 3 مرات من قبل، في أعوام (1994 - 2002 - 2003).. وجاء التتويج السعودي الأخير في الكويت قبل 21 عامًا.
وبذكريات جيل ضم محمد نور وياسر القحطاني وأسامة المولد وسعود كريري ومناف أبو شقير، يأمل الأخضر في معانقة اللقب الخليجي للمرة الرابعة، بعدما استعصت البطولة لسنوات طويلة على الكرة السعودية.
وفي نسخة 2003، لم يخسر الأخضر أي مباراة، لكنه تعادل مرتين فقط، سلبيا مع قطر، وبنتيجة (1-1) مع صاحب الضيافة، منتخب الكويت، بينما تغلب على كل من الإمارات والبحرين وعمان واليمن.
ونافس حينها ياسر القحطاني على لقب الهداف، لكنه ذهب إلى طلال يوسف، لاعب البحرين، الذي سجل 5 أهداف، بينما أحرز القحطاني 3، ليتساوى مع الثنائي البحريني الآخر، علاء حبيل ومحمد سالمين.
وجاء اللقب الخليجي الثالث للأخضر، تحت قيادة المدير الفني الهولندي، جيرارد فاندرليم، الذي تولى تدريب المنتخب من 2002 إلى 2004.
ولعبت السعودية إجمالا تحت إشراف فاندرليم 26 مباراة، فاز في 17 منها، وتعادل في 6، وخسر 3 مواجهات، كانت آخرها ضد العراق في كأس آسيا 2004 بنتيجة (2-1)، حيث رحل بعدها.
ويرى علي الحبسي، أسطورة الكرة العمانية، أن مشاركة المنتخب السعودي بالفريق الأول في بطولة كأس الخليج العربي 2024 "خليجي 26" سيعطي قيمة أكبر للبطولة.
وقال الحبسي "كنا نفتقد مشاركة كل المنتخبات بالصف الأول في بطولات الخليج، وأعتقد أن مشاركة السعودية تحديدًا بالأساسيين سيعطي هذه النسخة قيمة أكبر".
وأضاف: "في البطولات الماضية كان المنتخب السعودي الوحيد الذي يشارك بفريق من الاحتياطيين أو يدفع بالمنتخب الأولمبي، وأرى أن عودته تمثل إضافة كبيرة للبطولة من النواحي الفنية والإعلامية والجماهيرية".
وتابع الحبسي: "أجواء كأس الخليج دائمًا مميزة، تربينا على التنافس بين أبناء الخليج حتى قبل الاهتمام بكأس آسيا، بطولة خليجي لها متابعة خاصة من كبار السن".
وأشار الحارس العماني السابق إلى أن البطولة أظهرت نجومًا كبار، وكان لها دور في ثقل الكثير من المواهب.
حدث فريد
تشهد النسخة 26 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 26" بالكويت حدثا تاريخيا غير مسبوق، إذ تجتمع منتخبات الكويت وقطر والإمارات مع نظيرها العماني في مجموعة واحدة للمرة الأولى منذ تطبيق نظام المجموعات في البطولة.
وتقام المنافسات على ملعبي جابر الأحمد الدولي وجابر مبارك الحمد الصباح، مع تخصيص ستاد علي صباح السالم كملعب احتياطي، إضافة إلى 8 ملاعب للتدريبات.
ويخوض المنتخب العماني مشاركته ال24 في تاريخ البطولة، منذ ظهوره الأول في النسخة الثالثة عام 1974 بالكويت.
وتعد هذه المشاركة الخامسة للأحمر العماني على الأراضي الكويتية، حيث سجل حضورا لافتا في النسخ الأخيرة، ويعد من أكثر المنتخبات وصولا للمربع الذهبي منذ اعتماد النظام الجديد في خليجي 17 بقطر عام 2004.
وشهد تاريخ المنتخب العماني في البطولة محطات بارزة، إذ انتظر حتى خليجي 9 في الرياض عام 1988 ليحقق فوزه التاريخي الأول على المنتخب القطري، بفضل هدفي يونس أمان والراحل غلام خميس.
وبعد 10 سنوات جاء الفوز التاريخي الثاني أيضا على قطر في خليجي 14 بالبحرين عام 1998 بهدفي فريد المزروعي وتقي مبارك.
وحقق المنتخب العماني إنجازين تاريخيين بالتتويج باللقب مرتين، الأولى في مسقط والثانية في الكويت عامي 2009 و2018، كما وصل إلى المباراة النهائية في 3 مناسبات أخرى خسرها أمام المنتخبات المضيفة في قطر والإمارات والعراق.
وفي مجمل مشاركاته ال23 السابقة، خاض أحمر الخليج 111 مباراة، محققا 23 فوزا و29 تعادلا و59 خسارة، مع تسجيل 91 هدفا واستقبال 180 هدفا.
وتكشف الإحصائيات أن المنتخب العماني، في المرات الست السابقة التي وقع فيها بالمجموعة الأولى (مجموعة المستضيف)، نجح في الوصول إلى المباراة النهائية، باستثناء نسخة خليجي 21 في البحرين حيث خرج من دور المجموعات.
كما تأهل 6 مرات من دور المجموعات في النسخ التسع السابقة، متفوقا على منتخبات قطر والإمارات (5 مرات لكل منهما) والكويت (4 مرات).
وفي المواجهات المباشرة، يمتلك الأحمر العماني سجلا متميزا أمام المنتخب الكويتي في دور المجموعات، محققا 4 انتصارات وتعادلا واحدا في 5 مواجهات، مسجلا 10 أهداف واستقبل هدفين فقط.
لكنه حقق سجلا سلبيا أمام المنتخب القطري، إذ لم يحقق أي فوز في مباراتين سابقتين، مسجلا هدفين فقط بينما استقبل 4 أهداف.
وفي المواجهات الست مع المنتخب الإماراتي، حقق فوزين وتعادلين وخسارتين، مسجلا 4 أهداف واستقبل 5 أهداف.