رياضة

اختتمت دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 بتحقيق العرب لحصيلة متنوعة من الميداليات بلغت 17 وسط تفوق للولايات المتحدة في المجموع العام للميداليات وتحطيم لأرقام قياسية عالمية واولمبية جديدة.

ونجح العرب في تحقيق 7 ميداليات ذهبية و4 فضيات و6 برونزيات في ألعاب متنوعة كالتايكواندو والعاب القوى والمبارزة والملاكمة والجمباز وكرة القدم والمصارعة الرومانية بالإضافة إلى رفع الاثقال والخماسي الحديث.

وتربعت الولايات المتحدة على صدارة الترتيب العام للميداليات في منافسة شرسة مع الصين بتحقيقها 40 ميدالية ذهبية و44 فضية و42 برونزية بمجموع 126 ميدالية فيما حققت الصين 40 ذهبية و27 فضية و24 برونزية بمجموع 91.

وحلت اليابان ثالثة ب20 ذهبية و12 فضية و13 برونزية بمجموع 45 تلتها استراليا ب 18 ذهبية و19 فضية و16 برونزية بمجموع 53 فيما حلت فرنسا المستضيفة خامسة بـ16 ذهبية و26 فضية و22 برونزية بمجموع 64.

البحرين تلمع

وعلى مستوى العرب تصدرت البحرين الترتيب العام بتحقيق ميداليتين ذهبيتين وفضية وبرونزية بمجموع أربع ميداليات تلتها الجزائر بميداليتين ذهبيتين وبرونزية بمجموع ثلاث ميداليات ومن ثم مصر وتونس لكل منهما ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية بمجموع ثلاث ميداليات للبلدين ثم المغرب بميداليتين ذهبية وبرونزية ثم الأردن بميدالية واحدة فضية وقطر بميدالية برونزية.

وأنهت البحرين أولمبياد باريس بإنجاز تاريخي بإحراز أربع ميداليات ملونة، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها بالألعاب الأولمبية التي تعود إلى نسخة لوس أنجلوس 1984.

وبعد ذهبية العداءة وينفريد يافي في سباق 3 ألآف م موانع، وفضية العداءة سلوى عيد في سباق 400 م، وبرونزية الرباع غور ميناسيان في وزن فوق 201 كلغ برفع الأثقال، توج المصارع أحمد تاج الدين في اليوم الختامي للألعاب بذهبية وزن 97 كلغ.

واحتلت البحرين المركز الـ 33 في الترتيب النهائي لجدول الميداليات، والمركز الأول عربيا.

كما أنها الميدالية الثامنة للبحرين في تاريخ مشاركاتها بالألعاب الأولمبية (أربع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزية).

وقال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين الذي حضر نزال أحمد تاج الدين: إن فوز أحمد تاج الدين بالميدالية الذهبية وفوز جميع الرياضيين الذين اعتلوا منصة التتويج هو فخر لكل بحريني، فهم لم يمثلوا أنفسهم فقط، بل حملوا آمال وطموحات شعب بأكمله. إن هذه اللحظات التاريخية ستظل محفورة في ذاكرتنا، وستكون حافزا لنا لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.

وتابع: إن هذه الميداليات الأربع يجب أن تشكل حافزا لتحقيق المزيد، وإن الطموحات البحرينية لا حدود لها في السعي نحو التميز والريادة على المستوى الدولي»، متمنيا للرياضة البحرينية المزيد من التقدم والنجاح.

من جهته، قال الشيخ خالد بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية: إن هذا الإنجاز الأولمبي التاريخي يعكس مدى التقدم الذي أحرزته الرياضة البحرينية على الصعيد الدولي، ويؤكد على المكانة المرموقة التي تتبوأها المملكة بفضل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة».

 

القارة الآسيوية

 

خرجت القارة الآسيوية من منافسات دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين، بنتائج قوية حيث كانت الصين على وشك انتزاع الصدارة من الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تحل ثانية بفارق الميداليات الفضية.

تعادلت الولايات المتحدة والصين برصيد 40 ميدالية ذهبية لكل منهما، لكن الأمريكيين حسموا صدارة الجدول النهائي للميداليات بفارق الميداليات الفضية.

وتشهد الألعاب الأولمبية عادة منافسات قوية بين رياضيي البلدين على صدارة ترتيب الميداليات، ففي حين تتفوق الصين بالغطس وكرة الطاولة وغيرها من الألعاب الفردية، تمتاز الولايات المتحدة بألعاب القوى وسباقات السباحة وبعض الألعاب الجماعية ككرة السلة.

وهي المرة الأولى التي تصل فيها الصين إلى الميدالية الذهبية الأربعين في الألعاب الأولمبية، متخطية رقمها القياسي الذي سجلته في أولمبياد لندن 2012 برصيد 39 ذهبية. وكانت الرباعة لي وينين هي صاحبة الميدالية الذهبية الأربعين لبلادها في وزن فوق 81 كلغ.

التألق الآسيوي في ألعاب باريس لم يقتصر على الصينيين، بل دخل رياضيو اليابان بقوة وانتزعوا المركز الثالث في الترتيب العام لجدول الميداليات أمام استراليا وفرنسا، بمجموع 45 ميدالية، 20 ذهبية و12 فضية و13 برونزية.

كما برز رياضيو كوريا الجنوبية وأهدوا بلادهم المركز الثامن بإحرازهم 32 ميدالية، 13 ذهبية و9 فضيات و10 برونزيات.

وجاءت اوزبكستان في المركز الثالث عشر برصيد 13 ميدالية، 8 ذهبيات وفضيتان و3 برونزيات، وإيران في المركز الحادي والعشرين بـ 12 ميدالية، 3 ذهبيات و6 فضيات و3 برونزيات.

وشهدت ألعاب باريس اختراقا قويا للبحرين التي أنهت المنافسات بالمركز الثالث والثلاثين بذهبيتين وفضية وبرونزية في أفضل نتيجة لها بتاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية.

وباستثناء البحرين، دخل الأردن وقطر فقط  في لائحة الميداليات من دول غرب آسيا.

وأحرز الأردن فضية في التايكواندو عبر زيد مصطفى، ونالت قطر برونزية عبر معتز برشم في الوثب العالي ضمن منافسات ألعاب القوى.

 

أرقام قياسية

 

وشهدت الأولمبياد تحطيم مجموعة من الأرقام القياسية العالمية والأولمبية إذ حطمت العداءة الأمريكية سيدني ليفرون الرقم القياسي العالمي المسجل باسمها في سباق 400 متر حواجز فيما حطم السويدي ارماند دوبلانتس الرقم القياسي العالمي المسجل باسمه أيضا في القفز بالزانة وحطم الباكستاني أرشاد نديم الرقم الأولمبي في مسابقة رمي الرمح.

وفي الألعاب الجماعية فازت إسبانيا بذهبية كرة القدم للرجال فيما حققت الولايات المتحدة ذهبية كرة القدم للسيدات وفي كرة اليد فازت الدنمارك بالذهبية للرجال والنرويج بذهبية السيدات.

وفازت الولايات المتحدة في ذهبيتي كرة السلة للرجال والسيدات فيما توجت فرنسا بذهبية كرة الطائرة للرجال وإيطاليا بذهبية الطائرة للسيدات.

 

لمحة هوليودية

 

وقام الممثل الأمريكي توم كروز، بطل سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة»، بنقل العلم الأولمبي على متن دراجة نارية إلى إحدى الطائرات، ثم ظهر في النهاية قرب لافتة هوليود الشهيرة في الولايات المتحدة.

 

ثقافة السلام

 

وصف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ الألعاب الأولمبية في باريس بأنها مثيرة من البداية إلى النهاية، وأنها أوجدت مساحة سلام في العالم عاش خلالها الرياضيون من جميع أنحاء العالم تحت سقف واحد.

واختتمت النسخة الـ 33 من الألعاب الأولمبية في باريس، حيث شهد حفل الختام فقرات تاريخية عن الألعاب وأخرى موسيقية، مع عرض أهم إنجازات الرياضيين على مدى أسبوعين، ثم انتهت بتسيلم العلم الأولمبي إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية التي تستضيف النسخة المقبلة عام 2028.

وقال باخ، الذي سيترك منصبه في عام 2025: إن الألعاب الأولمبية جعلت مدينة باريس تتألق أكثر من أي وقت مضى.وأشار إلى أن «الرياضيين من جميع أنحاء العالم عاشوا معا بسلام تحت سقف واحد»، مضيفا «لقد خلقتم ثقافة السلام، وهذا ألهمنا جميعا، شكرا لكم لجعلنا نعتقد أن هناك عالما أفضل للجميع. دعونا نعيش في ثقافة السلام كل يوم.

كما أشاد بالمتفرجين لأنهم خلقوا «أجواء رائعة» داخل الملاعب في جميع أنحاء مدينة باريس، معتبرا أن هذه الألعاب هي الأولى التي تتميز بالمساواة بين الجنسين بين الرياضيين المشاركين فيها والبالغ عددهم 10500 رياضي ورياضية.

وختم في هذا الصدد: كانت هذه الألعاب بداية عصر جديد.