خطفت العاصمة الفرنسية باريس القلوب مساء أمس الأول الجمعة بحفل إفتتاح إسطوري غير مسبوق لدورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين التي تستمر حتى الحادي عشر من أغسطس المقبل بمشاركة 10500 رياضي ورياضية يمثلون 206 دول يتنافسون في 32 لعبة رياضية.
تستضيف باريس الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الثالثة في تاريخها، وتتزامن مع مرور مئة عام على إستضافتها الثانية عام 1924.
خرج حفل الافتتاح عن التقاليد السابقة حين كان يسير رياضيو الدول المشاركة في عرض داخل الملعب الرئيسي للمدينة المضيفة، فأقيم بطريقة مبتكرة ومبهرة خارج الأسوار، حيث مرت طوابير الرياضيين في قوارب عبرت مسافة ستة كيلومترات في نهر السن الشهير حيث تنتشر على جانبيه أبرز المعالم السياحية الفرنسية، مثل كاتدرائية نوتر دام التي شكلت جزءا من الافتتاح عبر عرض لعمال يقومون بترميمها جراء حريق قضى على أجزاء منها في عام 2019.
امتد الحفل لفترة زمنية طويلة نسبيا، نحو أربع ساعات، وشهد فقرات فنية وثقافية وتاريخية، لخصت في بعضها معاني القيم الأولمبية من التضامن والسلام والتنافس الشريف.
تميز حفل الافتتاح بحضور جماهيري كبير، وصل إلى نحو 600 ألف متفرج بحسب المنظمين، احتشدوا مجانا على جانبي نهر السين، كما وضعت شاشات عملاقة لمتابعة جميع الفقرات.
تخللت الحفل كلمة لرئيس اللجنة المنظمة توني إستانغي، وأخرى لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، قبل أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون افتتاح الألعاب رسميا تحت الأمطار من ساحة تروكاديرو أمام برج إيفل الشهير.
ختام الحفل جاء رائعا أيضا عبر الشعلة الأولمبية التي تناوب على حملها العديد من الأبطال الأولمبيين، فبعد أن سار بها نجم كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، سلمها إلى أسطورة كرة المضرب الإسباني رافايل نادال، الذي نقلها على متن قارب صغير برفقة بطلة كرة المضرب الأمريكية سيرينا وليامس ومواطنيها السباح مايكل فيلبس والعداء كارل لويس، ثم حملها في الضفة المقابلة رياضيون فرنسيون سبق أن فازوا بميداليات أولمبية، قبل أن تتوج بإضاءة المرجل المعلق بمنطاد طار في سماء العاصمة الفرنسية.
واختتم الحفل بأداء مبهر للمغنية الفرنسية سيلين ديون التي غنت على خشبة مسرح تحت برج إيفل.
ترحيب ساحر
اعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ حفل الافتتاح بمثابة ترحيب «ساحر» بالألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين في العصر الحديث، مشيرا إلى أن باريس كانت المسرح المثالي لها.
وتابع: إنكم تضخون إصلاحات أجندتنا الأولمبية بالحياة بجعل هذه الألعاب مفتوحة على مصراعيها، سنتابع معا الألعاب الأولمبية الأكثر شمولية وحضرية وإستدامة. أنها أول ألعاب اأولمبية تحقق التكافؤ الكامل بين الجنسين في المنافسات.
وأضاف: هل يوجد أفضل من باريس لمشاركة سحر الألعاب الأولمبية مع العالم بأسره، باريس مسقط رأس مؤسسنا بيار دي كوبرتان الذي ندين له بكل شيء. باريس مدينة النور حيث نشأت الألعاب الأولمبية الحديثة، باريس مدينة الحب. شكرا فرنسا على هذا الترحيب الساحر.
وأشاد باخ بالفريق الأولمبي للاجئين قائلا: في عالم تمزقه الحروب والصراعات، نجتمع معا جميعنا بفضل هذا التضامن، لتوحيد رياضيين يمثلون 206 لجنة أولمبية وطنية وفريق اللجنة الأولمبية الدولية للاجئين.
