تأجل حسم التأهل إلى الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة بتعادل فرنسا وهولندا سلبا في القمة النارية بينهما أمس الأول الجمعة في لايبزيغ ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس أوروبا للأمم «يورو 2024».
ورفع المنتخب الفرنسي الذي خاض المواجهة من دون قائده ومهاجمه كيليان مبابي الذي بقي على مقاعد البدلاء جراء تعرضه لكسر في أنفه في الفوز على النمسا 1- 0 افتتاحاً، رصيده إلى أربع نقاط بالتساوي مع نظيره الهولندي الذي يتفوق بفارق الاهداف.
وتواجه فرنسا الثلاثاء نظيرتها بولندا من دون نقاط والتي خرجت من سباق التأهل إلى ثمن النهائي بعد خسارتها أمام النمسا (1 -3) التي تلعب أمام هولندا في اليوم ذاته.
وهي المواجهة الرابعة بين المنتخبين في البطولة القارية، حيث فازت فرنسا بركلات الترجيح في ثمن نهائي عام 1996، في حين حسمت هولندا مباراتي دور المجموعات (3 2 عام 2000 و4 1 عام 2008).
ولم يبارح مبابي مقاعد البدلاء بعدما تدرب بقناع مستوحى من ألوان العلم الفرنسي الخميس، لكن المدرب ديدييه ديشان قرر بعدم المخاطرة باشراكه.
وكانت هناك مخاوف في البداية بشأن امكانية مشاركة المهاجم المستقبلي لريال مدريد الاسباني الذي انتقل إلى صفوفه أخيراً قادماً من باريس سان جرمان، في المباراتين المتبقيتين في البطولة بعدما سالت الدماء من انفه جراء اصطدامه بكتف المدافع النمسوي كيفن دانسو.
ولم يحتج المهاجم البالغ 25 عاماً إلى عملية جراحية، حيث يسعى لافتتاح رصيده التهديفي في البطولة القارية، بعدما سجل 12 هدفاً في نسختين لكأس العالم (روسيا 2018 وقطر 2022)، من دون أن يجد الشباك في خمس مباريات في كأس أوروبا.
وأجرى ديشان تغييراً واحداً لمنتخب فرنسا باعادة أوريليان تشواميني إلى خط الوسط، علما انه كان يعاني من إصابة في قدمه اليسرى منذ قرابة الشهر وتعود مشاركته الاخيرة إلى 8 (مايو).
وبدوره، أجرى المدرب رونالد كومان تغييرا واحدا فقط على تشكيلة هولندا الفائزة على بولندا 2 -1 افتتاحا، فزجّ بمهاجم باير ليفركوزن الألماني ييريمي فريمبونغ بدلا من لاعب وسط أيندهوفن جوي فيرمان لزيادة الخطورة الهجومية.
وفي بداية سريعة بعد دقيقة من صافرة الحكم، تصدى الحارس الفرنسي مايك مينيان لتسديدة فريمبونغ، وردّ بعد ثلاث دقائق القائد أنطوان غريزمان بكرة من خارج المنطقة كان لها الحارس بارت فيربروخن بالمرصاد.
وأهدر أدريان رايبو فرصة ذهبية بعد كرة رائعة من ماركوس تورام داخل المنطقة وضعته أمام حارس المرمى ففضّل التمرير إلى غريزمان بدلاً من التسديد (14).
ومرة جديدة كان مينيان حاسماً بتصديه لتسديدة كودي خاكبو بقدمه اليسرى (16).
وسيطرت فرنسا على الكرة بنسبة 61 %، من دون هز الشباك رغم انها سددت خمس كرات على غرار المنتخب الهولندي، فانتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
vواستهل منتخب فرنسا الشوط الثاني ضاغطا، فمرر عثمان ديمبيليه عرضية داخل المنطقة ارتقى لها أوريليان تشواميني رأسية فوق المرمى (63).
وكاد غريزمان يفعلها بعد تمريرة من نغولو كانتي داخل المنطقة مرت من أمام جميع المدافعين ووصلت إلى مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني، فسدد بعدما فقد توازنه لتصطدم كرته بقدم الحارس فيربروخن (65).
واعتقدت هولندا أنها حققت الاصعب بعد تسديدة لممفيس ديباي صدها الحارس مينيان وعادت إلى تشافي سيمونز الذي سددها قوية في الشباك، إلا ان الحكم رفع راية التسلل على دنزل دمفريس الذي كان بالقرب من الحارس مينيان، وأكد صحة القرار حكم الفيديو المساعد «في ايه آر» (70).
واجرى كومان ثلاث تغييرات دفعة واحدة، فأخرج سيمونز وفريمبونغ ويردي شاوتن وأدخل جورجينيو فينالدوم لاعب الاتفاق السعودي ولوتسهاريل خيرتراودا وجوي فيرمان (73)، وردّ ديشان بعد دقيقتين بادخال المهاجم المخضرم أوليفييه جيرو (37 عاماً) وكينغسلي كومان بدلاً من تورام وديمبيليه (75).
وترك ديباي مكانه لفاوت فيخهورست (79)، من دون أن يتمكن أي من المنتخبين من خطف هدف الفوز.
وفي نفس الجولة عوّضت أوكرانيا الغارقة في الحرب خسارتها الافتتاحية وخلطت أوراق المجموعة الخامسة في كأس أوروبا 2024 في كرة القدم، بعدما قلبت تأخرها أمام جارتها سلوفاكيا إلى فوز 2-1 أمس الأول في دوسلدورف.
وسجّل للفائز ميكولا شابارينكو (54) والبديل رومان ياريمتشوك (80)، ولسلوفاكيا إيفان سخرانس (17) صاحب هدف الفوز على بلجيكا في الجولة الأولى.
ورفعت أوكرانيا، الغارقة في حرب دائرة على أرضها منذ شباط/فبراير 2022 بسبب الغزو الروسي، رصيدها إلى ثلاث نقاط بالتساوي مع سلوفاكيا، ورومانيا الفائزة افتتاحاً على أوكرانيا بثلاثية نظيفة وتلعب السبت مع بلجيكا.
وتأهلت أوكرانيا عبر الملحق بفوزها على البوسنة والهرسك ثم إيسلندا، لتشارك في النهائيات للمرة الرابعة توالياً آخرها صيف 2021 عندما بلغت ربع النهائي.
وسلوفاكيا جارة لأوكرانيا، لكن رئيس وزرائها روبرت فيكو الذي نجا الشهر الماضي من محاولة اغتيال، يعارض المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وتأمل سلوفاكيا عندما تواجه رومانيا في الجولة الثالثة الأخيرة الأربعاء المقبل، عدم تكرار مشوارها في النسخة الأخيرة صيف 2021، عندما فازت في مباراتها الافتتاحية على بولندا ثم خسرت مرتين أمام السويد وإسبانيا وودعّت من دور المجموعات.
وهذا الفوز الرابع لأوكرانيا مقابل اثنين لسلوفاكيا في المواجهات التسع بينهما.
وللمرة الثالثة توالياً بعد ودية ويلز ثم مواجهة بلجيكا في كأس أوروبا، دفع المدرب الإيطالي فرانتشيسكو كالتسونا بالتشكيلة عينها لسلوفاكيا.
في المقابل، استبعد مدرّب أوكرانيا سيرهي ريبروف حارس ريال مدريد الإسباني أندري لونين، بعد اخطائه في المباراة الأولى، فلعب بدلاً منه أناتولي تروبين (بنفيكا البرتغالي).
استبدل أيضاً لاعب الوسط الخبير تاراس ستيبانينكو بالشاب فولوديمير براجكو وفيكتور تسيهانكوف (جيرونا الإسباني) على الجهة اليمنى بالقائد المخضرم أندري يارمولينكو (34 عاماً) الذي يخوض بطولته القارية الرابعة.
وبذلك، يكون ريبروف دفع بأصغر تشكيلة في النهائيات الحالية، بلغ معدل أعمارها 25 عاماً و250 يوماً.
استحوذت سلوفاكيا على الكرة في أوّل ثلث ساعة وأزعجت خصمها بالضغط العالي، فاختبر لوكاش هاراسلين الحارس تروبين من داخل المنطقة (10).
بعدها بثوان، كانت فرصة سخرانس أخطر بكثير من مسافة قريبة، إذ اطلق تسديدة ارتدت من جسم تروبين.
ومن ضربة حرّة على باب المنطقة لعبها دافيد هانتسكو، صدها الحارس ببراعة. لكن من الكرة التالية، ترك دفاع أوكرانيا سخرانس دون رقابة، فعكس عرضية هاراسلين بذكاء برأسه مفتتحاً التسجيل (17).
احتفل لاعب سلافيا براغ البالغ 30 عاماً برفع يده إلى السماء، تكريماً لوالده الراحل قبل ثلاث سنوات.
ردّت أوكرانيا باحثة عن مرمى «سوكولي» (الصقور)، فحاول هداف الدوري الإسباني مع جيرونا أرتيم دوبفيك (27)، ثم اخفق لاعب تشلسي الإنكليزي ميخايلو مودريك بزرع الكرة منفرداً تحت جسم الحارس مارتن دوبرافكا (35).
انتهى الشوط الأوّل على وقع تسديدة بعيدة لهاراسلين شتتها الحارس المتألق إلى ركنية (43).
في الشوط الثاني، قلبت أوكرانيا الطاولة على خصمتها.
من كرة مرتدة، وصلت عرضية أولكسندر زينتشنكو لاعب أرسنال الإنكليزي إلى شابارينكو، سدّدها لاعب ديناكو كييف من داخل الصندوق أرضية بيسراه مسجّلاً هدف التعادل (54).
تابعت أوكرانيا بحثها عن هدف الفوز، وسنحت لمودريك فرصة من زاوية ضيقة، لكن تسديدته الأرضية ارتدت من قائم دوبرافكا الأيمن (75).
ومن تمريرة طولية لنجم المباراة شابارينكو في ظهر الدفاع للبديل رومان ياريمتشوك، هيأها الاخير لنفسه ببراعة ولكزها ذكية من مسافة قريبة أمام المرمى هدفاً ثانياً لـ»زبيرنا» (80).
وفي نفس الجولة أحيت النمسا آمالها في تخطي دور المجموعات بفوزها المستحق على بولندا 3-1 أمس الأول الجمعة على الملعب الاولمبي في برلين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة ضمن نهائيات كأس أوروبا في كرة القدم في ألمانيا.
وسجل مدافع فينورد الهولندي غيرنوتت تراونر (9) ولاعب وسط لايبزيغ الألماني كريستوف باومغارتنر (66) ومهاجم إنتر الإيطالي ماركو أرناوتوفيتش (78 من ركلة جزاء) أهداف النمسا، ومهاجم اسطنبول باشاك شهير التركي كرشيشتوف بيونتيك (30) هدف بولندا.
وتلعب لاحقا المتصدرتان هولندا وفرنسا على ملعب «ريد بول أرينا» في لايبزيغ.
وعوّضت النمسا الساعية في مشاركتها الرابعة الى تكرار انجازها في النسخة الاخيرة عندما بلغت ثمن النهائي للمرة الاولى في تاريخها قبل ان تخرج بعد التمديد (1-2) على يد إيطاليا التي توجت لاحقا باللقب، سقوطها أمام فرنسا 0-1 في الجولة الاولى، ولحقت بهما مؤقتا الى الصدارة.
وصعَّبت النمسا مهمة منافستها بولندا التي وضعت قدما خارج النهائيات بخسارتها الثانية تواليا عقب الاولى امام هولندا 1-2.
وهي المواجهة الثانية بين المنتخبين في الكأس القارية بعد الأولى في باكورة مشاركتهما في البطولة عام 2008 وكانت في دور المجموعات أيضا (1-1).
وتلتقي النمسا مع هولندا، وبولندا مع فرنسا في الجولة الاخيرة الثلاثاء المقبل.
وكانت النمسا صاحبة الأفضلية اغلب فترات المباراة وخلق مهاجموها عددا كبيرا من الفرص الحقيقية ترجموا ثلاثا منها وتصدى حارس مرمى بولندا ويوفنتوس الايطالي فويتشيخ شتشيزني لأكثر من واحدة.
وبدا واضحا تأثر بولندا بغياب هدافها التاريخي وقائدها المخضرم مهاجم برشلونة الاسباني روبرت ليفاندوفسكي (35 عاما، 82 هدفا) الذي جلس على دكة البدلاء بعد تعافيه من اصابة في الفخذ تعرض لها في مباراة ودية ضد تركيا (2-1) الإثنين قبل الماضي وحرمته من خوض المباراة الاولى أمام هولندا 1-2 الأحد الماضي.
ودخل ليفاندوفسكي بعد ساعة من اللعب من دون أن يشكل أي خطورة على المرمى النمسوي.
وأجرى مدرب بولندا ميخال بروبييرش 4 تبديلات على تشكيلته فدفع ببافل دافيدوفيتش وياكوب بيتروفسكي وبارتوش سليش وبيونتيك مكان بارتوش سالامون وكاتسبر اوربانسكي وتاراس رومانتشوك وسيباستيان شيمانسكي.
من جهته، قام المدرب الألماني للنمسا رالف رانغنيك بـ3 تغييرات بعودة أرناوتوفيتش الى التشكيلة الأساسية على حساب ميكايل غريغوريتش ودخول المدافعين غيرنوتت تراونر وشتيفان بوش مكان ماكسيميليان فوبر الذي سجل بالخطأ في مرمى منتخب بلاده، وكيفن دانسو الذي اصطدم مبابي بكتفه واصيب بكسر في انفه.
وضغطت النمسا بقوة في بداية المباراة ونجحت في ترجمته الى هدف برأسية قوية للمدافع تراونر اثر تمريرة عرضية فيليب مويني (9).
وانتظرت بولندا حتى الدقيقة 18 للرد بتسديدة قوية للاعب وسط روما الايطالي نيكولا زاليفسكي من داخل المنطقة فوق الخشبات الثلاث (18).
وأدركت بولندا التعادل عبر بيونتيك الذي استغل كرة مرتدة من المدافع تراونر اثر تسديدة من مسافة قريبة لمدافع ساوثمبتون الانكليزي يان بدناريك فهيأها لنفسه وتابعها بيمناه على يسار الحارس باتريك بينتس (30).
وجرب لاعب وسط بوروسيا دورتموند الالماني مارسيل سابيتسر حظه بتسديدة قوية خادعة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن (42).
وأنقذ بينتس مرماه من هدف محقق بإبعاده ركلة حرة مباشرة انبرى لها القائد مهاجم نابولي الايطالي بيوتر جيلينسكي بيمناه من خارج المنطقة وأبعدها الى ركنية (45+1).
واستعادت النمسا سيطرتها على المجريات في الشوط الثاني وكاد المدافع بوش يضيف الهدف الثاني برأسية من مسافة قريبة بين يدي شتشيزني(51).
ومنح باومغارتنر التقدم مجدداً للنمسا عندما استغل تمريرة عرضية زاحفة لألكسندر براس، بديل مويني، فهيأها لنفسه داخلها وتابعها زاحفة بيمناه على يسار شتشيزني (66).
وأنقذ بينتس مرماه من هدف التعادل بتصديه لتسديدة شفيديرسكي (69)، وحذا حذوه شتشيزني بتصديه لتسديدة قوية للبديل باتريك فيمر (75).
وحصلت النمسا على ركلة جزاء اثر عرقلة سابيتسر من الحارس شتشيزني فانبرى لها أرناوتوفيتش بنجاح (78).
وتابع شتشيزني تألقه وأبعد تسديدة قوية لبوش بصعوبة الى ركنية (83)، وأهدر كونراد لايمر فرصة الرابع اثر تلقيه كرة داخل المنطقة فراوغ شتشيزني وسددها بجوار القائم الايسر (85).