
يسعى منتخب ألمانيا لحسم تأهله مبكرا لدور الـ16 في بطولة أمم أوروبا 2024، عندما يواجه المجر اليوم الأربعاء، بالجولة الثانية للمجموعة الأولى.
واستهل المنتخب الألماني في البطولة بفوز كاسح في مباراة الافتتاح على اسكتلندا 5-1، بينما خيب المجر الآمال بخسارته أمام سويسرا 1-3.
وقدم المانشافت، بقيادة جوليان ناجلسمان، أصغر مدربي هذه النسخة من اليورو، عرضا فنيا قويا تجاوز به عقدة البدايات في البطولات الكبرى خلال السنوات الأخيرة، والتي كلفته الخروج مبكرا من الدور الأول في مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022.
ورغم الفوز الكاسح فإن ناجلسمان أكد أن مواجهة المجر ستكون مختلفة وأصعب، كونه يتسم بالقوة البدنية والتنوع في الأداء.
أما ماركو روسي، مدرب المنتخب المجري، لم يستفد من محاولة تخفيف الضغوط النفسية على لاعبيه بعدما صرح قبل بداية البطولة بأن ألمانيا وسويسرا هما الأقرب للتأهل لدور الـ16.
وسيكون روسي مطالبا بتحقيق نتيجة إيجابية أمام الألمان إذا أراد التمسك بآمال التأهل للدور الثاني ضمن أفضل 4 ثوالث أو ربما انتزاع وصافة المجموعة أو تحقيق فوز يقلب الحسابات رأسا على عقب.
ورغم أن كل المؤشرات الحالية تنذر بفوز ألماني كاسح، يمثل منتخب المجر عقدة تاريخية في المواجهات المباشرة ضد المانشافت.
وحقق المنتخب الألماني 13 فوزا على المجر مقابل 12 تعادلا، بينما حقق أحفاد بوشكاش وهيديكوتي 12 فوزا أمام الماكينات التي تسعى لكسر هذه العقدة بعد التعادل 2-2 في الدور الأول من النسخة الماضية يورو 2020، وتعادل آخر 1-1 في حزيران/يونيو 2022، ثم الخسارة بهدف في سبتمبر 2022 ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية.
اسكتلندا وسويسرا
وفي نفس الجولة، يسعى منتخب اسكتلندا لتخفيف جراح الخسارة الثقيلة في مباراة الافتتاح أمام ألمانيا عندما يلاقي سويسرا في مواجهة ستقام بمدينة كولن.
وأكد ستيف كلارك، مدرب منتخب اسكتلندا، أنه ربما أرهق لاعبيه ذهنيا بالكثير من التعليمات مما أدى لتفسيرها بشكل خاطئ وهو ما كان سببا في استقبال 5 أهداف ألمانية.
ورفض كلارك الاستسلام مؤكدا أن الفريق لا يزال بإمكانه التأهل إذا حقق الفوز في مباراتيه القادمتين أمام سويسرا ثم المجر في ختام دور المجموعات.
وتبقى أقوى أسلحة منتخب اسكتلندا ظهيره الأيسر وقائد الفريق أندرو روبرتسون نجم ليفربول الإنجليزي وسكوت ماكتوميناي لاعب وسط مانشستر يونايتد، وجون ماكجين نجم أستون فيلا، وكيران تيرني مدافع ريال سوسيداد.
كما قدم حارس المرمى أنجوس جون أداء جيدا رغم الخسارة الثقيلة بتصديه للعديد من المحاولات الألمانية، بينما سيغيب رايان بورتيوس قلب الدفاع لحصوله على بطاقة حمراء بعد تدخل عنيف ضد الألماني جوندوجان.
وفي الجهة الأخرى، يدرك مورات ياكين مدرب منتخب سويسرا أن الفوز على اسكتلندا سيعني تأهل فريقه للدور الثاني، لذلك فهو يطمع في تحقيق انتصار ثان على التوالي يتفادى به الحسابات المعقدة في نهاية الدور الأول عندما يواجه المنتخب الألماني منظم البطولة.
وعزز ياكين ولاعبوه الآمال بأداء فني مميز للغاية في المباراة الأولى التي انتهت بالفوز على المجر، والتي تألق خلالها الثنائي الهجومي كوادو دواه وبريل إمبولو إضافة إلى عناصر الخبرة يان سومر حارس المرمى وجرانيت تشاكا قائد الفريق، وصخرة الدفاع مانويل أكانجي.
وستكون مواجهة اليوم هي الثانية التي تجمع بين المنتخبين في بطولة اليورو، حيث سبق أن حقق منتخب اسكتلندا الفوز بهدف على سويسرا في الدور الأول بنسخة 1996 التي أقيمت في إنجلترا.
كرواتيا وألبانيا
وفي نفس الجولة يرفع منتخبا كرواتيا وألبانيا شعار لا بديل عن الفوز عندما يتقابلان اليوم الأربعاء على ملعب فولكسبارك بمدينة هامبورج، بالجولة الثانية للمجموعة الثانية في (يورو 2024).
وتلقى منتخب كرواتيا خسارة موجعة أمام إسبانيا 0-3 في مستهل مشواره، وخسرت ألبانيا بشق الأنفس أمام إيطاليا 1-2، بعد أن سجل نديم بايرامي أسرع هدف في تاريخ اليورو، عقب 22 ثانية فقط من المواجهة أمام الأزوري.
وبنسبة كبيرة فإن الخاسر سيودع البطولة رسميا، بينما سينعش الآخر حظوظه في بلوغ دور الـ16.
وكانت كرواتيا قد حلت وصيفة بالتصفيات المؤهلة للبطولة القارية خلف تركيا، وتحلى الفريق بصلابة دفاعية متميزة إذ استقبل 4 أهداف خلال 8 مباريات.
وقبل الخسارة أمام إسبانيا سجل منتخب كرواتيا 6 انتصارات متتالية، من بينها الفوز على مصر والبرتغال وديا، وحافظ على نظافة شباكه في 4 منها.
لكن بعد الخسارة القاسية أمام الماتادور بات المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش مطالبا بتحسين الأمور أمام ألبانيا، للإبقاء على فرصة التأهل.
ويحظى منتخب كرواتيا بدعم جماهيري كبير، حيث تابع حوالي 50 ألف مشجع المباراة أمام إسبانيا في ستاد برلين الأولمبي، السبت الماضي.
ومن المتوقع حضور نفس العدد أمام ألبانيا، ثم في لقاء إيطاليا يوم الاثنين المقبل ضمن المجموعة الثانية.
وقال أندري كراماريتش، مهاجم هوفنهايم الألماني: «نريد الاستمتاع بهذه الأجواء وهذا التشجيع لأطول فترة ممكنة... إنها فرصة هائلة، سيكون من المؤسف ألا نستغل دعم جماهيرنا».
وأكد كراماريتش أنه ينبغي على منتخب بلاده أن يكون على حذر أمام ألبانيا التي خسرت بصعوبة من إيطاليا 2-1.
وأشار: «الألبان يملكون الحافز بنسبة 300%، ندرك صعوبة اختراق دفاعهم، لكن الفوز بهذه المواجهة أهم شيء، هذا هو المتوقع منا فقط».
واعتذر المدرب داليتش للجماهير بعد الأداء الباهت أمام إسبانيا، وقال إنه «مقتنع بأن الجماهير لن تخذلنا، لا يمكن إيقاف هذه الذروة، هناك 100 ألف شخص، ويمكنك الشعور بذلك في فريقنا».
وشارك منتخب كرواتيا في كأس أمم أوروبا للمرة الأولى بعد الانفصال عن يوغوسلافيا في عام 1996.
وإجمالا تأهل الكروات لـ7 نسخ من البطولة القارية، بما في ذلك يورو 2024.
وعلى مدار مشاركاته الـ6 السابقة في «اليورو» تمثلت أبرز نجاحات كرواتيا في بلوغ دور الثمانية مرتين (1996 و2008)، فيما ودع المجموعات مرتين ودور الـ16 مرتين.
وخلال مشواره القاري، خاض منتخب كرواتيا 23 مباراة: فاز 9 وتعادل 6 وخسر 8، وسجل 30 هدفا واستقبل 31 هدفا.
وفي التصفيات القارية، خاض منتخب كرواتيا 78 مباراة (فاز 50 وتعادل 17 وخسر 11)، وسجل 148 هدفا مقابل 50 هدفا سكنت شباكه.
وفي تصفيات يورو 2024 حل منتخب كرواتيا وصيفا بالمجموعة الرابعة بـ16 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف تركيا، بعدما حقق 5 انتصارات مقابل تعادل وحيد وهزيمتين.
ويأتي النجاح الأبرز للكرة الكرواتية من خلال كأس العالم، حيث حصد 3 ميداليات على مدار مشاركاته: فضية واحدة وبرونزيتين.
وفي أول مشاركة بالمونديال في عام 1998 حل منتخب كرواتيا ثالثا لكنه خرج من المجموعات في (2002 و2006 و2014) تواليا.
ثم سجل إنجازا تاريخيا في مونديال روسيا 2018، حين بلغ النهائي لكنه خسر من فرنسا، بينما أنهى مونديال قطر 2022 في المركز الثالث.
ويتسلح منتخب كرواتيا بالجيل الذهبي الحالي خلال مشواره في يورو 2024 حيث يضم مزيجا من الخبرة والشباب، وأسماء رنانة تزين قوائم كبار أندية أوروبا، ومن بينها يوسكو جفارديول مدافع مانشستر سيتي، وبورنا سوسا مدافع أياكس، وبوسيب ستانيسيتش مدافع باير ليفركوزن بطل ألمانيا.
ولوكا مودريتش قائد ريال مدريد، وماتيو كوفاسيتش لاعب وسط مانشستر سيتي، ومارسيلو بروزوفيتش نجم النصر السعودي، وأندري كراماريتش مهاجم هوفنهايم.
ويعتبر مودريتش أكثر اللاعبين مشاركة بقميص كرواتيا بـ174 مباراة دولية.
ويأمل منتخب ألبانيا في تحقيق ثاني انتصاراته في كأس أمم أوروبا، في ثاني مشاركة له بالبطولة القارية.
وفي يورو 2016، ظهر منتخب ألبانيا لأول مرة في بطولة كبرى، وسجل هدفه الأول وحقق فوزه الأول أمام رومانيا يوم 19 يونيو 2016.
ولم يتمكن منتخب ألبانيا من التأهل لكأس العالم من قبل، وتعد أبرز إنجازاته الفوز بكأس البلقان في 1946 وبطولة مالطا روثمانز الدولية.
وتأهل المنتخب الألباني ليورو 2024 بعد نتائج مذهلة في التصفيات، إذ تصدر المجموعة الخامسة برصيد 15 نقطة (4 انتصارات، 3 تعادلات، وخسارة واحدة).
وفي التصفيات تفوق منتخب ألبانيا على التشيك وبولندا ومولدوفا وجزر فاروه.
ويقود المنتخب الألباني، التي تبلغ قيمته التسويقية 123 مليون يورو، المدرب البرازيلي سيلفينيو، الذي يسعى لقيادتهم للذهاب لأبعد دور ممكن في يورو 2024.
ويملك سيليفينو العديد من اللاعبين المميزين، يتقدمهم أرماندو بروخا، أغلى لاعب في المنتخب الألباني حيث تبلغ قيمته التسويقية 28 مليون يورو، والحارس وتوماس ستراكوشا وكريستيان أصلاني وإرنست موكي وبيرات دجيمسيتي، قائد الفريق الحالي.
وستكون المواجهة في هامبورج هي الأولى بين ألبانيا وكرواتيا.