
يواصل منتخب الكاميرون، مشواره ببطولة كأس أمم أفريقيا؛ حيث يواجه جزر القمر اليوم الإثنين، في دور الـ16 للمسابقة القارية، في مهمة تبدو سهلة نسبيا بالنسبة له، بالنظر للمعضلة التي يواجهها منافسه قبل المواجهة المنتظرة.
ولم يجد منتخب "الأسود غير المروضة" أدنى صعوبة في الصعود للأدوار الإقصائية بعد تصدر ترتيب المجموعة الأولى، ليضرب موعدًا مع جزر القمر، الذي تأهل لدور الـ16 في مشاركته الأولى بالمسابقة، بعدما تواجد ضمن أفضل 4 ثوالث بالمجموعات الست في الدول الأول للبطولة.
ويمتلك منتخب الكاميرون أقوى خط هجوم بدور المجموعات، عقب تسجيله 7 أهداف، سجلها فينسنت أبوبكار، هداف النصر السعودي (5 أهداف)، وكارل توكو إيكامبي، نجم ليون الفرنسي، الذي سجل هدفين في البطولة.
ورغم الندية التي أظهرها منتخب جزر القمر، أحد المنتخبات العربية السبعة المشاركة بالنسخة الحالية للبطولة، ضد الجابون، لكنه خسر (0-1) أمام الفهود بالجولة الأولى، قبل أن يخسر (0-2) أمام المغرب، لكنه فاجأ الجميع بفوزه المثير (3-2) على غانا بالجولة الثالثة ليطيح بهم مبكرًا من البطولة.
ويعاني منتخب جزر القمر من مشكلة حقيقية تتمثل في فقدان حراسه الثلاثة قبل اللقاء، في واقعة ربما تحدث لأول مرة في تاريخ البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957.
وأعلن الحساب الرسمي لاتحاد كرة القدم في جزر القمر بموقع "تويتر"، إصابة 12 فردا بفيروس كورونا قبل لقاء الكاميرون، بينهم أمير عبده مدرب الفريق.
وكشف الاتحاد إصابة مجموعة من اللاعبين أيضًا بالعدوى من ضمنهم حارسي المرمى المتاحين علي أحمادا ومؤيد أوسيني، ليجد منتخب جزر القمر نفسه بلا حارس لعرينه أمام الكاميرون، في ظل إصابة حارس مرماه الأساسي سليم بن بوانا في لقاء غانا، وغيابه عن مباراة اليوم بنسبة كبيرة للغاية.
وتنص لائحة البطولة على أنه يتعين على أي فريق بالمسابقة خوض المباراة إذا كان لديه ما لا يقل عن 11 لاعبا متاحا ونتيجة اختباراتهم سلبية، وفي حالة عدم وجود حارس مرمى، فمن الممكن أن يحل أي لاعب آخر من الفريق محل حارس المرمى، بشرط أن يكون العدد الإجمالي للاعبين المتاحين 11 على الأقل.
كما تشير اللائحة أيضا إلى أنه سيتم اعتبار الفريق الذي لا يتوفر به 11 لاعبا على الأقل خاسراً للمباراة بنتيجة صفر / 2.
وبناء على ذلك، يستطيع منتخب جزر القمر خوض المباراة دون حارس مرمى من حراسه الثلاثة المسجلين في القائمة، والاعتماد على أحد لاعبي الفريق في هذا المركز الحساس.
وربما تشهد الساعات القليلة المقبلة انفراجة، حال تحول مسحة أي من الحارسين المتاحين إلى سلبية بدلا من إيجابية، واجتياز الفحوصات الطبية التالية، وهو شيء يبدو مستبعدا إلى حد كبير للغاية، أو في حال تعافي بن بوانا من الإصابة وهو أمر من غير الوارد حدوثه أيضا.
وستكون هذه هي المواجهة الرسمية الثالثة بين المنتخبين، بعدما سبق أن التقيا بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية عام 2019، حيث تعادلا 1 / 1 في اللقاء الأول الذي جرى بجزر القمر، قبل أن تحقق الكاميرون فوزا كبيرا 3 / صفر في اللقاء الآخر، الذي جرى بملعبها في العاصمة ياوندي.
يذكر أن الفائز من تلك المباراة سوف يلتقي في دور الثمانية مع الفائز من مباراة غينيا وجامبيا، التي تقام اليوم أيضا.
غينيا وغامبيا
وتتطلع غينيا وغامبيا لاستمرار مغامرتهما ببطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة حاليا في الكاميرون، عندما يلتقيان في دور الـ16 للمسابقة القارية اليوم.
وحجز منتخب غينيا، الذي يشارك للمرة الـ13 في البطولة، مقعده بدور الـ16 للنسخة الثانية على التوالي، بعدما احتل المركز الثاني بترتيب المجموعة الثانية في الدور الأول للبطولة، خلف منتخب السنغال (المتصدر).
وبدأ منتخب غينيا مشواره في المجموعة بالفوز (1-0) على نظيره المالاوي، قبل أن يتعادل بدون أهداف مع منتخب السنغال في الجولة الثانية، لكنه تلقى خسارة مباغتة (1-2) أمام منتخب زيمبابوي (متذيل الترتيب) في الجولة الأخيرة، ليحصد 4 نقاط خلال مسيرته بالمجموعة.
ويرغب المنتخب الغيني، الذي تمثلت أبرز إنجازاته في أمم أفريقيا بالحصول على المركز الثاني بنسخة البطولة عام 1976، في بلوغ دور الثمانية للمرة الأولى منذ نسخة عام 2015.
لكن المنتخب الغيني سيعاني من غياب قائده نابي كيتا، نجم ليفربول، بداعي الإيقاف، عقب حصوله على الإنذار الثاني أمام زيمبابوي، وهو ما يشكل ضربة موجعة للمنتخب الملقب بـ(الأفيال الوطنية).
في المقابل، يطمح منتخب غامبيا لمواصلة مفاجآته في البطولة، التي يشارك فيها للمرة الأولى في تاريخه، خاصة بعد أدائه اللافت خلال مشواره بالمجموعة السادسة، الذي قاده لاحتلال المركز الثاني بترتيب المجموعة.
وبدأ المنتخب الغامبي مسيرته في المجموعة بالفوز (1-0) على موريتانيا، قبل أن يكتفي بالتعادل (1-1) مع المنتخب المالي بالجولة الثانية، رغم الفرص العديدة التي سنحت له في اللقاء وسوء الحظ الذي لازمه بعدما تصدى القائم والعارضة لأكثر من تسديدة للاعبيه.
وفي ختام مبارياته بمرحلة المجموعات، فجر منتخب غامبيا مفاجأة من العيار الثقيل، عقب تغلبه (1-0) على منتخب تونس العريق، ليحافظ على سجله خاليا من الهزائم ويصل رصيده إلى 7 نقاط في مشواره بالمجموعة، حيث تأخر بفارق هدف وحيد عن منتخب مالي (المتصدر).
وبدأت المواجهات المباشرة بين المنتخبين منذ عام 1975، حينما التقيا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لأولمبياد مونتريال، والتي شهدت انتصارا كاسحا للمنتخب الغيني، الذي فاز (7-0) في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
ثم تجددت المواجهات بين غينيا وغامبيا كثيرا، وذلك خلال مشاركتهما ببطولة كأس "أميلكار كابرال" الخاصة بمنتخبات غرب أفريقيا، التي جرت ما بين عامي 1979 و2007، حيث التقيا في 9 مواجهات، حققت غامبيا 3 انتصارات خلالها مقابل فوز وحيد لغينيا، فيما فرض التعادل نفسه على 5 لقاءات.
وجاءت آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية عام 2008 بغانا، حيث فازت غينيا (2-0) في اللقاء الأول، الذي جرى بالعاصمة الغامبية بانجول، وشهد تسجيل كابا دياوارا، المدير الفني الحالي لمنتخب غينيا، هدفا، في حين تعادلا (2-2) في المباراة الأخرى التي أقيمت بالعاصمة الغينية كوناكري.يذكر أن الفائز من تلك المباراة، التي تجرى بملعب (كويكونج ستاديوم) في مدينة بافوسام، سوف يلتقي في دور الثمانية مع الفائز من مباراة الكاميرون وجزر القمر.