بلغ منتخب الجزائر، نصف نهائي بطولة كأس العرب، بعد فوزه بركلات الترجيح (5-3) على شقيقه المغربي.
وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل (2-2)، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لمصلحة منتخب الجزائر.
وتقدم المنتخب الجزائري عن طريق ياسين براهيمي من ضربة جزاء في الدقيقة (62)، قبل أن يدرك محمد ناهيري التعادل للمنتخب المغربي في الدقيقة (64).
وفي الدقيقة (10) من الشوط الإضافي الأول سجل يوسف البلايلي الهدف الثاني للمنتخب الجزائري، قبل أن يدرك بدر بانون التعادل للمنتخب المغربي في الدقيقة (6) من الشوط الإضافي الثاني.
وفي ضربات الترجيح نجح المنتخب الجزائري في التفوق بعدما نفذ لاعبوه كل الضربات بنجاح، حيث سجل كل من يوسف البلايلي وسفيان دبكة وعبد القادر بدران وحسين بن عيادة ومحمد أمين توجاي.
على الجانب الآخر سجل للمغرب في ضربات الترجيح كل من سفيان رحيمي وبدر بانون ويحيي جبران، وأضاع كريم البركاوي الذي سدد كرة تصدى لها الحارس الجزائري رايس مبولحي.
وتحمل المنتخب المغربي في أول 10 دقائق ضغطا خانقا من منتخب الجزائر الذي كان الأكثر استحواذا وسيطرة على وسط الميدان.
ولاحت 3 فرص لمنتخب الجزائر كان خلفها المخضرم ياسين براهيمي الذي أرسل كرة عرضية كاد على إثرها بانون أن يحرق مرمى أنس الزنيتي بالنيران الصديقة لولا تدخل الأخير.
ولم يظهر هجوم المنتخب المغربي إلا في الدقيقة (27)، بعد ركنية ارتقى لها وليد الكرتي برأسية محكمة تصدى لها ببراعة واقتدار الحارس رايس مبولحي.
وبمرور الدقائق امتص المنتخب المغربي حماس المحاربين إلا أنه سقط في فخ ارتكاب المخالفات، وهو ما كلفهم الكثير حيث تلقى إسماعيل الحداد بطاقة صفراء بعد اعتراضه على الحكم.
صحوة المنتخب المغربي بدأت تظهر في آخر ربع ساعة من الشوط الأول، عبر الكرات الثابتة والركنيات التي طالب في إحداها الحداد بركلة جزاء، دون تدخل من الفار الذي أمر باستمرار اللعب.
وحفلت آخر دقائق الشوط الأول بالإثارة، إذ طالب منتخب الجزائر بركلة جزاء بعد سقوط إلياس شتي عقب احتكاكه بمروان سعدان، إلا أن الفار أقر بعدم احتسابها.
ورد المنتخب المغربي بسلاح الركنيات مرة أخرى، حين أرسل عبد الإله الحافيظي كرة ارتقى لها وليد أزارو عاليا لكن كرة الأخير ذهبت فوق مرمي الحارس مبولحي.
وانطلق الشوط الثاني بهجمة جزائرية خطيرة، بعد عرضية البلايلي لزميله طيب مزياني الذي انفرد بالزنيتي، لكن الأخير تصدى لأخطر فرص المباراة، ثم تلتها كرة أخرى لمزياني لكن الزنيتي تألق مرة أخرى.
وفي الدقيقة (59) احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب الجزائري، بعد عرقلة تعرض لها يوسف البلايلي من محمد الشيبي مدافع المنتخب المغربي.
وسدد ياسين براهيمي ضربة الجزاء بنجاح مسجلا الهدف الأول في الدقيقة (62)، بعدما تأكد الحكم من قراره عبر تقنية حكم الفيديو المساعد (فار).
ولم يدم تقدم الجزائر سوى دقيقتين فقط، حيث سجل محمد ناهيري هدف التعادل في الدقيقة (64)، بعد ضربة رأس متقنة عقب ارتقائه لضربة حرة نفذها عبد الإله حافيظي.
وتنوعت المحاولات بعد وصول النتيجة إلى التعادل بهدف لمثله، حيث تبادل الفريقين الهجمات، لينتهي الشوط الثاني بالتعادل (1-1) ويلجأ الفريقين إلى شوطين إضافيين.
وفي الشوط الإضافي الأول نجح المنتخب الجزائري في تسجيل الهدف الثاني، عن طريق يوسف البلايلي الذي استغل تقدم حارس مرمى المغرب من مرماه ليسدد كرة قوية سكنت شباكه.
وسجل المنتخب المغربي هدف التعادل عن طريق قائده بدر بانون، الذي ارتقى بضربة رأس لكرة عرضية داخل منطقة جزاء المنتخب الجزائري، ليضع الكرة في شباك الحارس رايس مبولحي.
ولم تشهد باقي دقائق الشوط الإضافي الثاني أي جديد، ليطلق الحكم صافرة نهايته بالتعادل (2-2)، ليحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لمصلحة منتخب الجزائر.
وقال الحسين عموتة، مدرب منتخب المغرب للمحليين، إنَّ لاعبيه لم يقدموا المستوى المطلوب أمام الجزائر، الذي فاز بركلات الترجيح (5-3) بعد نهاية المباراة (2-2)، في الدور ربع النهائي ببطولة كأس العرب.
وتابع «كنا بعيدين كل البعد عما كان مطلوبا منا. ربما لم يكن استعدادنا الذهني في المستوى، وتحمل اللاعبون ضغط المباراة. رغم أنهم كانوا مطالبين بالتركيز على واجبهم التقني والتكتيكي».
وأكمل أنه رغم هذه الصعوبات، إلا أنهم استطاعوا أن يذهبوا بالمباراة إلى ركلات الترجيح.
واستطرد قائلا: «أهنئ المنتخب الجزائري على تأهله».
وأكمل: «السيناريو الذي كنت أنتظره هو الذي حصل، خاصة في الشوط الأول؛ لأننا أضعنا كرات سهلة ولعبنا فقط بنصف إمكانياتنا، بخلاف مباريات دور المجموعات. مع الأسف لم يكن هناك تركيز من اللاعبين، لذلك علينا أن يتحسن أداؤنا أكثر وأن نشتغل أكثر على الجانب الذهني».
مصر تقلب الطاولة على الأردن
من جانبه اقتنص منتخب مصر، بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس العرب، بفوز شاق على حساب الأردن (3-1)، في مباراة ماراثونية، امتدت للأوقات الإضافية، على ملعب الجنوب في قطر.
تقدم منتخب النشامى مبكرًا في الدقيقة (12) عن طريق يزن النعيمات، لكن الفراعنة تعادلوا بهدف مروان حمدي في الدقيقة (45+1).
وصنع البديل أحمد رفعت، الفارق في الوقت الإضافي بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة (99)، ثم صنع هدفا سجله مروان داوود في الدقيقة (119).
وتأهل منتخب مصر بقيادة مدربه البرتغالي كارلوس كيروش إلى نصف النهائي، ليضرب موعدا مع تونس يوم الأربعاء المقبل، بينما ودع منتخب الأردن بقيادة مدربه العراقي عدنان حمد مرفوع الرأس بعد مباراة رائعة.
بدأت المباراة بمحاولات هجومية من المنتخبين وأمسك الحارس يزيد أبوليلى بكرة عرضية أرسلها عمر كمال، كما أن الشناوي أمسك بتسديدة محمود الماردي.
ونجح المنتخب الأردني في التقدم سريعا بالدقيقة (12)، عن طريق يزن النعيمات الذي وجه تسديدة صاروخية في مرمى محمد الشناوي حارس الفراعنة.
وأضاع حسين فيصل التعادل كما سدد مصطفى فتحي بجوار القائم، ثم وأبعد الشناوي تصويبة قوية وفرصة خطيرة عن طريق النجم يزن النعيمات.
وأنقذ الشناوي مرماه من فرصة أردنية خطيرة من رأسية أمسكها على خط المرمى، كما أبعد الشناوي تصويبة صاروخية رائعة من المنتخب الأردني.
ووجه زيزو تسديدة فوق العارضة، ونال أحمد فتوح البطاقة الصفراء للخشونة، وردت العارضة بمساعدة القائم تصويبة صاروخية من علي علوان.
ورد الفراعنة بفرصة خطيرة ومزدوجة بتسديدة أبعدها الحارس أبوليلى، ثم رأسية حسين فيصل التي ردها الحارس، كما ضاعت رأسية من السولية.
واقتنصت مصر هدف التعادل بالدقيقة (45+1)، عن طريق مروان حمدي الذي حول عرضية زيزو إلى هدف في الشباك الأردنية، وخرج الشوط الأول (1-1).
مع بداية الشوط الثاني أضاع منتخب مصر محاولة خطيرة من عرضية مروان حمدي مرت بين أقدام حسين فيصل، ثم كثف الفراعنة المحاولات الهجومية.
وحاول يزن النعيمات مهاجم الأردن بمجهود فردي رائع وعقب مراوغة الونش ولكنه سدد بجوار القائم، كما أبعد أبوليلى عرضية مصرية خطيرة.
وأشرك منتخب مصر لاعبه محمد شريف على حساب حسين فيصل، بينما دفع منتخب الأردن باللاعب ياسين البخيت على حساب محمد أبوزريق.
كما أشرك البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر،الثنائي مهند لاشين ومحمد مجدي أفشة على حساب حمدي فتحي ومصطفى فتحي بالدقيقة (72).
وأشرك منتخب الأردن مهاجمه حمزة الدردور على حساب محمود مرضي، ثم وتألق الونش في إبعاد انفراد أردني مباغت للمهاجم يزن النعيمات.
وضاعت رأسية من مروان حمدي، وأخفق منتخب الأردن في تنظيم هجمة سريعة مع انطلاقة الدردور والنعيمات، كما أمسك الشناوي عرضية أردنية مميزة.
وأضاع زيزو فرصة خطيرة للمنتخب المصري من كرة طولية رائعة، حيث لعبها زيزو برأسه فوق العارضة، كما أمسك أبو ليلى عرضية من عمر كمال.
وأبعد دفاع الفراعنة فرصة أردنية عن طريق الدردور والبخيت، وأشرك منتخب الأردن لاعبه رجائي عايد على حساب يزن النعيمات وخرج الوقت الأصلي بالتعادل.
أشرك منتخب مصر لاعبه أحمد رفعت بدلا من مروان حمدي، وحصل الفراعنة على ضربة جزاء وألغاها الفار بعد وجود لمسة يد ضد زيزو قبل سقوطه.
وسجل أحمد رفعت هدف التقدم للمنتخب المصري من انطلاقة سريعة لمحمد شريف الذي مرر كرة عرضية انقض عليها رفعت في الدقيقة (99).
ووجه عمرو السولية تصويبة بعيدة المدى أنقذها الحارس أبوليلى، كما أنقذ دفاع منتخب الأردن فرصة خطيرة من رأسية الونش من خط المرمى.
وأشرك المنتخب المصري الثنائي مروان داوود ومحمد عبد المنعم مع بداية الشوط الإضافي الثاني، وأشرك المنتخب الأردني اللاعب إبراهيم سعاده.
حاول المنتخب الأردني الحفاظ على الكرة والوصول لمرمى الفراعنة، وضاعت محاولة مصرية بعد هفوة من دفاع الأردن والحارس أبوليلى.
ووجه مروان داوود تسديدة بجوار القائم تحولت إلى ركنية، ثم سجل مروان هدفا من ضربة رأس مستغلا عرضية متقنة من أحمد رفعت بالدقيقة (119).
وأشاد العراقي عدنان حمد، المدير الفني لمنتخب الأردن، بلاعبي النشامى، وبالجانب التنظيمي لبطولة كأس العرب، المقامة في قطر.
وكتب حمد عبر حسابه في «فيس بوك»: «شكرًا للنشامى الأبطال.. فخور بكم. شكرًا قطر على هذه البطولة الاستثنائية، كأننا في كأس العالم بحق».
وجاءت تغريدة حمد بعد ساعات من خسارة منتخب الأردن أمام مصر (1-3) في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب.
وقدم المنتخب الأردني أداء فاجأ به الجميع، حيث كان الأخطر في الشوط الأول، واستطاع إحراز هدف السبق عن طريق يزن النعيمات، قبل أن تنقلب الأمور ويسجل منتخب مصر 3 أهداف.
وساهم الجانب البدني في خسارة الأردن، بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل «1-1»، لينجح منتخب مصر بتسجيل هدفين في الشوطين الإضافيين.
قطر تحافظ على هيبة عرب آسيا
أسدل الستار على الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب، التي تقام في العاصمة القطرية الدوحة حتى 18 ديسمبر الجاري، بعد صعود 4 منتخبات إلى المربع الذهبي، وهي تونس، قطر، مصر والجزائر.
ويشهد هذا الدور تفوقا واضحا لعرب إفريقيا على حساب المنتخبات الآسيوية، حيث نجحت 3 منتخبات من شمال القارة السمراء في فرض سيطرتها، منذ بداية البطولة حتى بلغت المربع الذهبي.
