
حقق تشيلسي انتصارا غاليا بنتيجة (2-0) على ريال مدريد، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليُطيح بصاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب، ويعبر للمباراة النهائية.
ويدين تشيلسي بالفضل للثنائي، تيمو فيرنر وماسون مونت اللذان سجلا هدفي اللقاء في الدقيقتين (28، 85).
وعبر تشيلسي لنهائي دوري الأبطال، بنتيجة (3-1) بمجموع المباراتين، ليضرب موعدًا مع مواطنه مانشستر سيتي، في نهائي إنجليزي خالص للتشامبيونزليغ.
ضغط ملكي
بدأت المباراة بضغط مُبكر من ريال مدريد، حيث أرسل توني كروس تسديدة أرضية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 10، تصدى لها بسهولة ميندي حارس مرمى تشيلسي.
وتألق تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد في التصدي لمحاولتين من لاعبي تشيلسي، الأولى بتسديدة قوية من روديجر، ثم بعدها وصلت الكرة إلى مونت الذي توغل في منطقة الجزاء، وسدد كرة أرضية تصدى لها كورتوا ببراعة وشتتها خارج الملعب في الدقيقة 12.
وانطلق لوكا مودريتش لاعب خط وسط ريال مدريد، وسدد كرة على حدود منطقة الجزاء، لكنها وصلت بين أحضان ميندي حارس تشيلسي في الدقيقة 17.
وسجل تيمو فيرنر مهاجم تشيلسي هدف التقدم للبلوز في الدقيقة 18، لكن حكم المباراة ألغاه بداعي التسلل.
وكاد كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، أن يفتتح التسجيل لفريقه في الدقيقة 26، حيث أرسل تصويبة قوية تصدى لها ميندي حارس تشيلسي وحولها إلى الركنية.
ضربة البلوز
نجح تيمو فيرنر في تسجيل هدف التقدم لتشيلسي في الدقيقة 28، من هجمة سريعة بقيادة كانتي مررها لهافيرتز الذي كان منفردًا بالحارس كورتوا وسدد كرة اصطدمت بالعارضة الأفقية، لترتد أمام فيرنر الذي كان وحيدًا أمام المرمى ووضع الكرة بسهولة في الشباك.
تألق ميندي حارس مرمى تشيلسي، في التصدي لتسديدة رأسية من كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد داخل منطقة الجزاء، وحولها إلى الركنية في الدقيقة 35.
وانتهى الشوط الأول بتقدم تشيلسي بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، حرمت العارضة كاي هافيرتز مهاجم تشيلسي من تسجيل الهدف الثاني من كرة رأسية في الدقيقة 47.
واستمرت محاولات التهديد من البلوز، بكرة رأسية أخرى من تياجو سيلفا داخل المنطقة، لكنها مرت أعلى مرمى كورتوا في الدقيقة 52.
وكاد ماسون مونت أن يُضيف الهدف الثاني لتشيلسي، إذ تلقى كرة داخل منطقة الجزاء، وانفرد بالحارس كورتوا لكن تسديدته مرت أعلى المرمى في الدقيقة 53.
تألق كورتوا
ومن هجمة مرتدة سريعة، انفرد كاي هافيرتز مهاجم تشيلسي بالحارس تيبو كورتوا، والذي تألق بالتصدي لتسديدته ليحرمه من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 59.
وجاءت أولى محاولات ريال مدريد في الشوط الثاني في الدقيقة 64، بتسديدة من إيدين هازارد تصدى لها الحارس ميندي.
وتألق فيدي فالفيردي لاعب ريال مدريد، في حرمان كانتي لاعب تشيلسي من التسديد على مرمى كورتوا بشكل مميز، في الدقيقة 66.
ومرر نغولو كانتي لاعب تشيلسي، كرة لزميله بوليسيتش في عمق دفاع ريال مدريد، لكنه سدد كرة أرضية قوية مرت بجانب القائم الأيمن في الدقيقة 80.
واقتنص ماسون مونت الهدف الثاني لتشيلسي في الدقيقة 85، حيث تلقى تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء من زميله بوليسيتش الذي قام بمراوغة الحارس كورتوا، ونجح مونت في الهروب من الرقابة والتسجيل ليقتل حلم الميرنجي في العودة، ويعبر بالبلوز للنهائي.
من جانبه أنجز تشيلسي المهمة وتغلب على ريال مدريد 2-0، ليبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما كان الطرف الأفضل في المواجهة ذهابا وإيابا.
وتمكن رجال توخيل من تحقيق ذلك، وسجلوا هدفين، ليضربوا موعدا مع مانشستر سيتي في نهائي إنجليزي خالص، سيقام في إسطنبول.
لعب تشيلسي بالطريقة التي كان يرغب فيها، فكان أكثر فاعلية هجوميا، مع صلابة دفاعية يحسد عليها، ليثبت أنه سيكون منافسا شرسا للسيتي الذي يمنحه النقاد أفضلية في ترشيحات الفوز باللقب.
أما ريال مدريد، فدخل المباراة بتكتيك غير واضح، وارتكب مدربه زين الدين زيدان أخطاء في طريقة اللعب والتشكيل، فدفع الثمن غاليا، لينتهي حلم جمهور الميرينجي في رفع الكأس 14 في تاريخه.
الفريق الفائز لعب بطريقة متوقعة لكن يصعب مواجهتها، حيث اعتمد المدرب توماس توخيل على طريقة اللعب 3-4-3، فوقف أنطونيو روديغر إلى جانب تياغو سيلفا وأندرياس كريستينسن في الخط الخلفي.
ودفع على طرفي الملعب بكل من سيزار أزبيليكويتا وبن تشيلويل، وتمركز جورجينيو ونغولو كانتي في وسط الملعب، وفي الأمام لعب الثلاثي مايسون مونت وكاي هافيرتز وتيمو فيرنر.
بهذه الطريقة كان تشيلسي واثقا من سد كل منافذه الخلفية أمام ريال مدريد خصوصا أن الظهيرين أزبيليكويتا وتشيلويل التزما تماما بالتمركز في موقعيهما، فزادت حيرة الريال بشأن كيفية اختراق الأطراف وبلوغ منطقة جزاء الفريق اللندني.
وكان دور كانتي صاحب المجهود الجبار في منتصف الملعب، بارزا، بفضل الحماية التي يؤمنها له جورجينيو، وصنع الفرنسي خطورة كبيرة في المرتدات، عبر خطفه الكرة مرارا وتكرارا، وهيأ أكثر من فرصة للتسجيل.
الهجوم أدى وظيفته، وإن كانت اللمسة الأخيرة تحتاج للتطوير والدقة.
وبقي هافيرتز مصدر إزعاج شديد لدفاع ريال مدريد طوال اللقاء، فيما تميزت تحركات مونت وفيرنر بالخطورة، علما بأن الثاني تبادل المراكز مع هافيرتز في أحيان كثيرة.
ومع هدف فيرنر الأول في اللقاء، حافظ تشيلسي على تماسكه في الخلف بقيادة "الوحش" روديجر، دون الانتقاص من الدور الرائع للحارس إدوارد ميندي في الشوط الأول.
وعمل توخيل على إنعاش هجومه في الدقائق الأخيرة من خلال الزج بالأميركي كريستيان بوليسيتش الذي صنع الهدف الثاني.
ارتباك زيدان
في المقابل، لم تكن خطة زيدان واضحة، فعلى الورق بدا كأن ريال مدريد يعتمد على طريقة 4-3-3، لكن فور بداية اللقاء تبين أن المدرب الفرنسي يغامر بـ 3-4-1-2، التي لا يملك أساسياتها في هذه المباراة.
في الدفاع تجرأ زيدان بإشراك القائد سيرجيو راموس المتعافي حديثا من الإصابة، لكن المفاجأة تمثلت في انتقال إيدر ميليتاو للعب على الجهة اليمنى في أحيانا كثيرة، فبقي راموس معزولا، مع وجود ناتشو في الناحية اليسرى.
والتزم فيرلان ميندي بدور هجومي أكبر على الطرف الأيسر، لكنه لم يتمكن من التفاهم بالشكل الأمثل مع هازارد، الذي كان كالشبح، ولم يترك أي بصمة.
مشكلة أخرى عانى منها ريال مدريد، تمثلت في عدم قدرة لاعبي الوسط كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش على التحكم برتم اللقاء.
وربما كان الأجدر بزيدان الزج بلاعب وسط إضافي والاكتفاء بمهاجمين اثنين، فلم تصل الكرة إطلاقا لكريم بنزيما، فيما خسر فينيسيوس الكرة على الجناح الأيمن أكثر من مرة.
وحتى التبديلات في ريال مدريد كانت متأخرة ولم تُوح بتعديل تكتيكي في طريقة اللعب، على الرغم من إشراك ماركو أسينسيو وفيدي فالفيردي.
ولولا براعة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، لخرج تشيلسي منتصرا بنتيجة قاسية، مع عزلة راموس في الخلف وعدم تلقيه المساندة من ميليتاو وناتشو.
من جانبه وصف البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، خروج فريقه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد تشيلسي بـ"الضربة القاسية".
وصرح كورتوا لمحطة (موفيستار) عقب إياب نصف النهائي الذي انتهى بفوز تشيلسي (2-0) وتأهله للنهائي بعدما كان لقاء الذهاب قد انتهى بالتعادل (1-1): "كانت مباراة صعبة".
وزاد: "استحوذنا على الكرة في الشوط الأول ولكننا لم نخلق الفرص الكافية. سنحت فرصة كبيرة أمام كريم مع ميندي ولكن بعد بضع دقائق هم تقدموا بهدف وعقدوا الأمور علينا".
وتابع كورتوا: "حاولنا في الشوط الثاني ولكنهم دافعوا بشكل جيد للغاية. إنها ضربة قاسية لنا ولكن هذه هي كرة القدم والهزيمة موجودة بها أحيانا".
وأضاف حارس ريال مدريد: "حاولنا أن نكون أكثر حدة في الهجوم، ولكنهم فريق سريع في الهجمات المرتدة. عانينا في مباراة الذهاب واليوم أيضا".
وأبرز كورتوا صعوبة بلوغ نهائي التشامبيونزليغ قائلا: "ليس من السهل بلوغ النهائي كل عام. اليوم هم كانوا أفضل مننا. يجب مواصلة الكفاح العام المقبل ولكن هناك الكثير من الفرق الجيدة".
ولعب كورتوا وميندي دورًا كبيرًا في سير اللقاء حتى حسمه البلوز في النهاية لصالحه.
وكانت تصديات كورتوا وميندي "نقطة تحول" حاسمة على ملعب ستامفورد بريدج:
السنغالي إدوارد ميندي، أنقذ ببراعة شديدة، فرصتين لكريم بنزيما، كما كان يقظًا في التعامل مع محاولات أخرى أقل خطورة لهازارد ولوكا مودريتش وتوني كروس.
تصديات ميندي مهدت طريق مدربه الألماني توماس توخيل، وجعلته أول مدير فني في التاريخ يصل نهائي دوري الأبطال موسمين متتاليين مع فريقين مختلفين، حيث صعد في الموسم الماضي رفقة باريس سان جيرمان.
وبالانتقال إلى المعسكر المدريدي، فإن البلجيكي تيبو كورتوا ظهر في محاولات أكثر خطورة.
وتصدى كورتوا لفرص محققة من كاي هافيرتز وميسون ماونت، وساعده لاعب الوسط فيدي فالفيردي في منع نجولو كانتي من هز الشباك.
تصديات كورتوا وتألقه أمام ناديه السابق، بخلاف العارضة التي أبعدت رأسية متقنة للألماني كاي هافيرتز، أوقفت تفوق الفريق اللندني عند هدفين فقط.
وحفظ حارس المرمى البلجيكي، كبرياء مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، وأنقذه من توديع دوري الأبطال بخسارة ثقيلة، ربما كانت ستؤثر نفسيًا على الملكي في باقي مشواره الموسم الجاري.
ويستعد ريال مدريد لمعركة شرسة على المستوى المحلي بمنافسة جاره أتلتيكو وغريمه الأزلي برشلونة على لقب الدوري الإسباني في آخر 4 جولات، ساعيًا للدفاع عن لقب الليجا والفوز به للموسم الثاني على التوالي.