
قاد رياض محرز، مانشستر سيتي، لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا، للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه 2-0، على ضيفه باريس سان جيرمان، على ملعب الاتحاد، في إياب نصف النهائي.
سجل هدفي المان سيتي، رياض محرز في الدقيقتين 11 و63، ليتأهل الفريق الإنكليزي إلى النهائي، بعد فوزه في مباراة الذهاب خارج أرضه (2-1).
بدأ باريس، المباراة بقوة وحصل على ركلة جزاء في الدقيقة السابعة بوجود لمسة يد على زينشينكو، إلا أن حكم المباراة عدل عن قراره بعد الرجوع إلى تقنية الفار، التي أظهرت عدم وجود لمسة يد.
وافتتح سيتي، التسجيل في الدقيقة 11، من هجمة سريعة بدأها زينشينكو من الجانب الأيسر، وأرسل عرضية أرضية لدي بروين، الذي سدد كرة اصطدمت بدفاع باريس، وتمهدت أمام محرز داخل المنطقة مسددًا بدوره كرة أرضية سكنت شباك نافاس.
وكاد باريس سان جيرمان، أن يعدل النتيجة سريعًا في الدقيقة 16، بعدما ارتقى ماركينيوس لكرة عرضية مسددًا رأسية اصطدمت بالعارضة.
وفي الدقيقة 19، حاول إديرسون بناء هجمة سريعة بتمرير الكرة إلى بيرناردو، لكن دي ماريا افتكها وسدد من خارج منطقة الجزاء، كرة مباشرة تجاه المرمى الخالي، إلا أن الكرة مرت بجوار القائم.
وظهر المان سيتي هجوميًا من جديد في الدقيقة 30، بتسديدة من على حدود منطقة الجزاء، عبر دي بروين، مرت بجوار القائم.
وواصل سان جيرمان، محاولاته لتعديل النتيجة، من خلال تسديدة لهيريرا من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 36، ذهبت أعلى العارضة بقليل.
وتوغل محرز في الجانب الأيمن لمنطقة الجزاء في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، وسدد كرة أرضية تصدى لها نافاس، لينتهي الشوط الأول بتقدم السيتي بهدف نظيف.
وحاول فودين، قتل المباراة في الدقيقة 55، بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، تألق نافاس في التصدي لها.
وأجرى بوكيتينو، تبديلين في الدقيقة 62، بنزول كين ودراكسلر على حساب إيكاردي وهيريرا.
وأضاف سيتي، الهدف الثاني في الدقيقة 63، من هجمة مرتدة سريعة وصلت إلى فودين في الجانب الأيسر، وأرسل عرضية لمحرز الخالي من الرقابة داخل منطقة الجزاء، ليسدد الجزائري بسهولة في الشباك.
ورد باريديس بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 66، ذهبت أعلى العارضة.
وتزايدت معاناة باريس بعدما أشهر حكم المباراة، البطاقة الحمراء في وجه دي ماريا في الدقيقة 69، وذلك بعد الاعتداء دون كرة على فيرناندينيو أثناء ذهاب اللاعب الأرجنتيني، لتنفيذ رمية جانبية.
وأجرى بوكيتينو، تبديلين في الدقيقة 75 بنزول دانيلو وداجبا على حساب باريديس وفلورينزي في الدقيقة 75.
وكاد سيتي أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 77، بعدما سدد فودين كرة أرضية قوية من داخل منطقة الجزاء اصطدمت بالقائم.
وتبعه دي بروين مباشرة بتسديدة أرضية من خارج منطقة الجزاء، مرت بقليل إلى جوار القائم.
وظهرت المساحات في دفاع باريس بعد طرد دي ماريا، وحاول فودين، استغلالها بتسديدة أرضية في الدقيقة 80، أمسك بها نافاس.
ودفع بيب غوارديولا بجيسوس وسترلينج على حساب دي بروين وبيرناردو في الدقيقة 82، بينما دفع بوكيتينو، بباكير على حساب ديالو.
وواصل غوارديولا، منح الفرصة للاعبيه مع الارتياح لنتيجة المباراة، بالدفع بأغويرو على حساب فودين في الدقيقة 85، لينتهي اللقاء بعدها بفوز صاحب الأرض 2-0.
وأجاد الفيلسوف الإسباني كثيرًا في عزل الفريق الباريسي، معتمدًا على خطة 4-4-2 دون اللجوء لرأس حربة تقليدي، مثلما فعل في مباراة الذهاب بحديقة الأمراء.
أما بوكيتينو فقد حافظ على نفس أسلوبه باللعب بطريقة 4-2-3-1.
الضغط العالي الذي نفذه غوارديولا عبر السداسي دي بروين وبيرناردو سيلفا ومحرز وفودين مع جوندوجان وفرناندينيو، جعل الفريق الباريسي عاجزًا عن بناء الهجمات من الخلف، ووجد صعوبة في الخروج بالكرة عبر محاور اللعب خاصة الثنائي فيراتي وباريديس.
وانعزل خط وسط باريس عن الأسلحة الهجومية، لذا غلب على نيمار ودي ماريا، الفردية الشديدة، بينما اختفى أندير هيريرا وسط الكثافة العددية للسيتي، وكان ماورو إيكاردي بمثابة الحاضر الغائب.
ومن شدة الضغط العالي لمانشستر سيتي، كانت المرات التي يفلت فيها لاعبو باريس، يفقدون تركيزهم أمام منطقة الجزاء، أو لم يتحلوا بالتركيز في استغلال بعض هفوات الحارس البرازيلي إيديرسون.كما كان الرباعي الدفاعي للسيتي في حالة يقظة تامة، بفضل التمركز الرائع لقلبي الدفاع ستونز ودياز، وصلابة الظهيرين والكر وزينشينكو. في المقابل، ارتبك الدفاع الباريسي أمام عدم تقيد الرباعي الهجومي للسيتي بمركز واحد، بل تحرك فودين ودي بروين ومحرز وبيرناردو يمينًا ويسارًا، مما حرم بوكيتينو من الاستفادة بخدمات ظهيريه فلورينزي وعبدو ديالو، اللذين التزما أكثر بالواجبات الدفاعية.
ولم يستفد ماوريسيو بوكيتينو أيضًا من البدلاء، ولم يقدم دراكسلر أو مويس كين، المطلوب منهما لتنشيط الهجوم الباريسي، ولم يكونا أفضل حالًا من هيريرا وإيكاردي. وتعقدت حسابات المدرب الأرجنتيني أيضًا بطرد دي ماريا، مما أجبر البي إس جي على اللعب منقوصًا لأكثر من 20 دقيقة، ولجوء مدربه لتبديل لاعب بلاعب في نفس المركز بدلًا من اللجوء لتبديلات تكتيكية، في ظل التراجع البدني لفلورينزي وباريديس، ليشارك مكانهما داجبا ودانيلو بيريرا.
وفضل غوارديولا الاحتفاظ بنفس التوليفة للدقائق الأخيرة، عندما فكر في استبدال دي بروين وبيرناردو وفودين، ليشارك مكانهم جيسوس وسترلينغ وأغويرو.
وأبدى بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، سعادته الغامرة بتأهل فريقه لنهائي دوري الأبطال، بعد الإطاحة بسان جيرمان بالفوز (4-1) في مباراتي نصف النهائي.
وقال المدرب الإسباني "هذه خطوة هائلة للأمام للنادي. أنا فخور للغاية. اللاعبون الذين لم يشاركوا اليوم، هم أول من أفكر بهم. الأمر صعب عليهم، لأنهم يستحقون المشاركة. الكل يجب أن يساهم في دوري الأبطال هذا الموسم. هذا وقت الاستمتاع". وأضاف: "أمامنا خطوة للبريميرليغ (التتويج باللقب)، ومن بعدها أسبوعين، أو 3 أسابيع للتحضير للمباراة النهائية. باريس سان جيرمان وضع العديد من اللاعبين في وسط الملعب، وعانينا لفرض الضغط العالي".
وتابع: "الشوط الثاني كان رائعًا. تحسَّن المستوى واستعدنا الكثير من الكرات والفوز بمجموع المباراتين (4-1) أمام فريق أقصى برشلونة وبايرن ميونخ، هذا يعني لنا الكثير، سان جيرمان منافس قوي، وقاتلوا حتى النهاية".
وواصل بيب: "هم فريق يتوج بالدوري كل عام، وتم بناء ذلك الفريق من أجل الفوز. عانينا معًا وحققنا الهدف، نحن في نهائي دوري الأبطال أوروبا".
واستكمل: "هذه كلمات لطيفة، يظن البعض أنه من السهل الوصول إلى نهائي دوري الأبطال، ولكن الوصول إلى النهائي الآن يعكس العمل الذي قمنا به في آخر 4 و5 أعوام".
وأتم: "اليونايتد توج باللقب بسبب انزلاق جون تيري (نهائي 2008 أمام تشيلسي) وبلقب في آخر دقيقة أمام بايرن ميونخ، وتوج ريال مدريد باللقب في الدقيقة 93 أمام أتلتيكو مدريد، هذه بطولة صعبة للغاية".
من جانبه كشف ماركينيوس، مدافع باريس سان جيرمان، السبب وراء خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي.
وقال ماركينيوس "لقد فعلنا كل شيء في المباراة، بدأنا اللقاء بشكل جيد بضغط عال، لكن تفاصيل بسيطة حسمت الأمور، لقد تماسكوا ودافعوا جيدا وسجلوا هدف التقدم، مما صعب المسؤولية".
وأضاف: "في الشوط الثاني، حاولنا أيضا الاندفاع بقوة إلا أن الهدف الثاني للسيتي قتل المباراة، علينا أن نفكر فيما ينقصنا ليتطور مستوى الفريق بعدما توقفت مسيرتنا هذا الموسم في الدور قبل النهائي".
وأوضح ما يميز الفريق الإنكليزي، قائلا: "الفريقان يلعبان باستراتيجية مختلفة، مانشستر سيتي يجيد كثيرا الاستحواذ، حاولنا أن نؤدي بشراسة لمنعهم من تدوير الكرة، وإجمالا فإن المواجهات الكبيرة تحسمها تفاصيل صغيرة".