
تستأنف بطولة دوري أبطال أوروبا فعالياتها اليوم، من خلال مباريات جولة الذهاب بدور الـ16، وسط استمرار أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد.
وتشهد مباراتا الغد تواجد 3 من أبرز فرق البطولة، وهي برشلونة وباريس سان جيرمان، اللذان يلتقيان على ستاد «كامب نو» ببرشلونة، وليفربول الذي يحل ضيفا على لايبزيج في العاصمة المجرية بودابست.
ونقلت مباراة اليوم بين لايبزيغ وليفربول الفائز بلقب البطولة في 2019، إلى بودابست، بسبب عدم سماح السلطات الألمانية لفريق ليفربول بالدخول إلى ألمانيا في ظل القيود المفروضة بسبب الجائحة.
بعد نحو 4 سنوات على الملحمة التي قدمها برشلونة الإسباني في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي، بدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في موسم 2016/ 2017، يعود سان جيرمان إلى ستاد «كامب نو» بطموحات كبيرة في الثأر من النادي الكتالوني.
ويحل سان جيرمان ضيفا على برشلونة، اليوم في ذهاب دور الـ16 لدوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم.
غياب نيمار
وكان من المفترض أن يعود البرازيلي نيمار إلى ستاد «كامب نو» بعد 4 سنوات العرض الرائع الذي قدمه في صفوف برشلونة ليقود الفريق إلى الفوز الكاسح (6-1) إيابا وقلب نتيجة المواجهة لصالح الفريق الكتالوني رغم فوز سان جيرمان (4-0) على ملعبه ذهابا.
والآن، ينشط نيمار في صفوف سان جيرمان وكان من المفترض أن يمثل خطرا كبيرا يزعج برشلونة وجماهيره خصوصا أن الفريق الكتالوني كان مهددا بافتقاد جهود مدافعه الكبير جيرارد بيكيه، بسبب الإصابة، قبل أن يصبح اللاعب مرشحا للعودة إلى صفوف الفريق.
لكن الإصابة ستحرم سان جيرمان أيضا من جهود نيمار في هذه المباراة التي كان من المفترض أن تصبح الأولى لنيمار في «كامب نو» منذ رحيله عن صفوف برشلونة في نهاية موسم 2016-2017، كما ستعيد المباراة إلى الفريقين ذكريات المواجهة المثيرة بينهما في نفس الدور بدوري الأبطال في 2017.
وفاز سان جيرمان وقتها على ملعبه (4-0) ذهابا ولكن نيمار ورفاقه في برشلونة قدموا عرضا ملحميا وريمونتادا رائعة قلبت النتيجة النهائية لصالح الفريق من خلال الفوز (6-1) في مباراة الإياب ببرشلونة ليفوز برشلونة (6-5) في مجموع المباراتين ويتأهل لدور الثمانية.
وكان نيمار هو أفضل لاعب في المباراة التي فاز فيها برشلونة (6-1) ولكن صورته لم تتصدر الصفحات الأولى للصحف الإسبانية في اليوم التالي، حيث كانت الصدارة لصورة زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي وهو يحتفل مع الجماهير بالفوز الثمين.
وربما ساهم هذا في تحفيز نيمار على طلب الرحيل عن برشلونة إلى الدوري الفرنسي بعيدا عن البقاء في ظلال ميسي.
انتفاضة ميسي
وفيما يعاني نيمار من الإصابة حاليا وتأكد غيابه عن مباراة الغد، يخوض ميسي اللقاء وهو في أفضل حالاته هذا الموسم حيث سجل 8 أهداف في آخر 5 مباريات خاضها مع برشلونة بالدوري الإسباني.
وكان من الممكن أن يزيد هذا الرصيد من الأهداف، لكن قرارا مثيرا للجدل من قبل حكم الفيديو المساعد (فار) حرم ميسي من تسجيل هدفه الثالث (هاتريك) في مباراة الفريق أمام ديبورتيفو ألافيس، أمس الأول السبت، وهي المباراة التي انتهت بفوز برشلونة (5-1).
ويتفوق برشلونة على جميع منافسيه بالدوري الإسباني من حيث الحصيلة التهديفية، بعدما سجل لاعبوه 49 هدفا في المسابقة حتى الآن.
أزمة دفاعية
ولكن الفريق يواجه مشاكل كبيرة على مستوى الدفاع، حيث استقبلت شباكه 21 هدفا في المسابقة حتى الآن وهو ما يفوق ما استقبلته شباك أي فريق من أصحاب المراكز الخمسة الأولى في المسابقة، كما يعاني الفريق بالفعل من الأخطاء الدفاعية العديدة للاعبيه.
ولم يختلف الأمر كثيرا في مباراة ألافيس رغم الفوز الكبير حيث أهدر إيلكس موريبا الذي خاض مباراته الأولى مع برشلونة لاعبي ألافيس الكرة ليسجل لويس ريوخا الهدف الوحيد للضيوف.
وما زال موريبا في الـ18 من عمره، وليس مرجحا أن يشارك في مباراة الغد أمام سان جيرمان.
ولكن العديد من الأخطاء هذا الموسم كانت من لاعبين أكثر خبرة في دفاع برشلونة، وأكد هذا حاجة الفريق لجهود بيكيه الذي غاب عن صفوف الفريق منذ إصابته في الركبة اليمنى خلال مباراة أتلتيكو مدريد في 21 نوفمبر الماضي.
وفضل بيكيه ألا يجري جراحة، وربما كان قرار اللاعب صائبا حيث استأنف تدريباته مع الفريق أمس الأحد وأصبح مرشحا لتدعيم دفاع الفريق الذي عانى كثيرا في الدوري الإسباني هذا الموسم.
وسيكون الثنائي بيكيه والأوروغوياني رونالد أراوخو أفضل ثنائي يمكن الدفع به غدا في دفاع برشلونة، علما بأن أراوخو يأمل في أن يكون ضمن حسابات المدرب الهولندي رونالد كومان لهذه المباراة بعد الاختبار الطبي المقرر على ركبته اليوم الاثنين.
توليفة هجومية
وبعيدا عن الدفاع ، ستكون آمال برشلونة معلقة بشدة على خط الهجوم بقيادة ميسي وأيضا عثمان ديمبلي الذي يقدم حاليا أفضل مستوياته منذ انتقاله لبرشلونة علما بأن اللاعب كان مرشحا للانضمام لباريس سان جيرمان في الفترة الماضية.
وبدت المواجهة مع سان جيرمان من العقبات الصعبة التي تعترض طريق برشلونة نحو تحقيق هدف الفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم.
لكن هذا كان في ديسمبر الماضي، عندما أجريت قرعة دور الـ16 للبطولة، حيث كان نيمار سليما في ذلك الوقت وكان بيكيه مصابا ولم يكن مرشحا للعودة إلى صفوف برشلونة قبل هذه المباراة، كما كان ميسي في أدنى مستوياته في ذلك الوقت.
اختبار قوي
وتمثل المباراة الأخرى اليوم اختبارا قويا للمدرب الألماني جوليان ناجلسمان، المدير الفني للايبزيغ، في مواجهة مواطنه يورجن كلوب المدير الفني لليفربول.
ويأمل ناجلسمان في تكرار إنجاز الموسم الماضي على الأقل بمواصلة مسيرة فريقه في البطولة إلى المربع الذهبي.
وقال ناجلسمان: «نعلم أننا بحاجة لتقديم أداء مميز أمام ليفربول... نرغب في تقديم كل ما بوسعنا خلال مباراة الغد في بودابست لنكون بوضع جيد قبل مباراة الإياب».
وفي المقابل، يحتاج ليفربول للاطمئنان على لاعبه فابينيو قبل إعلان تشكيلة المباراة، بعدما غاب اللاعب البرازيلي عن مباراة الفريق التي خسرها أمام ليستر سيتي ؛ وهي الهزيمة التي بددت آمال ليفربول بشكل هائل في الدفاع عن لقبه بالدوري الإنكليزي.
كما تحوم الشكوك حول قدرة جيمس ميلنر على المشاركة مع ليفربول في مباراة اليوم، بعدما تعرض اللاعب للإصابة في نفس المباراة.
من جانبه أعرب ديتمار هامان، اللاعب السابق لفريق ليفربول، عن شعوره بالقلق قبل مباراة الريدز المرتقبة أمام لايبزيغ، في دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا.
وأوضح النجم السابق في تصريحات لصحيفة «لايبتسيجر فولكستسايتونج»، أن ليفربول «يفتقد حاليا الانتعاش في الملعب والقدرة على السيطرة وفرض أسلوبه على مجريات اللعب».
وأشار: «خلال فترة تألق ليفربول، خطف الفريق الأنظار من الجميع وأصاب منافسيه بالصدمات. وفي الوقت الحالي، يحتاج ليفربول لبذل جهد كبير للغاية إذا أراد تحقيق الفوز».
وأشار هامان إلى أن الإصابات العديدة في صفوف الفريق، لعبت دورا في تراجع مستوى الفريق هذا الموسم، كما أن اللاعب تياغو الذي عاد لصفوف الفريق قبل أيام وذلك بعد تعافيه من الإصابة، لم يندمح مع الفريق حتى الآن.
وقال هامان: «لايبزيغ يمتلك فرصة هائلة لاجتياز عقبة ليفربول وبلوغ دور الثمانية للبطولة».
وأشاد هامان بتطور مستوى لايبزيغ، وقال: «إنه فريق مستقر بشكل مدهش ويفوق توقعاتي. كل لاعبي الفريق يكملون بعضهم البعض، وكل منهم يساهم في أن يكون الآخر أفضل».