
بلغ منتخب اليابان، نهائي كأس آسيا المقامة بالإمارات، بعدما تغلب على نظيره الإيراني (3-0)، على إستاد هزاع بن زايد، في نصف نهائي البطولة.
سجل أهداف اليابان، يويا أوساكو، في الدقيقتين (56، 67)، وجينكي هاراجوتشي في الدقيقة (90+2).
محاولات بائسة
دخل المنتخبان أجواء اللقاء سريعا، وظهرت جديتهما في البحث عن اقتناص هدف سريع، يعزز من فرصة التأهل للمباراة النهائية.
وبدأ منتخب اليابان، يبحث عن ثغرات في الخط الخلفي لمنافسه، من خلال تناقل الكرات وتبادل المراكز بين لاعبيه وبرز منه جينكي وتسوكاسا شيوتاني ومينامينو فيما لعب بالمقدمة ريتسو دوان ومن أمامه يويا أوساكو.
الخطورة كانت أكثر لمنتخب اليابان، حيث استهلها برأسية يوشيدا، فيما سدد ريتسو دوان من داخل منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيسر لعلي بيرانفاند حارس إيران.
وجاء الرد الإيراني على تلك الفرص سريعا، حيث تسلم سردار كرة داخل منطقة الجزاء ليتلاعب بالمدافعين ويسدد بدقة، لكن جوندا كان له رأي آخر عندما حول مسار الكرة باللحظات الأخيرة لتخرج ركنية.
وسيطر بعد ذلك الحذر على تعامل المنتخبين مع معطيات المباراة، لتتراجع وتيرة الهجمات، وتنحصر الألعاب في منتصف الملعب.
هدفان سريعان
وفي الشوط الثاني، نشطت التحركات الهجومية لمنتخب إيران، بعدما فرض الكثافة العددية اللازمة في الأمام، لكنه افتقد التركيز في إنهاء الهجمات.
ومن هجمة مرتدة سريعة، أحرز منتخب اليابان هدف السبق، بعدما توغل مينامينو وسقط داخل منطقة الجزاء ونهض وسط شرود ذهني لمدافعي إيران، ليرسل الكرة بالعرض وجدت أوساكو يسكنها برأسه داخل الشباك بالدقيقة 56.
واستفز الهدف لاعبي إيران، وبحثوا عن الرد، فسدد علي رضا كرة قوية وضع فيها جوندا عصارة خبرته ليحولها إلى ركنية.
ولم يستيقظ لاعبو إيران من صدمة الهدف الأول، حتى شهدت الدقيقة 67 احتساب ضربة جزاء لليابان، حيث ضربت كرة مينامينو بيد مرتضى بورعلي، وبعد التأكد من صحتها عبر تقنية الفيديو، نفذها أوساكو بنجاح.
ولم يكن أمام مدرب إيران سوى الدفع بورقتي ترابي وسامان، أملاً في تعزيز القدرات الهجومية لتعديل النتيجة.
وعرف منتخب اليابان كيف يتعامل مع ردة فعل نظيره الإيراني، حيث عمد إلى قتل اللعب واستهلاك الوقت للمحافظة على التقدم.
وأحرزت اليابان الهدف الثالث في الدقيقة 90+2، بعد هجمة منسقة انفرد على إثرها جينكي هاراجوتشي ليسددها بثقة داخل الشباك ليخرج منتخبه فائزاً في النهاية (3-0).
وقال هاجيمي مورياسو، مدرب منتخب اليابان، أن الروح القتالية هي التي دفعت الفريق لتجاوز إيران، نحو نهائي كأس آسيا.
وحطم هدف من ضربة رأس وآخر من ركلة جزاء بواسطة المهاجم يويا أوساكا في الشوط الثاني، معنويات إيران صاحبة الأداء البدني القوي، قبل أن يسجل جينكي هاراجوتشي الهدف الثالث، ليجعل النتيجة 3-صفر في الوقت بدل الضائع، دافعا بمنتخب اليابان نحو خامس نهائي لها بالبطولة القارية.
وقال مورياسو للصحفيين «حققت إيران نتائج عظيمة في الماضي ونعرف أننا كنا سنواجه منافسا صعبا للغاية، لكن اللاعبين استعدوا بشكل جيد واظهروا روحا قتالية عالية».
وتابع «لم ينسوا التحلي بعقلية التحدي وهذا ما منحهم الفوز، الأجواء كانت أشبه بخوض مباراة خارج الملعب بالنسبة لنا، لكن كان هناك الكثير من المشجعين اليابانيين والكثير من الاشخاص القادمين من البلاد والذين حضروا لمساندتنا».
وأكمل «سعيد لقدرة اللاعبين على إظهار الروح القتالية وتحقيق نتيجة جيدة».
وأضاف «لا أعتقد أن مستوانا اختلف مقارنة بالمباريات السابقة، لكن ما قام به لاعبونا، كان محاولة تقديم أفضل أداء فردي وجماعي واللعب من أجل تحقيق نتيجة».
وأنهى «في ظل علمنا أن إيران تملك هجوما قويا وتتميز بالقوة على الصعيد البدني، أظهر اللاعبون روحا قتالية عالية وشكل هذا الفارق....اتسموا بالمثابرة».
من جانبه عجز أشكان ديجاكاه قائد منتخب إيران، عن وصف شعوره بعد توديع كأس آسيا، موجهًا الشكر لجميع زملائه على ما قدموه خلال البطولة.
وقال أشكان في تصريحات من داخل المنطقة الإعلامية المختلطة «نسعى للتحسن دائمًا، ومساعدة اللاعبين الصغار. أعتقد أنها بطولة جيدة بالنسبة لنا».
وأضاف: «من الصعب علينا الخسارة بثلاثية. لقد عملنا بجد كبير في الأسابيع الماضية، لا أجد كلمات تعبر عما بداخلي، لكن هذه هي كرة القدم، ولابد من شكر الجميع على ما قدموه».
وتابع: «واجهنا فريقًا كبيرًا، يملك العديد من المحترفين في أوروبا، لكننا قدمنا أداء جيدًا حتى بعد التأخر بهدف، وكانت الأمور متساوية بين المنتخبين».
وواصل: «منحنا اليابان فرصة تسجيل هدفين بسهولة، لا يمكن أن نقع في مثل هذه الأخطاء، نحن فريق كبير، وليس من العدل أن نخسر بهذه النتيجة».
وأكمل قائد منتخب إيران: «علينا أن ننهض سريعًا لأننا لعبنا بشكل جيد، وخسرنا من فريق كبير مثل اليابان، وأمام منتخب مثل هذا، ليس مسموحًا أن تفقد تركيزك لثانية واحدة».
واختتم تصريحاته: «للأسف أخطأنا أمام اليابان، لكننا نبقى فريقًا واحدًا نفوز معًا ونخسر معًا».
وبمقطع من أغنية للمغني العالمي فرانك سيناترا، كشف البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني ضمنيا عن نهاية مسيرته مع الفريق، ليبدأ تحديا جديدا مع فريق آخر بعد 8 سنوات من التحديات مع الكرة الإيرانية.
وخلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة فريقه التي خسرها بنتيجة 0-3 أمام نظيره الياباني في المربع الذهبي لبطولة كأس آسيا 2019، قال كيروش: أعتقد أن أبسط شيء الآن هو أن أقول والآن اقتربت النهاية (نقلا من الأغنية الشهيرة لسيناترا)».
وخسر المنتخب الإيراني أمام نظيره الياباني على استاد «هزاع بن زايد» في العين، ليودع الفريق البطولة ويتأجل حلم استعادة اللقب الغائب عنه منذ فوزه بلقبه الثالث في البطولة عام 1976.
وأوضح كيروش: «أشعر بالسعادة والفخر الشديدين لأنني أديت مهمتي بطريقتي».
ولم يؤكد كيروش بصراحة رحيله عن تدريب المنتخب الإيراني الذي يتولى مسؤوليته منذ 2011 ولكن مستقبل كيروش سيكون بالتأكيد مع فريق آخر.
وتهرب كيروش من الرد على سؤال بشأن وجهته المقبلة، ولكن المتوقع بشدة أن يتولى المدرب البرتغالي مسؤولية المنتخب الكولومبي في الفترة المقبلة.
وودع كيروش والمنتخب الإيراني، المصنف الأول على القارة الآسيوية، البطولة الحالية مرفوع الرأس بعد عروض قوية على مدار البطولة كانت امتدادا رائعا لما قدمه الفريق في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
ورغم تصريحات كيروش التي سبقت البطولة بأن الفريق يسعى لبلوغ المربع الذهبي، وهو ما تحقق بالفعل، يشعر الإيرانيون بألم شديد لعدم استعادة اللقب القاري الغائب عن الفريق منذ أكثر من 4 عقود. وما يضاعف من آلام الجانب الإيراني أن الفريق قدم عروضا قوية على مدار البطولة أثبت بها صحة وجهة نظر منتقدي كيروش الذين هاجموه بشدة قبل بداية البطولة، بسبب تصريحاته التي لم يشر خلالها إلى أن الهدف هو الفوز باللقب.
وقال كيروش: «كانت المباراة في غاية التكافؤ والتوازن بين الفريقين حتى تسبب خطأ بسيط وساذج من فريقي في تدمير لاعبي الفريق نفسيا».
وأبدى كيروش حزنه على انشغال فريقه بالاحتجاج على قرار الحكم فيما استأنف المنتخب الياباني اللعب وسجل هدف التقدم بعدها بثوان.
واعترف كيروش بأن هذه اللحظة كانت نقطة تحول في المباراة، وقال: «بعدها، كان هناك فريق واحد على أرض الملعب وهو المنتخب الياباني».
ورغم هذا الهدف، لم يستسلم كيروش حيث أجرى تغييره الأول ولكن ضربة جزاء احتسبت للمنتخب الياباني بسبب لمسة يد وجاء منها الهدف الثاني أنهت المباراة تماما لصالح الساموراي الياباني. وأضاف كيروش: «فاز الفريق الأفضل واستحق الفريق الأفضل أن يتواجد في النهائي... ولكنني أوجه تهنئة خاصة وشكرا هائلا للاعبي فريقي على كل ما قدموه في السنوات الماضية... مع الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات والشدائد والظروف التي مر بها الفريق، ستظل هذه المجموعة من اللاعبين في قلبي بقية حياتي». ولكن الفترة المقبلة ستظهر ما إذا كان كيروش سيظل هو أيضا في قلوب الإيرانيين.
وبذل اللاعبون كل ما بوسعهم تحت قيادة كيروش ولكن المدرب البرتغالي كانت له صدامات متكررة مع الاتحاد الإيراني للعبة والإعلام الإيراني. وعلى مدار السنوات الماضية، كانت هناك لحظات بدا فيها أن مسيرة كيروش مع الفريق انتهت، ولكن الوضع هذه المرة يبدو محسوما بشكل شبه نهائي. وعما يجب أن تفعله إيران في المستقبل، قال كيروش: «الحقيقة أنني عبرت عن آرائي على مدار 8 سنوات بشأن ما يجب أن يحدث... لا أرى أن كثيرين يرغبون في الاستماع لآرائي. بعد هذه المباراة، لن يستمعوا لي».