
تأمل الكرة العربية، في تواجد اثنين من ممثليها، في نهائي دوري أبطال أفريقيا، للنسخة الثانية على التوالي، وذلك عندما يلتقي وفاق سطيف الجزائري مع ضيفه الأهلي المصري، والترجي التونسي مع ضيفه أول أغسطس الأنغولي، في إياب الدور قبل النهائي للمسابقة القارية.
ويستضيف وفاق سطيف، اليوم الثلاثاء، نظيره الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 8 ألقاب.
ويكفي الفريق المصري، الخسارة بفارق هدف، من أجل حجز بطاقة التأهل لنهائي البطولة، للمرة الثانية تواليًا، وذلك عقب فوزه 2-0، في مباراة الذهاب التي جرت بين الفريقين، مطلع أكتوبر الجاري.
في المقابل، أصبح يتعين على وفاق سطيف، الفوز بفارق 3 أهداف على الأقل، إذا أراد استمرار مغامرته في البطولة، والصعود للنهائي.
ويخشى الفرنسي باتريس كارتيرون، مدرب الأهلي، من استمرار اهتزاز مستوى الفريق في الفترة الأخيرة، وخاصة خط دفاعه الذي تلقى 6 أهداف في آخر مباراتين.
وتكبد الأهلي، هزيمته الأولى بالدوري المصري، عقب خسارته 3-4 أمام ضيفه الاتحاد السكندري، قبل أن يتغلب بشق الأنفس 3-2 على ضيفه الترسانة، في دور الـ 32 لبطولة كأس مصر، مما أثار قلق جماهيره.
وربما يشهد أداء الأهلي، بعض التحسن خلال المواجهة المرتقبة، بعدما تعززت صفوفه بعودة عدد من نجومه بعد تعافيهم من الإصابة مؤخرًا، مثل حسام عاشور وعمرو السولية وصلاح محسن وسعد سمير وميدو جابر، فيما يفتقد خدمات ظهيره الأيسر علي معلول.
ويرغب الأهلي، الذي خسر نهائي النسخة الماضية أمام الوداد البيضاوي، في مواصلة نتائجه الإيجابية بالبطولة، خاصة في اللقاءات التي تقام خارج ملعبه، بعدما حافظ على سجله خاليًا من الهزائم، في مبارياته السبع الأخيرة.
من جانبه، يتسلح وفاق سطيف، بعاملي الأرض والجمهور، حيث سيدور اللقاء في الملعب الذي يطلق عليه "ملعب النار والانتصار"، والذي كان دائمًا يلعب دورًا مهمًا في انتصارات الفريق الجزائري.
ويطمع الوفاق، في مواصلة تفوقه على الأهلي، الذي أطاح به من الدور ذاته بنسخة البطولة عام 1988 بركلات الترجيح، كما سبق له التتويج بلقب السوبر الأفريقي عام 2015 على حساب نظيره المصري، بعدما تغلب عليه بركلات الترجيح أيضًا.
وشهدت نتائج الوفاق، بعض التحسن في مبارياته المحلية مؤخرا، عقب تحقيقه انتصارين وتعادل وحيد في لقاءاته الثلاثة الأخيرة، وهو ما ساهم في ارتقائه بجدول الترتيب إلى المركز الثالث.
ويرى عبد المؤمن جابو، نجم الوفاق، أن بإمكان فريقه تعويض الكبوة التي تعرض لها في لقاء الذهاب أمام الأهلي، واقتناص ورقة العبور للنهائي.
وقال جابو "فرص الفريقين متكافئة، عامل الأرض والجمهور في صالحنا هذه المرة، عكس مباراة الذهاب، والآن يتعين علينا تسجيل الأهداف".
ساعات قليلة تفصل عن موقعة الحسم بين وفاق سطيف الجزائري والأهلي المصري، لتحديد المتأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، وذلك في لقاء العودة.
ورغم تفوق الأهلي في لقاء الذهاب بنتيجة 2-0، إلا أن التنبؤ بالنتيجة يعد أمرا صعبا للغاية، بالنظر للمعطيات التي تميز المواجهة، ومع ذلك فإن أشبال المغربي رشيد الطاوسي، يملكون بعض الأوراق لبلوغ الهدف وإسعاد الآلاف من عشاق النسر الأسود.
وعلى وفاق سطيف أن يستغل بعض العوامل إذا أراد تكرار سيناريو 2014.
الثقة في النفس
رغم أن وفاق سطيف خسر 0-2 في لقاء الذهاب، إلا أنه يتحتم على اللاعبين أن يضعوا ثقة كبيرة في أنفسهم، ويؤمنوا بقدراتهم على قلب الطاولة، بملعب الثامن من مايو وبلوغ المحطة النهائية، مادام أن كل شيء وارد خلال التسعين دقيقة.
تفاؤل حمّار
أبدى رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، تفاؤلا كبيرا، بقدرة فريقه على الفوز والتأهل إلى النهائي، إذ أكد في العديد من التصريحات، بأن ناديه سيحسم الأمور لصالحه أمام الأهلي، خاصة أن النسر الأسود كان في عداد المقصيين من المنافسة، خلال بداية دور المجموعات.
انتصارات الدوري
حقق أصحاب اللونين الأسود والأبيض، انتصارات مهمة في دوري المحترفين، وهي النتائج التي وضعت النادي ضمن الرواد، ورفعت معنويات القائد عبدالمؤمن جابو ورفاقه، قبل موعد لقاء الأهلي المصري.
دفاع الأهلي
يمكن لوفاق سطيف، أن يستغل أحد نقاط ضعف الأهلي، والذي يتمثل في ثقل محور الدفاع، بقيادة ساليف كوليبالي، وهو الأمر الذي يكون قد درسه جيدا المدرب رشيد الطاوسي.
دعم الجماهير
من المنتظر أن تحضر جماهير غفيرة إلى ملعب "النار والانتصار"، لتقديم الدعم لرفاق الحارس مصطفى زغبة، بما أن الأمر يتعلق بنهائي دوري أبطال أفريقيا، حيث سيكون الموج الأسود إحدى أسلحة وفاق سطيف أمام الأهلي.
عدم التسرع
سيكون الوفاق أمام تحد كبير لوضع النجمة الأفريقية على القميص، لكن ظروف المواجهة ستختلف عن تلك التي كانت في القاهرة، خاصة أن الأهلي سيدخل متفوقا بهدفين نظيفين، وعلى اللاعبين الصبر وعدم التسرع لتسجيل الأهداف، حتى لا يفقدوا تركيزهم ويسقطوا في فخ التوتر والارتباك.
ويواجه الترجي، مهمة صعبة، عندما يستضيف أول أغسطس، على الملعب الأولمبي في ضاحية رادس بنفس اليوم.
وخسر الفريق التونسي 0-1 في لقاء الذهاب، الذي جرى في لواندا، ليصبح مطالبا بالفوز بفارق هدفين على الأقل في مباراة الإياب، للصعود للنهائي.
وتسببت النتائج المهتزة للترجي خلال الفترة الأخيرة، في إقالة المدرب خالد بن يحيى منذ أسبوعين تقريبا، ليتولى مساعده معين الشعباني، قيادة الفريق خلفا له.
ويطمح الترجي للمشاركة مجددا في نهائي دوري الأبطال، لكن الطريق لن يكون مفروشا بالورود أمامه لتحقيق هدفه، في ظل النتائج المميزة التي حققها منافسه الأنغولي، خلال مسيرته الاستثنائية في المسابقة.
واهتزت شباك الترجي في مبارياته الأربع الأخيرة التي خاضها على ملعبه بالبطولة، وهو الأمر الذي يثير قلق جماهيره، خاصة وأنه بات مطالبا بالحفاظ على نظافة مرماه، حتى لا تتعقد مهمته في لقاء اليوم.