عندما يلتقي المنتخب الألماني لكرة القدم نظيره السلوفاكي اليوم في الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا، ستكون الفرصة سانحة أمام اللاعب الألماني الموهوب مسعود أوزيل للتأكيد على مدى أهميته للفريق في الأدوار الفاصلة بالبطولة الحالية.
وعاد أوزيل أخيرا لمستواه المعهود وفرض نفسه لاعبا مؤثرا وصانعا للعب لا يمكن الاستغناء عنه في صفوف المانشافت بفضل تمريراته المتقنة وتحركاته الخطيرة ورؤيته الرائعة للملعب والتي تساعد زملاءه خاصة في خط الهجوم.
وينتظر أن يعتمد مهاجمو المانشافت على تمريرات أوزيل 27/ عاما/ صانع ألعاب آرسنال الإنكليزي من أجل التغلب على الدفاع السلوفاكي الذي ينتظر أن يكون في غاية القوة والصلابة في مواجهة الماكينات الألمانية.
ويتعين على المانشافت أن يتسم بالفعالية الفائقة في مباراة اليوم بعدما افتقد الفريق كثيرا لهذه الفعالية في مباراته الماضية أمام منتخب أيرلندا الشمالية بآخر مباريات الفريق في دور المجموعات حيث أهدر العديد من الفرص واكتفى بالفوز 1 / صفر.
وكان أوزيل نفسه من بين اللاعبين الذين فشلوا في هز الشباك خلال تلك المباراة.
وكان الانطباع العام عن أوزيل رائعا في مباراة أيرلندا الشمالية بعدما كشفت مباراة الفريق أمام بولندا افتقاد المانشافت للقدرة على الابتكار في الناحية الهجومية حيث ظهر أوزيل بمستو أقل من المعهود وهو ما كان عليه أيضا في المباراة الأولى بالبطولة والتي فاز فيها الفريق على نظيره الأوكراني 2 / صفر قبل التعادل السلبي مع بولندا.
وأجرى يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني تغييرات مؤثرة في تشكيلة الفريق حيث دفع بلاعبه ماريو جوميز كمهاجم صريح وباللاعب جوشوا كيميتش كساعد هجومي في الناحية اليمنى وهو ما منح توماس مولر المساحات التي يريدها في خط الهجوم وكذلك منح أوزيل الحرية في التمرير القاتل.
وقال لوف: «أوزيل لديه اللاعبون الذين يمكنه تمويلهم بالكرات. اللاعبون تحركوا بشكل أكبر وصنعوا الفرص والمساحات لزملائهم».
وقال أوزيل الذي خاض حتى الآن 76 مباراة دولية مع المانشافت: «أشعر بالسعادة لأدائي ولأنني صنعت بعض الفرص لزملائي. أعلم أنني أستطيع تطوير مستواي وإمكانياتي. يجب أن أظهر هذا في المباريات المقبلة».
وينتظر أن يلجأ المنتخب السلوفاكي للدفاع بحماس شديد مثلما فعل منتخب أيرلندا الشمالية في مواجهة أبطال العالم ولكن المنتخب السلوفاكي يتسم بخطورة أكبر في هجماته المرتدة وهو ما ظهر في المباراة الودية التي تغلب فيها على المانشافت 3 / 1 الشهر الماضي.
وينتظر أن يدرس لوف البدائل المتاحة أمامه مثل الدفع بغوميز في الهجوم والدفع بكيميتش في الناحية اليمنى أو الاعتماد على بينديكت هوفيديس في هذه الناحية حيث يميل أداء هوفيديس للنزعة الدفاعية.
وقد تشهد المباراة اليوم مشاركة باستيان شفاينشتيغر قائد الفريق ضمن التشكيلة الأساسية للمرة الأولى في البطولة الحالية وذلك في مركز لاعب الوسط المدافع على حساب سامي خضيرة الذي بدا منهكا في مباراة أيرلندا الشمالية وافتقد للدقة في تمريراته.
ويأمل لوف أيضا في أن يكون قلب الدفاع جيروزم بواتينغ لائقا بدنيا للمشاركة في هذه المباراة بعدما عانى مؤخرا من الإصابة في ربلة الساق (عضلة السمانة) .
ولم يعرب هوفيديس عن شكواه من الجلوس على مقاعد البدلاء وأكد أن كل لاعب عليه أن يبتلع كبرياءه في هذا الموقف.
وفي المقابل، سيطر أوزيل بشكل هائل على سعادته بإحراز جائزة رجل المباراة في لقاء أيرلندا الشمالية يوم الاثنين الماضي، وقال: «نعمل جيدا كوحدة واحدة».
وكان أوزيل ضمن عدة لاعبين أساسيين منحهم لوف الراحة في مباراة الفريق الودية أمام سلوفاكيا في 29 مايو الماضي والتي لم تكن اختبارا حقيقيا لهذا السبب وكذلك لأن الشوط الثاني من المباراة أقيم على ملعب غارق بالمياه بسبب العاصفة الرعدية والأمطار التي ألقت بظلالها على هذه المباراة.
وقال توماس شنايدر المدرب المساعد للوف: «كانت مباراة ودية. والآن، نحن في الأدوار الفاصلة للبطولة الأوروبية. مباراة سلوفاكيا مهمة صعبة ولكننا يمكننا اجتيازها وسنعبرها».
وأعرب أوزيل عن سعادته لتصدر المانشافت لمجموعته في الدور الأول والحفاظ على نظافة شباكه حتى الآن.
كما أكد أوزيل أنه لا يخشى المهام الصعبة والثقيلة التي تنتظر فريقه في النصف الثاني من البطولة حيث يلتقي الفريق أكثر من فريق كبير إذا أراد بلوغ المباراة النهائية.
وإذا تغلب المانشافت على سلوفاكيا اليوم فإنه سيصطدم في دور الثمانية بالفائز من مباراة أسبانيا وإيطاليا، وإذا عبر المانشافت للمربع الذهبي ، يرجح أن يلتقي بأي من المنتخبين الفرنسي والإنكليزي.
وقال أوزيل: «نحن أبطال العالم. في البطولات الأوروبية، لا يهم من ستلتقي. يتعين عليك التغلب على أي منافس للفوز باللقب».