
سيطرت الاحتفالات على أنحاء متفرقة من اليابان فور إعلان فوز العاصمة اليابانية طوكيو بحق استضافة أولمبياد 2020 بعد التصويت الذي جرى بين أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماعاتهم الحالية بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وظل عدد كبير من المواطنين في طوكيو مستيقظا لمعرفة نتيجة الاقتراع الذي جرى لحسم الصراع بين طوكيو والعاصمة الأسبانية مدريد ومدينة اسطنبول التركية على حق استضافة الدورة الأولمبية المقررة عام 2020.
وفشلت طوكيو في طلبها استضافة أولمبياد 2016 الذي ذهب لمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
ولكن الترشيحات هذه المرة كانت أقوى حيث تقدمت طوكيو بملف أقوى من حيث الدعم الجماهيري والحكومي ودعم المجموعات الاقتصادية مما ساهم في التغلب على مشكلة التسربات النووية من مفاعل فوكوشيما المنكوب والذي يبعد 230 كيلومترا عن طوكيو.
وأصبحت طوكيو أول مدينة أسيوية تنظم الأولمبياد مرتين حيث سبق لها استضافة أولمبياد 1964.
ولم تكن اللجنة الاولمبية الدولية ترغب في خوض مغامرة جديدة بعدما اختارت طوكيو لاستضافة اولمبياد 2020 من أجل تعزيز مواردها المالية.
وتفوقت طوكيو على اسطنبول في التصويت النهائي بعدما خرجت مدريد من الجولة الأولى لتعود الدورة الاولمبية الصيفية لاسيا بعد استضافة بكين لنسخة 2008.
وبينما خسرت اسطنبول للمرة الخامسة في اخر ست عمليات للتصويت رسخت طوكيو موقفها عن طريق خطة لاظهار قواعدها المالية الصلبة والوفاء دائما بالتزاماتها.
كما عرضت العاصمة اليابانية 4.5 مليار دولار امام اللجنة الاولمبية الدولية قبل عام من التصويت لتؤكد ان الاموال المخصصة للدورة موجودة بالفعل.
وقال البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية لشينزو ابي رئيس وزراء اليابان خلال مراسم توقيع العقد بعد نهاية التصويت «وصفتم انفسكم بيدين امينتين وكجراح فان هذا يروقني حتى ان لم اشارك في التصويت».
وقال جون كوتس عضو اللجنة التنفيذية باللجنة الاولمبية الدولية لرويترز «كل العروض كانت قوية. لكن عرض طوكيو جيد للغاية بالنسبة للرياضيين والتركيز في الملاعب جيد للغاية ايضا».
واضاف «كما انه جيد للحركة الاولمبية ايضا لان الكثير من دعمنا التجاري موجود في اسيا».
كما المح كوتس الى ان الصراع الدائر في سوريا جارة تركيا كان يشغل ذهن اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية.
وقال كوتس «كانت توجد ايضا بعض الشكوك السياسية في المنطقة والتي تدركها اسطنبول جيدا».
من جانبه أعرب ولي العهد الإسباني الامير فيليبي عن خيبة امله ازاء خسارة مدريد لاستضافة اوليمبياد 2020، لكنه دعا الإسبان بعد هذه «الضربة الخفيفة» للعودة للوقوف لان هناك دوافع للابقاء على رفع الروح المعنوية.
وأكد الامير فيليبي في تصريحات صحفية من بوينوس آيرس على بذل جهود مضنية من جانب فريق ملف مدريد 2020.
وقال «آسف كثيرا لما حدث، لكني ارى ان هناك دوافع كافية للابقاء على رفع الروح المعنوية لان هناك الكثير من المشروعات امام البلاد والعديد من الدوافع لكي نكون فخورين».
وفي سياق متصل أعرب الرياضيون الإسبان عن حزنهم الشديد وخيبة أملهم إزاء خسارة مدريد لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام 2020.
وذكرت السباحة الإسبانية تيريسا بيراليس في تغريدة على شبكة «تويتر» الاجتماعية «كان من الصعب للغاية التحكم في دموعي التي انهمرت مني لأنه كانت هناك رغبة كبيرة في استضافة الأوليمبياد».
وأكدت السباحة أنها تدرك سبب خسارة مدريد، موضحة أن السبب «أمر بعيد تماما عن الرياضة».
بينما قالت بطلة أوروبا لكرة السلة أمايا فالديمورو لوكالة إن مدريد كان لديها «أفضل ملف»، موضحة أنه «ليس لديها رد» لتبرير خسارتها من الجولة الأولى أمام اسطنبول، والتي خسرت بدورها في عملية الاقتراع الأخيرة أمام طوكيو.
كما أعرب الإسباني رافائيل نادال، المصنف الثاني عالميا بين لاعبي التنس المحترفين، عن «حزنه» إزاء خسارة مدريد شرف استضافة دورة الألعاب الأوليمبية 2020.
وقال نادال، على هامش مشاركته في منافسات بطولة أمريكا المفتوحة رابع بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، «لم يعد هناك سوى تقبل الأمر ومواصلة الاستعداد لنكون أفضل في المستقبل، رغم أنني لا أعرف ان كان ذلك ممكنا».
وأكد نادال أن «البلد بأكمله» كان مهتما بالحركة الأوليمبية، لذا فإن قرار استبعاد مدريد كان «صعبا للغاية»، مشيرا إلى وجود خيارين أمام بلاده «اما مواصلة المحاولات أو التوقف لالتقاط الأنفاس».
وأوضح «لقد تفاجأت من استبعادنا من الجولة الأولى «لعملية التصويت». بعد المحاولات التي استمرت لأعوام، هل من العدل أن يتم استبعادنا من الجولة الأولى».
وأشار إلى أن العمل من أجل تحقيق هدف «يتم حرمانك منه كل هذه المرات» يؤثر سلبا على المعنويات ف»كلنا آدميون، والأمل يضيع في الطريق».
على جانب اخر أكد تسونيكازو تاكيدا رئيس ملف طوكيو، إن اليابان ستفي بجميع وعودها، معربا عن امتنانه للجنة الأوليمبية الدولية لأنها أدركت أن مشروع المدينة «سيتجاوز الجانب الرياضي».
وذكر تاكيدا عقب إعلان فوز طوكيو بشرف استضافة الدورة «إنه لفخر كبير استضافة المدينة للأوليمبياد».
وقال «أود شكر أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية، والأسرة الرياضية كلها. تعهدنا بالعديد من الأمور وسنفي بها. سننظم دورة ألعاب عظيمة».