
تأهل منتخب البرازيل إلى نهائي بطولة كأس القارات لكرة القدم، والتي تستضيفها على أرضها، بعد تغلبه على منتخب أوروغواي 2-1 في مباراة قبل النهائي التي جمعت بينهما على ملعب مينيراو بمدينة بيلو هوريزونتي، في موقعة جديدة جدد بها تفوقه، وعوض خسارته في موقعة «ماراكانا» الشهيرة التي جمعت بين المنتخبين من 63 عاما.
تقدم المهاجم البرازيلي فريد لمنتخب بلاده بهدف في الدقيقة 41، وتعادل كافاني لأوروغواي في الدقيقة 48، وفرض باولينيو التفوق للسامبا في الدقيقة 86 بهدف التأهل إلى النهائي، علما بأن المهاجم الأوروغواياني فورلان كان قد أهدر ركلة جزاء لمنتخب بلاده في الدقيقة 14 تصدى لها سيزار ببراعة.
المباراة جاءت تكتيكية على أعلى مستوى، وفرض الالتزام الخططي والحذر من لاعبي الفريقين حرصا كبيرا على ادائهم في الشوط الاول، فغابت اللمحات الفنية، وكانت الكلمة العليا للقوة والسرعة والالتحامات التي أتسم بها اللقاء، وفي الشوط الثاني فرض المنتخب البرازيلي كلمته مع اداء دفاعي متقن من أوروغواي والاعتماد على الهجمات المرتدة، في محاولة لإطالة زمن اللقاء، لكن جاء هدف باولينهو في وقت قاتل ليطيح بأحلام «السماوي».
ورغم التفوق الذي أظهره منتخب أوروغواي في بداية اللقاء، إعتمادا على سرعة ومهارات ريوس وجيرجانو على الأطراف والمثلث المقلوب المكون من فورلان في المؤخرة وكافاني وسواريز في الأمام، إلا أن الالتزام الدفاعي من أصحاب الأرض حال دون تهديد حقيقي من «السماوي» على مرمى خوليو سيزار حارس البرازيل.
وفي المقابل عمد سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي إلى محاولة إمتصاص حماس لاعبي أوروغواي، فكانت التعليمات واضحة بعدم الإندفاع الهجومي خاصة من لاعبي الأطراف مارسيلو يسارا وداني الفيش يمينا، مع التركيز على منطقة المناورات في ظل وجود الثلاثي جوستافو وباولينهو واوسكار، وذلك إلى حين قدوم الوقت المناسب.
ترجم المنتخب الأوروغواياني سيطرته النظرية بحصوله على ركلة جزاء نتيجة إعاقة المدافع البرازيلي ديفيد لويز للاعب لوجانو قائد أوروغواي، ولكن الحارس المتألق سيزار تصدى لها ببراعة من أقدام فورلان «14».
تسببت هذه الركلة المهدرة في إحباط معنويات منتخب أوروغواي، في الوقت الذي بدأ المنتخب البرازيلي المرحلة الثانية من خطته بتنشيط المحاور الهجومية، خاصة الجبهة اليسرى التي تعاون فيها مارسيلو مع باولينهو ونيمار، وأعتبارا من الدقيقة 20 نجحت السامبا في إستعادة زمام سيطرتها على اللقاء، مع تراجع تكتيكي لأوروغواي، والتزام دفاعي في خطوطها الخلفية.
وبدأ الظهور البرازيلي ممثلا في تسديدة قوية من أوسكار علت مرمى موسليرا حارس أوروغواي، ويرد بعدها فورلان بتسديدة صاروخية محاولا تعويض ركلته المهدرة ولكن كرته أيضا علت العارضة.
وينجح النجم البرازيلي نيمار في قيادة هجمة عنترية داخل منطقة جزاء أوروغواي ويخترق ببراعة، ويسدد من الزاوية اليمنى الصعبة ترتد من الحارس موسليرا لتجد المتابعة من فريد الذي يلعبها بساقه تجد طريقها إلى الشباك محرزا هدف التقدم للسامبا «41».
وفي الوقت الذي حاول منتخب السامبا الطرق على الحديد وهو ساخن مع بداية الشوط الثاني، وعدم ترك المسألة في يد أوروغواي، جاء هدف التعادل لأوروغواي عن طريق كافاني الذي أستغل الإرتباك داخل منطقة جزاء البرازيل ووصلت إليه الكرة لعبها في الزاوية اليمنى البعيدة محرزا هدف منتخب بلاده الاول «48».
منح هذا الهدف المنتخبين رغبة هجومية أكبر، فتحررا من الالتزام الذي كان مفروضا عليهم في الشوط الاول، فظهرت المساحات وزادت الانطلاقات في الخطوط الخليفة، وأن كانت الكفة أميل لصالح البرازيل الذي تملك لاعبيهم رغبة عارمة في إثبات تفوقهم على حساب منتخب أوروغواي.
حاول أبناء السامبا الاعتماد على سلاح التسديد القوي من خارج المنطقة، وسدد هالك صاروخية يتصدى لها موسليرا باقتدار ويخرجها إلى ركنية «57».
ووسط الضغط البرازيلي كانت الهجمات المرتدة السريعة في منتهى الخطورة، وظهر لأول مرة المهاجم الأورغواياني سواريز
في تسديدة رأسية متقنة اخرجها سيزار إلى ركنية.
مع اقتراب الشوط الثاني من نهايته إزداد الضغط البرازيلي، وتعملق الدفاع الأوروغواياني الذي تقمص دور دفاع الآزوري في عز تألقه، ويقف لمعظم الهجمات بالمرصاد مع مراقبة دقيقة للخطيرين نيمار وفريد، ومع هذا كاد نفس هذا الثنائي ومعهم البديل بيرنارد من التسجيل بجملة تكتيكية رائعة ولكن الحارس موسليرا كان لها بالمرصاد.
تراجع المنتخب الأورجوائي إعتمادا على الهجمات المرتدة السريعة من خلال فورلان وسواريز، ولكن سرعة إرتداد لاعبي البرازيلي حال دون تهديد حقيقي لمرماهم.
أنحصر التهديد البرازيلي في الجبهة اليسرى التي شغلها بإقتدار مارسيليو، ولكن العمق الدفاع الأورغواياني بقيادة لوجانو وجودين فرض رقابه صارمة على مهاجمي السامبا.
تشهد الدقائق العشر الأخيرة التحامات وخشونة واضحة بين لاعبي الفريقين، تعكس حالة التوتر والخروج عن تركيزهم، إلا أن الضغط البرازيلي كان لابد أن يسفر عن جديد، وفعلا جاء الهدف عن طريق لاعب محور الارتكاز باولينهو الذي سدد رأسية قوية وصلته من ركلة ركنية في شباك موسليرا محرزا هدف التأهل إلى نهائي البطولة في وقت حرج وتحديدا في الدقيقة 86.
وتشهد الدقائق المتبقية من زمن اللقاء، علاوة على الدقائق الست التي احتسبها حكم اللقاء، المزيد من حالات التوتر والخشونة لكن دون جديد ليتأهل منتخب البرازيل إلى المباراة النهائية باقتدار.