أنهى بايرن ميونيخ عقدة نهائي التشامبيونز واقتنص لقب دوري أبطال أوروبا من غريمه بروسيا دورتموند بعدما فاز عليه 2-1 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب ويمبلي، الذي شهد احتفالية بالسهام والدروع بين أشخاص يرتدون ملابس الفريقين، قبل بدء أول نهائي ألماني خالص للتشامبيونز أحرز للبايرن ماندزوكيتش «60» وروبن «89» ولبروسيا جوندوجان «68».
جاءت المباراة حماسية من الفريقين، وتليق بنهائي دوري الأبطال، وتألق فيها الحارسان نوير وفايدنفلر، وشهد الشوط الأول مجموعة من الفرص المهدرة من كلا المتنافسين، وتبادلا السيطرة على مجرياته وكان دورتموند الأخطر في النصف الأول منه.. بينما استعاد بايرن بريقه في الربع ساعة الأخيرة منه وكان البايرن أخطر في معظم أوقات الشوط الثاني الذي أهداف اللقاء.
الثالثة ثابتة هكذا أعلنها نجوم البافاري بعد خسارتهم في نهائي 2010 من الإنتر بهدفين ثم أضاعوا فرصة الفوز على تشيلسي في نهائي العام الماضي بملعبهم ليقتنصوا اللقب هذا العام منهين عقدة نهائي التشامبيونز. . وأحرزوا اللقب الخامس لهم في دوري الأبطال.
يوب هاينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ، دخل اللقاء وهو يعلم أن هزيمته في النهائي الثاني على التوالي يعني فشله، ولذلك لعب بطريقته الهجومية 4-2-3-1 بتقدم ماندزوكيتش في المقدمة، ومن خلفه الثلاثي ريبيري من الجهة اليسرى، ومولر في المنتصف، وروبن في الجبهة اليمنى.
أما يورجن كلوب المدير الفني لبروسيا دورتموند، فلم تختلف طموحاته عن منافسه حيث أراد تكرار إنجاز 1997 للفريق، ولعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 بتقدم الهداف ليفاندوفسكي في المقدمة، ومن خلفه الثلاثي جروسكروتز وريوس وبواشتشيكوفيسكي.
الحذر والقلق من تلقي هدف مبكر كان شعار الفريقين منذ البداية، وإن كان الضغط القوي بطول الملعب قد منح دورتموند السيطرة على مجريات اللقاء في الدقائق الأولى، ولكن دون خطورة حقيقية على مرمى بايرن الذي غاب لاعبوه عن مستواهم المعهود في الربع ساعة الأولى، واستسلموا للضغط المتواصل من منافسهم.
وأوضح أن المباراة تكتيكية بين هاينكس وكلوب نظرا لمعرفة كل فريق بنقاط قوة وضعف خصمه للمواجهات العديدة بينهما في البوندزليغا. . وتفوق كلوب في البداية حيث سيطر على أجواء اللقاء من خلال التحرك الجماعي للفريق ككتلة واحدة في الهجوم والدفاع. . وأعلن الهداف ليفاندوفسكي عن نفسه في الدقيقة 14 بتسديدة متقنة، حولها نوير حارس البايرن لركنية بصعوبة، وعاد الحارس لارتداء قفاز الإجادة بعدها بدقيقة، وأنقذ تسديدة بواشتشيكوفيسكي.
عانى الفريق الباقاري هجوميا، نظرا للرقابة اللصيقة التي فرضها بيسززك وهومليس مدافعي بروسيا على مفاتيح لعب البايرن ريبيري وروبن من الجهتين اليسرى واليمنى، بينما غاب مولر في منتصف الملعب بسبب عودته لمعاونة محوري الإرتكاز في التصدي للهجمات. . وكان الظهور الهجومي الأول للبايرن في الدقيقة 26 من خلال رأسية ماندزوكيتش، وحولها فايدنفلر حارس بروسيا لركنية بصعوبة. استعاد البايرن خطورته في الربع ساعة الأخير من الشوط، بعدما هرب لاعبوه من الرقابة المفروضة عليهم، وخاصة روبن الذي نجح في الإختراق من الجهة اليمنى، وانفرد في الدقيقة 30 اثر تمريرة بينية متقنة من مولر، ولكن الحارس المتألق فايدنفلر أغلق زاوية التسديد جيدا، وإصطدمت الكرة به وتحولت لركنية.
بعدها بخمس دقائق رد ليفاندوفسكي بإنفراد، ولكنه سدد في جسد نوير حارس بايرن، ثم انفرد روبن غير الموفق مرة أخرى في الدقيقة 43، ولكنه سدد في وجه حارس بروسيا ليعتبر النصف الأول من المباراة شوط الحارسين اللذان تألقا لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
بدأ شوط المدربين بنفس تشكيل الشوط الأول، مما يدل على إقتناع هاينكس وكلوب بقدرة الاَساسيين على حسم الأمور. . وعلى عكس الشوط الأول سيطر البايرن على الدقائق الأولى من هذا الشوط ووضحت رغبتهم القوية في حسم الأمور مستغلين سرعة ومهارة اللاعبين.
الإستراتيجية الهجومية لهاينكس إعتمدت على الطرفين ريبيري من اليسار وروبن من اليمين مستغلا سرعتهما ومهارتهما وهو ما فطن له كلوب منذ البداية وفرض رقابة لصيقة عليهما ولكنها لم تكن كافية لإيقاف خطورتهما.. بينما الإستراتيجية الهجومية لدورتموند جاءت من خلال التحرك الهجومي ككتلة واحدة معتمدا على الأداء الجماعي السريع للاعبيه.
ارتفعت وتيرة الأداء الهجومي للبايرن وضغطوا بقوة على دفاعات دورتموند، ولم تحول رأسية مارتينيز ركنية روبن بدقة فمرت خارج المرمى، وفي الدقيقة 60 مرر ريبيري بينية متقنة لروبن الذي دخل للعمق مررها عرضية، لتصل لماندزوكيتش الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى، محرزا هدف التقدم للبافاري. لم يكن الهدف محبطا لبروسيا الذي اندفع للهجوم من جديد بغية إحراز هدف التعادل سريعا، وهو ما تحقق لهم سريعا وتحديدا في الدقيقة 68 عندما اخترق ريوس دفاعات البايرن، ولم يجد دانتي حلا سوى عرقلته داخل منطقة الجزاء، احتسبها الإيطالي ريزولي حكم اللقاء ركلة جزاء، سددها جوندوجان على يسار نوير محرزا هدف التعادل.
أشعل هدف التعادل أجواء اللقاء، وهاجم كل فريق بغية التقدم وإن كان الفريق البافاري أخطر، ففي الدقيقة 72 انفرد مولر مراوغا الحارس فايدنفلر وأرسلها في إتجاه المرمى، لتنشق الأرض عن سوبوتيتش، وأخرجها قبل أن تسكن الشباك أو تصل للمتابع روبن. . وبعدها بأربع دقائق سدد ألابا مدافع بايرن قذيفة قوية أنقذها حارس دورتموند بصعوبة.
سيطر البايرن على الدقائق الأخيرة من اللقاء، وحاصر لاعبو دورتموند في منتصف ملعبهم، وسط هجمات مرتدة سريعة من بروسيا، ولكنها لم تحمل نفس خطورة الفريق البافاري الذي كاد أن يسجل في الدقيقة 87 من تسديدة شفاينشتايغر ولكن الحارس المتألق فايدنفلر حولها لركنية ولكن روبن لم يستسلم وفي الدقيقة 89 أحرز هدف التقدم والبطولة عندما انفرد من كعبية ريبيري وسددها على يسار الحارس ليتنفس عشاق البافاري الصعداء وينتهي اللقاء بتتويج بايرن باللقب.