من المؤكد بأن أغلب من يتابع مباريات كرة القدم قد تابع الكلاسيكو الأخير الذي جمع ريال مدريد ببرشلونة ، بالطبع لا يختلف اثنان أن مباراة بهذا الحجم تستحق ان يطلق عليها كلاسيكو العالم لما يحويه الفريقان من لاعبين لهم ثقلهم ولهم تاريخهم ولهم رصيد وافر من البطولات الفردية والجماعية ، ولأنه كذلك من المؤكد بان مباراة بهذا الحجم تحظى بمتابعة مشجعي الفريقين بالإضافة إلى مشجعي اللعبة الجميلة ومنتظري المتعة الكروية التي يقدمها هذان الفريقان في كل مرة يتقابلان بها .
المختلف في هذا الكلاسيك هو بأن جمهور الفريقين تقريبا إتفقنا أنه الأفضل في السنوات الأخيرة التي كثرت به مثل هذه اللقاءات ، وأن جمهور الفريقين خرجا راضين تمام الرضا عن أحداث المباراة بغض النظر عن نتيجتها ، مع أن الفوز هو مطلب وحيد لكلا الفريقان لكن أن تكون النتيجة رضا فهذا نادر الحدوث في لقاءات بهذا الحجم.
حسب وجهة نظري بان الرضا كان بسبب تقديم الفريقين نفسها بالشكل الذي يريد كل فريق بمعنى أن كل فريق قدم نفسه كفريق كرة قدم ويقدم كرة قدم من أجل كرة القدم بعيد عن المشاحانات وبعيد عن أي أمور جانبية من الطبيعي أن تحدث لكنها خلت في هذا اللقاء لو كنا تذكرنا الأحداث النزاعات والصراعات التي كانت تتخللها لقاءات الفريقين خصوصا في الزمن القريب .
بالنسبة لي بعد نهاية المباراة أحداث المباراة وجدتها تناسب حياتنا العامة وعلى جميع الأصعدة ، حين نتمكن من تقديم أنفسنا بالشكل الذي يرضينا ويرضي من يهتم لنا بدون أن نفكر أن نبخس حق الطرف الآخر وأن لا نظهر أنفسنا أننا نريد أن نصغر الأخر لكي نبدو كبار ، لماذا لا نكبر لأننا نحن كبار ونترك باقي الأحداث لحدوثها وظروفها الأهم أن نكون برضا تام عن الأشياء التي نقوم بها ، لماذا لا نقوم بما يرضينا لأنه يناسبنا لا لأنه ضد أي الرأي الآخر أو الشخص الآخر أو الطرف الآخر .
لو كان بإستطاعتنا فعل ذلك لكن الرضا حليفنا وكان الإحترام لنا حتى من أعدائنا ، ليكون هذا الكلاسيكو مثال حي وقريب لكل كلاسيكو من الممكن أن يمر علينا في حياتنا اليومية بعيد عن الرياضة وقريب من الروح الرياضية . ...