السمايه معروفة عند العرب قديما ومازالت معروفة الى الآن وقد ذكر انه جاء رجل من الانصار الى عبدالله بن عباس فقال له:انه ولد له في هذه الليلة مولود واني اسميته باسمك وان امه ماتت
فقال عبدالله :بارك الله لك في الهبه واجزل لك الاجر على المصيبة ثم دعا بوكيله فقال : انطلق الساعة فاشتري للمولود جاريه وادفع اليه مائتي دينار للنفقة
ثم قال الانصاري : عد الينا بعد ايام فانك جئتنا وفي العيش يبس وفي المال قلة
وقد ورد معنى هذه الكلمة في المعاجم اللغوية بمعناها المفهوم لدى الأجداد وهاهي اليوم بين أيدينا قد ورثناها بمفهوم معناها وتناقلتها الأجيال بهذاالمعني الذي يدل على أصالة أجدادنا وعروبتهم
فالسمي هو الذي تسمى بالاسم يقال :سميك من اسمه اسمك سميت فلانا زيدا وسميته بزيد بمعنى اسميته مثله فتسمى به وهو سمي فلان إذا وافق اسمه اسم فلان 0والسمي يطلق على الذكر والسمية على البنت
والسمي هوالذي يحمل اسما مطابقا لاسمك لفظا ومعنى
ولقد وجدت هذه الظاهرة في الزمن الماضي ثم تناقلتها الأجيال إلى يومنا هذا وقد كانت لها عادات وتقاليد تختص بها وإن كانت بعضها قد اختفت إلا أنها في الماضي تعتبر حق واجب يجب أن تؤدى
وتعتبر السماية في الماضي همزة وصل للترابط بين أفراد القبيلة وقد يكون بين قبيلة وأخرى فتدعو للمحبة والألفة والقيام بالواجب وقد تكون بين الأقارب وقد تخرج عن ذلك
والسماية تكون علنا يعرفها الجميع ويعرف هذاالشخص أن هذاالمولود يحمل نفس اسمه وأنه قد أصبح سميه فيقوم بالواجب حسب سعته علما بأن أهل المولود لايقصدون من وراء ذلك شيئا ولكن العادات والتقاليد المعتادة لمثل هذه المناسبة لاترد مهما كانت قيمتها ولايشترط تعيينها فهناك من يهدي لسميه أرضا زراعية والبعض يهدي من المواشي الثمينة كالبقر والغنم أو يعطي مبلغا من المال عند ولادته ثم يتعهده عند كل مناسبة حتى إذا كبر قدّم له هدية مناسبة تليق به عند ختانه0
أما السمية فيطلق هذاالاسم على البنت عندما تولد حيث تكون أمها قد ارتبطت بصاحبات والتقت بهن فتفضل اسم ابنتها بواحدة منهن و تقوم السمية الكبيرة بكسوة سميتها الصغيرة وكلما كبرت تتعهدها وخاصة عند كل مناسبة بتقديم الهدايا من حلي وغيره فإذاكبرت وتزوجت قامت بالواجب المعتاد والمتعارف عليه باسم الخمرهوالخمره بضم الخاء وإسكان الميم وفتح الراء بعدها هاء ساكنة هي خاصة بسمية العروسة وصديقاتها حيث أنه بعد أن يتم زواج السمية تقوم بطلب صديقاتها لغرض الذهاب إلى سميتها وتكون السمية قد استعدت استعدادا جيدا لأجل سميتها وقد يشترط ذلك على الزوج عند خطبته بأن كذا وكذا لسميتها وهذا مايخص المال أما الهدايا العينية فتتكفل بها أم العروسة
وعندما يصلن تقوم السمية الكبيرة بالترحيب وفي نفس الوقت تكون قد استعدت لهذاالاستقبال وقد طلبت جيرانها وصديقاتها وأحضرت الجواري للعب وكأن المناسبة عرس مصغر حيث تقوم السمية الكبيرة بفرش المقضى ونشر الثياب ووضع النقود 0ليعرف الناس أن ذلك من عند السمية العروسة لسميتها ثم يستمر اللعب إلى غروب الشمس ثم تنصرف السمية ومن معها من النساء إلى منازلهن بعد تناول الطعام وبعد فترة كافية تكون السمية الكبيرة قد استعدت بإرجاع المثل لسميتها العروسة بمساعدة الصديقات فتحضر كل واحدة منهن ما تستطيع وتكمل السمية الناقص . وتقوم السمية العروس بالاستقبال وطلب صديقاتها واستدعاء الجواري للعب حتى تغرب الشمس .وهكذا هي عادات الماضي في جنوب السعودية الخاصةبالسماية والتي لازالت بعض القبائل تحافظ عليها في حين اندثرت عند قبائل أخرى .