نقد .. وانت بكرامة !
المقام لا يتسع للحديث الذي أريده اليوم ، أعني الذي اضطررت له ، ربما لدواعٍ كثيرة ، بين مضحكة مبكية ! ، فالمضحك فيها انها أعادتني لسيرة قديمة جداً ، في زمن الشعر والشعراء في منتصف وأواخر الثمانينات حين كنا نروّج لنتاجنا الجديد من قصائد جديدة « حديثة » لم تهادن ولم تنبت من عدم بل روّجنا لها ونحن نعلم وعورة الطريق ونعلم كذلك الى اين يقودنا ، لكننا « آمنا » بالهدف على الأقل ، دون الحديث عن النتائج الإبداعية ، أو المادية ، أو غيرها التي تحققت للبعص فيما بعد .
كان ينقصنا « الناقد » المتخصص ، اذ لم يرغب أي منا في ممارسة هذا الدور حتى لا نتورط به رغم صفته الحسنة ، لكن ليس لشعراء مثلنا !
ولأنني - بالتأكيد - « طير شلوى ، وراعي وقفات وفزعات وهاب ريح ومطنوخ ومن لابةٍ معروفة بالذبح والصلخ .. ! » ، حين لم يتقدم الميدان أحد من الزملاء القادة ، قمت باصدار كتاب نقدي بعنوان « أزمة الشعر النبطي ومحاولات الحداثة – 1997 م » ، ولاني ذلك الـ « طير بلوى ابو الوقفات الغبرا ، وهاب ومهبب بستين نيلة وبطيخ و و و.. » وسوس لي شيطان « الضمير » أن أحترم نفسي ، وألا تأخذني العزة بالإثم ، وأن اواجه بالرأي ولا يأخذني في الأدب لومة لائم ، بالعربي « عشت الحالة » صح !
فكتبت رأياً أدبياً صريحاً في الشعر والشعراء ، ولأن بعض الشعراء من « الأصدقاء » الذين كانوا يرون أني « ط .. شلـ .. ورا .. فات .. عات .. مط .. نوخ » ، أخذوا موقفاً لليوم ربما ! .
كتبت ما آمنت به عن شعر الأمير خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن ومحمد بن راشد المكتوم وغيرهم ، فلم أخالف منطق النقد ، ولم اتحامل على أحد ، وذكرت الإيجابيات الكثيرة في تجربة كل هؤلاء الشعراء وغيرهم وما رأيته في تجاربهم تلك الفترة « المظلمة في حياتي » !.
ولكني ، كتبت - بعد أن وسوس لي شيطان « الضمير » قاتله الله ، أن أحترم نفسي وأدبي - حول شعر الأمير خالد الفيصل فصلاً بعنوان « الأمير خالد الفيصل ، بين الأغنية الرائعة والقصيدة العادية » !
ولعلي كتبت انه أجمل من هذب اسماعنا بأغنياته الفاتنة أما قصائده المجردة ، فكانت آخرها قصيدة الهبوب الأخيرة « هبت هبوب غربية - تجتاح الأرض العربية»!
فترددت : فقط قليلاً قليلاً ولعنت الشيطان ولم يقنعني بالقول انها قصيدة دون المستوى للتحدث عنها لن اطيع الشيطان ابداً ، وأنتقد قصيدة الأمير خالد الفيصل الجديرة بالتقدير ، لا لن اطيعه وأذكر ذلك ابدا أبداً بل هي قصيدة عظيمة وكناقد أعرف أنه يشير الى تقارب الأديان بطريقة ذكية :
« وعلينا نثبت للعالم - أن رسالتنا أبدية
إبراهيم وموسى وعيسى - ومحمد رسل البشرية»!
ولأن شيطان « الضمير » لم يعد يريد مني شيئاً، بعد أن أحالني الى جهةٍ غير مرغوب فيها منذ ذلك الوقت الأغبر ، الا أنه اقترح علي شيئا ما ، وتركني أحاول التصليح والترقيع ، كأن أقول مثلاً :
«والله يا طويل العمر كنت ابحط اسم ابن شلحاط بس بالطباعة غلط الطبّاع باسمك من كثر ما يحبك ويقرا قصايدك» وحقك علينا واعتبرها زلة وعند أمير .. ، فراقت لي الفكرة !
ربما حان الوقت لاعلنها لكل من كتبت له وعنه بضمير « ابن ستين » ، لم يجد الصحو الا عندي ، في حين لم يفق من غيبوبته وسُكره عند خلق الله ، فأوردني المهالك ، فسأقول للجميع بصوت مرتفع «أنا غلطت ، وأطلبكم الحل ، وانتم معروفين أصغركم – ولا فيكم صغير - «طير شلوى ، وراعي وقفات وفزعات وهاب ريح ومطنوخ ومن لابةٍ معروفة بالذبح والصلخ ..» !
السالفة كلها نقد وانتم بكرامة !