غ / ــــصة قصيرة !!
أحبها - قال لي - من قلبه ..
أحبها جدا - كما قال لي - من كل قلبه
أحبها من قبل قلبه ومن بعد بعده ولكن أحدا لم يسمع ..
كتب لها باستحياء شديد وخوف اشد ذات ابتسام وتوهم ٍ وانشراح :
«يسعد صباح الغالية واحلى صباح
يرسم على وجهك عصافير وزهر
لو مافرد جدْبـِـك على قلـبي جنــاح
ماكــان طوَّقني وانـــا كلـــي مطـر» !
فالتزم ركنا قصيا وقال : ياليتني مت قبل هذا !!
لكن شيئا لم يحدث ربما الا انه استعاد وعيه بعد ايام - قال لي - وكتب دون ان يريد ان يكون " نسيا ً منسيا"
« يعني ماأسمع ولا كلمة " هلا "
ماطرا تسأل عن اسباب الغياب ؟! »
قاطعته : أي غياب ياهذا فهي لاتحبك لماذا تتوهم الـــ ....
- لم اكمل وضع يده على فمي ليسكتني وضغط بقوة وهو يحاول اكمال قصيدته وانا احاول التفلت من قبضته التي اغلقت فمي بكل عطف وحزم وقوة وانا اطلق الصرخات من تحت يده :
إم إم ممممممممممم !!
فاستدارت عيناه ثم اتجهتا للسماء وهو يغني :
«يعني مامريــت فـــي بالك ولا
مرت بقلبـــك ولا كلمــة عتــــاب ؟! »
وقد ارتخت يده فانتهزت الفرصة وأطلقت فمي من تحت يده بعد ان كدت أختنق وصرخت به :
أي معتوه انت ؟ أي عتاب مع تلك التي لم تعترف بقلبك اصلا ً ؟
- قلبي ؟ - قال لي - فقلت : نعم قلبك هي لم تعرفه فأشار لي ان اسكت فلم افعل ، فانتزع منديلا كان يشد به قلبه وما أن انتزعه حتى امتلأ صدره بالدم والوجوه والاسماء التي كانت تتقاطر مع دم قلبه ، لكنه لم يلتفت فعل ذلك ليكستني فقـط ، ليضـع المنديـل في فمي !!
اتذكر انني احسست بقطعة من قلبه كانت في فمي قد التصقت بالمنديل حين انتزعه بقوة ليس ليسكتني بل ليغني فواصل الغناء بشجو ٍ أكثر :
« يعني ماأسمع ولا كلمة " هلا "
ماطرا تسأل عن اسباب الغياب ؟!
يعني مامريــت فـــي بالك ولا
مرت بقلبـــك ولا كلمــة عتــــاب ؟!
انت لامريت في لحظة على :
خاطري ، سالت عيوني بالسحـاب » !!
سحاب ؟ أي سحاب ايهذا المقفر - قلت له - دون ان انتبه له وهو يسند رأسه على كتفي وهو لا يزال يغني :
« مارميت الملح - انا- في عين أحد
ليـــه تملاني غيـاب بكل مكــان ؟
كل شـــي وكل : لاشــــي اتحــــد
داخلي لجل افقد احساس الامان !! »
وتقطع صوته المتهدج المتساقط من أعلى روحه ، ولم اميز مايقول كان رأسه على كتفي منذ ذلك اليوم ، لكني لم أعد اسمع صوت قلبه !!