عندما تقول شيئاً ما وتظن أنه مرّ مرور الكرام رغم أنك تضع به عمق فكرة وإحساس وشيء كبير جداً يلامس الروح في جمله تحوي بضع كلمات ، جملة لا تحتاج كثير من التفسير لكي نعرف القصد من كتابتها ولا تحتاج كثير من التفكير وكثير من القراءة لكي نعرف معناها الواضح بعيد عن الرمزية ، وبعيد عن أسلوب البعض بدسّ سُم الفكرة في عسل تشكيل الجملة ، كنت احتاج للقراءة بعمق إلى آخر مدى يتمكن من خلاله القارئ بالوصول إلى شيء مني ، هنا أجدني كحال من ينتظر نتاج تجربة بذل فيها الجهد والوقت والتفرغ لكي يصل إلى نتيجة تساعده في أمر يكاد أن يكون مصيري وبالطبع هو كذلك على الجانب النفسي وبشكل خاص ، خصوصية تخص الكاتب وحده ومن يختار معه ، من يختار لكي يكون معه أينما حلّ وأينما تواجد أينما رحل وسافر وتنقل بفكره وبجسده أيضاً ، شخص يجد انه هو بجسد آخر هو بكل ما يريد من تطابق أو تشابه يجعل منهما روح وحده مقسمة على جسدين دون أن يكون للتقليدية والكلام العابرة دور في تكوين هذه الجملة ، بالطبع أنا أقصد الجُمل السابقة من هذا الصياغة والجملة الأساسية التي زرعتها فيّا وانتظر قطافها بل كنت انتظر قطافها وجنيت ما زرعت.
هناك من لا نتمكن من العيش دونهم ليس بالضرورة أن يكونونا أشخاصا نعرفهم ونجالسهم ونصنفهم بين أصدقاء وأحباء وأقارب ، ليس بالضرورة لأن الإنسان يصعب عليه العيش دون ماء أو هواء ، هناك من يمثل لنا شيئاً مثل الماء والهواء ، لكن الغريب هنا بأننا رغم احتياجنا له وعدم تمكنا العيش دونه إلا أننا لا نستطيع أن نكون قريبين منه أو حتى الاقتراب منه ، شيء ينطبق عليه الجملة التي أرددها دائماً وأوجهها لمن يستحق هذه المكانة ، مكانة الوصول رغم عدم الوصول والقرب رغم عدم القرب والحاجة رغم صعب الالتقاء ، الجملة التي بكلماتها البسيطة تعنى الكثير ، الكثير والعميق والأشياء التي تعني كل شيء من كل شيء .
لن أعيش معك ولن أعيش بدونك هذا كل شيء ... ودمتم