أتذكرون من شخصيات الحارة .. تلك الشخصية التي ليست من الشخصيات المحوريّة و ذات الدوّر المؤثر..! حتى أن البعض منّا يحتاج إلى مساعدة في تذكّر معالم .. و ملامح ذاك الشخص .. فندور كثيراً في فضاء : “ وش كان أسمه ؟ “ ..! فالدوّر الذي أصنّف فيه مثل تلك الشخصية في واقعنا هو : مجرد سد الفراغ متى ما قضت الحاجة فلا يستعين به الآخرون إلا إن كان هناك مكان شاغر يحتاج لسده بأقرب “ نفر “ متوفر .. يا الله .. كم كنّا ظلمة و نحن تعامل مع ذاك الفتى بعنجهية لا مثيل لها فإن كان عدد اللاعبين في الملعب يسد الحاجة كنّا نهمشه كل التهميش .. وتجده يتوجه إلى أقرب مكان لينفرد بنفسه و يتابع مجريات اللعب .. ومتى ما قضت الحاجة لوجوده تجدنا نوجهه كيف نشاء و تجده بدون أي اعتراض يوجّه نفسه لتحقيق رغبات الآخرين و يكون مجرد خانة لا تشكّل فرقاً كبيراً ..! أتظنون أننا ظلمناه أم هو ظالم لنفسه ؟! و ظلمه لنفسه يظهر من خلال عدم تطوير قدراته و جعله مؤثراً على ( الساحة ) بكل شكل ممكن ؟!! احظتم أن السياق هو من أتى بمفردة ( ساحة ) ..؟! فلم أتعمد حشر الساحة في حديثي هذا إلا أنها هي من حشرت نفسها ..! ولا مانع عندي من حشري و حشرها في سياق لا أدري كيف سينتهي ..!فهل يوجد في الساحة الشعرية الشعبية من يلعب دور هذه الشخصية الغير مؤثرة .. فهل هناك شاعر لسد الفراغ يلجأ له الناس متى ما قضت الحاجة ؟!! هل هناك من الشعراء من لم ينتبه لتطوير قدراته و استيعاب ما طرأ على خريطة الشعر من تغييرات ؟!!كثير من الشعراء يعيش هذا الدور - ولا أجزم بقضية هل هو مدرك أم غير مدرك – لقضية تواجده كقطعة يُسَدّ بها أي طارئ يطرأ .. و يستعان به متى ما كانت الحاجة ملحة للاستعانة بأقرب “ إمعة “ يدلف مع النوافذ التي يفتحها له الآخرون .. بدون أي تقدير لنفسه فلا تجده يظهر بالشكل الذي يراه مناسباً له و لا يضع شروط لظهوره بل يقنع تماماً بسده للفراغ ..! فلا يشعر هو قبل الآخرين بأثر ظهوره بل سيكون العبور لمجرد العبور ..! وأغلب الظن أن سبب وجود مثل هؤلاء ضعف يكمن في القدرة الاستيعابية لديهم و النظرة القاصرة لقدراتهم ..! و عدم إدراك أن الناس لا تنظر لك إلا بالعين التي ترى فيها نفسك ..! فمتى ما كانت النظرة الذاتية في مستوى رفيع انعكس ذلك تلقائياً على نظرة الناس فتجدهم يرفعون أبصارهم إلى منزلة أعلى لأنهم بلا شعور وضعوا تصوّر للإنسان من خلال الصورة التي رسمها لنفسه .. لكن النظرة الذاتية لا ترتفع إلا إن كان الإنسان فعلاً يملك قدرات حقيقية ، و قابلية لاستيعاب المحيط ، و قدرة على تطوير الذات و مواكبة الوضع الراهن .. ! فالإنسان هو من يشكل نفسه بالحياة .. و هو الظالم لنفسه إن وضعه الآخرين في خانة “ سد فراغ “ ..! نبض الشاعرة “ سراب “ مفخرة الحفر .. و قطعة من الجمال ..