أسندت ذكرياتي على أوتار لهفة متهالكة ؛ رغبة أن أسترد بعضا من تلك البسمة الغائبة .. يااااه .. حين نشتاق أن نبتسم ملأ قلوبنا ، ونشعر بلذة اللحظة كأنما نحلق مع النوارس في عمق فضاء اللاوعي واللاشعور ..فقدان الجاذبية اليومية التي تشدنا إلى القهر والألم كان ، ذلك ذات حنين حين استرجعت فيها ذكرياتٍ وأنا أحاكي أمواج البحر ؛ أهديها بلورات من آهات لتخبأها في ذاك المحار النائم في عمق الشوق ، في رداء سكون وهدوء وظلمة ما بعدها ظلمة ظلمات ثلاث ياااه على الظلام ..موجة تحملني لأقصى بقعة من القهر وموجة ترسو بي على شاطئ يتناسل فيه شوك الألم ، لماذا تبحث في أعماقي عن سر خيوط وجد اشتبكت وأحاطت فؤادي .. عن دفقة أمل ...؟!
لماذا تكتب على صخر صبري أنك لن تأتي إلا بعد غروب أسراب الشوق ؟
لماذا تترك مراكب نظراتي من غير شراع وتقول : ريح خفقاتي سترشد أهدابك إلى لهفة وجدي وحنيني .
آه ... من غيماتٍ حبلى بمطر الحنين .. آه .. من حفنات ضوء القمر وهو يوشوش لي بما أسررت إليه ذات ليلة استولى السهد فيها على قلاع جفونك وامتطى النوم صهوة الهجر .. وترقرقت دمعة خجلى في عيونك ثم مسحتها بأهدابي المسافرة إليك تخفف عن عيونك لوعة الشوق وتربت على كتف أهدابي كي تنسى وطأة السفر إليك ، ثم ترسم على أكمام الورد حفلة أقامها القمر على شرف قصائد حنانك .. تتسابق إلى عش الشوق خفقاتنا المنسية بين أكوام ذيول ليل ، وأطراف نهار ارتشفا كؤوس الحزن والأنين ذات رعشة بعد .. ذات رعشة شعر .