
أحرقت سفني
.. وأنتظر من يحرق البحر !!
انا مسكون بالمحاولات اظن .. ولا اتوب من فرحة الأعياد ، وحلوى الشعر ، ومرارة الآخرين :
سأغني لك ايها الأنت فأنت تجيد الاستماع:
حريتـي : تعنـي انـي ماعـبـدت العـبـاد
تعني لي أكثر من اكثـر شـي فـي هالحيـاة
تعنـي بأنـي رجـل يقـدر بساعـة فـسـاد
يكون الأقدر على الـ ( لا ) في وجيه العصاة !!
يمكن يكـون الثمـن غالـي واكيـد الحصـاد
أقـل اقـل المواسـم ربـح لـكـن : نـجـاة
ماهو تطرف – ورب البيت – أظـن الرشـاد :
تقرا : ( وما أكثر الناس ) وتشـوف الجهـات !!
واظنني شخصيا لا اريد “ التغيير “ للحد الذي يجعلني اتوهم انني قادر على تغيير الاشياء حولي ، بل اريد ان انشغل بالمشاركة في “ التعمير “ الذي يمارسه الكثير من المبدعين اصحاب الهمم العالية والذائقة الرفيعة المرتفعة وما تغير بي شخصيا هو انني احرقت سفني “ وانتظر من يحرق البحر !!
هنا بعض اسرار السفن :
والله لــو ما تحملنــي بكــــل الحيـــاة
إلا الورق والقلم ، كنت الغني الكثير
لو ما لقيت السنــَّد إلا بكســرة عصـاة
اعز واطهر من الذلة بمجد ٍ قصيــر
الأرض لي والسما والبحر وكل الجهات
متى نويت ارتحل فيها بلادي تصير!
يمكن لأني قدرت أغرق بطوق النجــاة
لأني اخترت طوفاني وهذا المصير !!
وشخصيا اظن ان الوقت الضائع : هو الوقت الذي لا نفعل به شيئا ، فما ضاع من وقت الشعر كان أجملنا ، هو الضياع الذي يقودك اليك ، فتجدك كما لو كنت الفتى اياه بصبابته وصباه .
ولست معنيا بإصلاح الفاسد ، فهي من مهام الأنبياء اذ غالبا ما يفسد الشعراء الصالح من الأشياء ، وما نظنه قد افسدته المواهب الشبابية ، لم يكن لو لم يباركه الكهول وان كان بغير قصد .. !
ولا قصة ولا غصة الا على من تساقط دون ان يطلب أحد منه ذلك :
بمعنى كما غنيت ذات عزيمة :
“ الفرق بين العزم وما بين الأقدار
انك تطيح ، وكان لا يمكن تطيح “ !!
الثمانينات فترة ذهبية وعظيمة - وان صرح بعص صبية الشعر انها مرحلة غير هامة فذلك لجهلهم الشعر والتاريخ والادب والمنطق - وهي مرحلة احببتها جدا ، لكني لا اعبدها أو اقف على اطلالها !
قال عبدالله بن دويرج الشاعر الرائع يرحمه الله :
“ اللي على الماضي كثير التحاسيف
قاصر عن الواجب ردي العزومي “ !!
فلن اقضي كثيرا من الوقت وقوفا على تلك الأطلال الا بمناسبة تستحق ، فهناك الكثير الذي علينا ان نقوم به !