لكل منا طقوسه الخاصة أثناء الكتابة سواء الأدبية أو الصحفية أو غير ذلك من ألوان وأنواع الكتابات وكنتُ قد تطرقت قبل سنوات وعبر زاويتي هذه إلى لحظة الإلهام عند الشعراء مع الاستشهاد بأمثلة حية على ذلك ضمنتها في المقال بعد طرح الفكرة عبر صفحتي على الفيس بوك واليوم سأتطرق عبر زاويتي هذه لنماذج عالمية وطقوسهم الخاصة أثناء الكتابة أستهلها أولاُ بتجربةالفيلسوف والأديبفولتير فقد عُرف عنه أنه لم يكن يستطيع الكتابة إلا إذا وضع أمامه مجموعة من أقلام الرصاص وبعد أن ينتهي من الكتابة يحطمها، ويلفها في الورقة التي كتب فيها، ثم يضعها تحت وسادته وينام.
أما الروائي الاسباني “ سرفانتس” الذي تخبرنا كتب الأدب أنه كان يكتب بيده اليسري فقد أصيبت يده اليمني في الحرب وكان يجد صعوبة في قراءة ما يكتبه ولذلك كان يجئ بشخص ينقل ما كتبه وكان يغلق الباب والشباك علي نفسه من حين لآخر ويخرج ليمونه يشتم رائحتها فإذا لم تعد لليمونة رائحه أتى بغيرها , وكان من المألوف ان يلقي كل يوم بعشرات من حبات الليمون التي ملأ رئتيه برائحتها القوية .
وفي أمريكا نجد الاديب الأمريكي “ ادجار بو “ يضع قطته الصغيرة علي كتفه ويستمع الي موائها ويحرص علي الا تهبط من كتفيه إلى الورق , فهو يقاوم نزولها وفي الوقت نفسه لا يتوقف عن الكتابة . أما الأديب الامريكي “ مارك توين “ فقد كان يكتب منبطحا علي بطنه .
أما الشاعرةالأمريكية “ ايمي ليل “ فقد كانت تدخن السيجار وفي سنه 1915 عندما اشتعلت الحرب العالميةالأولى خافت الا تجد السيجار فاشترت عشره آلاف سيجارة .
أما الفيلسوف الامريكي “ بنيامين فرانكلين “ وهو اول من اخترع البانيو كان يجلس في الماء الدافئ لساعات يقرأ ويكتب وحوله اكواب القهوة يشم رائحتها ولا يشربها
وفي فرنسا شاع أن الأديب الفرنسي “ استندال “ كان يقلب في كتب القانون قبل ان يكتب او يقرأ صفحات من الكتاب المقدس ويقول “ اريد ان اكون واضحا منضبطا “ . وفي فرنسا أيضاُ قيل أن الاديب الفرنسي “ ديماس “ قد نصحه الطبيب ان ينزل إلى الشارع قبل الكثابة وان يأكل تفاحه . ولازلنا في فرنسا إذ ذكرت كتب الأدب أن الأديب الفرنسي “ فلويير “ كان يرتدي ملابسه كامله ثم يضئ الانوار في البيت كله حتي يخيل للناس انه يقيم وليمه كبرى وكانوا اذا سألوه قال : طبعا وليمة انني احتفل بنفسي .
أماالأديب الفرنسي “ بلزاك “ فقيل أنه كان يشرب من ثلاثين الي خمسين فنجانا من القهوة اثناء الكثابةاليومية.
وفي ألمانيا قيل عنالشاعر الألماني “ شيلر” أنه كان يضع التفاح في درج مكتبه ومن حين لآخر يفتح الدرج ويتلمس التفاح ويشم رائحته ثم يمضي في الكثابة .
وفي انجلترا شاع أن الفيلسوف الانجليزي “ هوبز” كان يملأ خمسه أكواب من الشاي يشربها الواحد وراء الآخر وقبل أن يفرغ الكوب الأخير يكون قد أعد لنفسه مزيدا من الشاي الساده . أماالأديب الانجليزي “ دكنز” فقد كان يكتب بحبر ازرق علي ورق ازرق .
أما في عالمنا العربي فتذكر كتب الأدب أن الكاتب المصري “ انيس منصور “ كان يشرب الشاي في كوب كبير بعسل النحل ويعر القدر الذي يناسبه من العسل فإذا زاد او نقص أدى ذلك إلى ارتباكه وأحيانا يتوقف عن الكثابة ويتجه لشيء آخر ويحرص علي ان يكون الشاي ساخنا فإذا برد لا يشربه ويصنع شاي من جديد وقد لا يشربه لأن مذاقه وحلاوته تغيرت.
هذا كان غيض من فيض مما نقله الرواة وتم تدوينه ي كتب الأدب والسير عن طقوس الأدباء والشعراء والفلاسفة اثناء الكتابة .. ودمتم ودام الإبداع والمبدعون الحقيقيون بألف خير .