قبل أربع سنوات كانت البداية ، وها أنا أبدأ بالعام الخامس رفقتكم في مسارح ، تحية كبيرة لكم أنتم للقراء جميعا ، من يقرأ ومن يتابع ومن يعلق أو يناقش ، للجميع التحية لأنكم شركاء بهذا النجاح وهذه الاستمرارية ، ولولاكم لما كنت هنا طوال هذه الفترة ، كل الشكر لكم جميعا ولأنكم شركاء يجب أن أوجه لكم التحية التي تليق بكم والشكر الذي يليق بكم . دائما ما أجد لذة كبيره حين أقرأ ، حين أقرأ كل شيء يقع تحت ناظري ، هي لذة كبيرة ومتعة ما بعدها متعة حيث تكون أمتع من الكتابة والنشر ، أستمتع حين أقرأ كل ما هو جميل ويجبرني أن أبتسم وأن أقول « الله» معبراً عن رضاي التام لما قرأت إن كان من خلال كتاب أو قصيدة أو موضوع أو حتى ردود تمتلئ بها المنتديات ، أجد أن القراءة الجيدة انعكاس لكتابة جيدة حيث يكون الكاتب المتمكن أن يجبر القارئ على التلذذ بكل كلمة وأحياناً بكل حرف ولانجهل أن بعض الحروف المنفردة تكون عبارة عن كلمات تحمل معنى ودلالة كبيرة تعطي معنى جديد يستطيع الكاتب من خلالها إيصال ما يريد بأبسط الطرق وأسهلها ، هنا نستطيع أن نقول بأنه تميز بكتاباته لم يكن تقليدياً ولم يكن جامداً استطاع أن يبثّ الروح في كلماته ، من خلال وضع الكلمة المناسبة في مكانها المناسبة وهذه الجملة يجب أن نراعيها ونهتم بها أكثر ونعي المعنى الحقيقي «للمناسب» ، ولا نكتفي بصفّ الكلمات وتجميعها لتكوين جمله يصعب علينا فهمها كما يريد الكاتب .
ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع يعود لمتابعة للكثير من الأسماء التي تكتب بحرفه وتجبرني على متابعة كل ما يصدر منها لأنها تجيد الكتابة بشكل رائع ، استرسال لا يشعر القارئ من خلاله بالملل كما يحدث بأغلب القراءات الطويلة المملة ، استخدام علامات الترقيم بموضعها الصحيح وحسب ما تتطلب الجملة ، أجد أن من يجيد استخدامها كمن يكتب بكلمات صوتية ويجبر القارئ على القراءة بإذنه ، هذا ما يجعلني أصفق له وأعود له كثيراً ، يعرف متى يضع علامة التعجب وعلامة الاستفهام ، يعرف متى يسمعنا دهشته وصراخه ولهفته ، يعرف متى يجعلنا نقف حين يهم بالوقوف ويجلسنا بجانبه إن جلس ، يعرف متى يبكينا تأثراً على حزنٍ ترجمته كلماته ، يعرف متى يفرحنا ويحلق بنا في سماء رحبة ، هذا ما يعجبني حين أقرأ وهو ما يجبرني على تتبع كل ما يكتبون ، هذا ما يجعلنا أن أقرأ بإذني وأسمع كل الأصوات بكل الكلمات والجمل ، هؤلاء هم من يجبرني على فعل ذلك فقط .
قناعتي تقول : القارئ الجيّد يصنع كاتب جيّد ... ودمت.