لغاية في نفسي أقولها من جديد وأكرر بأن من باب الطرفة نقوم في بعض الأحيان بدمج بعض الأمثال المتعارف عليها بطريقة طريفة لعدم إرتباط أي جزء بالجزء الذي يليه من حيث المعنى ولا الترتيب فتتكون جملة جديدة بمعنى آخر لكن بشقين يعود كل منها لتركيب مثل معين مختلف عن الآخر ، نقول هذه الأمثال كما أسلفت على سبيل الطرفة وخربطة المعنى مثال على ذلك : الأمثال المتداولة قبل تحريفها تكون على الشكل التالي :
الباب اللي يجيك منه الريح سده وأستريح ... إذا كان حبيبك عسل لا تلحسه كله ... عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة ... اللي ما يعرف الصقر يشويه ... ألخ .
أما في حالة التغير والمداعبة تكون بعض الأمثال على الشكل التالي : اللي ما يعرف الصقر خير من عشرة على الشجرة .. الباب اللي يجيك منه الريح لا تلحسه كله ... إذا كان حبيبك عسل سده واستريح .. والكثير من التغيرات الطريفة في تركيب الأمثال ، لكن ما استوقفني بالفعل تغير المثل ( إذا كان حبيبك عسل سده واستريح ) أجد بان هناك ترابط كبير في هذا المثل في تركيب جزئيه في المثل الأساسي في الجزء الأول يقول : إذا كان حبيبك عسل لا تلحسه كله وهو يطلق على المواقف التي يكثر فيها الطلب والتردد على جهة واحدة أو شخص واحد والجزء الثاني يناسب المواقف التي يتعرض لها الشخص لمضايقات ويكون الحل الأنسب أن تغلق مثل هذه الأبواب لكي ترتاح ، بالطبع هناك اختلاف بين المثلين لكن مع التركيب الجديد التشابه وجدته في الكثير من المواقف التي نتعرض لها من أشخاص نرى أنهم أصدقاء أو رفاق أو حتى زملاء حرف وأطراف حوار ، الحوارات والنقاشات مع هذه الفئة التي تجتمع بقربهم منا بأي شكل من الأشكال يجعلنا عرضة لكثير من المواقف التي تكون فيها مثل العسل في استيعابك للطرف الآخر في حواره معك ، وتتحمل الكثير من المضايقات فقط لأنه قريب منك ويجد أنك تجاوزت زلاته أكثر من مره فتجده يكرر المضايقة بقصد أو بدون قصد لكن المضايقة موجودة هنا نود أن نقول لهم عن كان حبيبك عسل لا تلحسه كله فحبيبك له طاقة معينه ممكن أنه يتمكن من خلالها أن يتحمل أفعالك لكن عليك أن تتحمل أيضاً ما يقوم به إن أنت أكثرت .. بالطبع أكثرت اللحس .
على الجانب الآخر هم أنفسهم من يمثل لك باب تأتي منه ريح عاتية يدعك تغلق هذا الباب غير مأسوف عليه أبداً ويحق لنا أن نطبق عليه مثل الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح ، الملاحظ هنا أن المثل الأول والمثل الثاني ينطبقان على نفس الفئة وبهذا التغير في تركيب المثلين وتشكيل مثل ثالث وإن كان من باب الطرفة لكن في الحقيقة هو ينطبق عليهم أيضاً .
يا سادة يا كرام يا من تظنون أننا نخشاكم أو تفهمون صمتنا سكوت ورضا عليكم بتحريك الكامن في رؤوسكم لكي تتضح لكم الصورة أكثر ، يا سادة يا كرام لتعلمو أن مفتاح هذه الأبواب بأيدينا وبإمكاننا إغلاقها متى ما نشاء ، وعليهم يجب أن نذكركم ونتقاسم معكم المثل الجديد ، وعليكم الانتباه دائما للجزء الأول وإن لم تتمكنو من ذلك سوف يكون جوابنا في الجزء الثاني .... إن كان حبيبك عسل .. سده وأستريح .