أمانة الشعر .. !
جميعنا يتغير ولكني اتبع الاسلوب الذي يدنيني مني وهو الاهم فيما اراه لان الاهم في ان يتوافق المرء ونفسه مهما شعر من تغيرات تحدث حوله تكاد تصل روحه .
أمانة الشعر « ثقيلة » ، لايستطيع حملها الا من اعتاد النظر للشعر برقي كشئ عظيم ، ومميز ، وتعامل معه باحترام انساني ، واحتراف ابداعي بعين ابعد من ان تكون غاياتها سطحية
النبوغ هو حالة ، وهالة ، هو هبة من الله هكذا اصفه ، دون مبالغة قد تتعثر بثوب اللغة فيُدّق عنقها ..فالنابغة الجعدي ، هبطت عليه موهبة الشعر في سن الشيخوخة حتى عرف بالنابغه
الفيلسوف « كانت » أخرج ثلاثة مؤلفات عظيمة في الانثربولوجيا والميتافيزيقا والخلق بعد تجاوزه سن السبعين. وأفلاطون ألقى أفضل دروسه - كما يقول التاريخ - بعد سن السادسة والسبعين ..
الفرنسي « لامارك » أخرج مؤلفه واسع الانتشار في علم الحيوان «التاريخ الطبيعي للحيوانات الفقارية» وهو في الثامنة والسبعين! وكذلك « جوته » قدم رائعته «فاوست» في الثمانين ..
ورسم المصور الإيطالي « تشن » لوحته الشهيرة « معركة ليبانتو » بعد ان بلغ المائة!
والموسيقار الشهير فيردي ألف «عطيل » في الرابعة والسبعين .. و«فاستاف» كان في الثمانين حين كتب « آني ماريا»!!
فكيف يشيخ المبدع الحقيقي دون استثمار كل الساعات والايام والسنوات التي مرته ، ومررته على بلاد ووجوه واسماء وتفاصيل لا يعرفها الا الراسخون في الشعــر والفن ..!
يقول الامام علي رضي الله عنه «لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه» !
السالكون الدرب اياه ليسوا وغيرهم سواء، ولاتشرفهم المقارنة - ومن تسابقوا في الدروب الاخرى ذات الصيت المرتفع في الصفقات المشبوهة في بيع الاخلاق بمزادات رخيصة !
اولئك الذين يجمعون بثيابهم ماعجزت عنه ايدهم فتتكشف عوراتهم فاكلوا التراث وماحوله « اكلا لما » واحبوا المال والحلال « حبا جما » حققوا سقوطـهم بتحقيـق اهدافهم على حسـاب العيـش باستمراء التسـول واخذه شعارا عاما يجتمعون تحــت قدمه ليرتفعوا ماديـا ويسقطوا بقدره!
fhddohan@hotmail.com