اعتماد الشعر الشعبي على محكي الناس - اللهجة - كخروجٍ عن اللغة الفصحى !! أسس في الذهن أنّ الخروج هو نهجٌ أصيل وعام ؛ لتشعر أنّ شعبية الشعر تعني كسر كل قاعدة هي أصلٌ فيه كفن أدبي !! وأنا لا أجد أي مبرر لهذا التصوّر فبغض النظر عن لغة التعبير هو أدبٌ ينطبق عليه ما ينطبق على الفصيح ؛ فمن البحر ، للقافية ، لوحدة البناء ، لقاموس القصيدة ، للموسيقى الداخلية والخارجية ؛ كلّ هذه الفنيات تَحْكُم القصيدة سواء أكانت القصيدة فصيحة أم شعبية !! وجودتها هي المعيار الأساس لنحدد إجادة الشاعر . الإهمال في هذا المستوى فتح المجال ليُستهان بقيمة النتاج ..! فعرض الناس تجاربهم هكذا بدون أدنى اعتبارات للتقييم ، ليكون الهدف كله إثارة المتلقي بدون أي إثراء للساحة الشعرية !! هذه الأجواء العبثية انعكس تأثيرها ليتطاول النّاس على قيمة التقييم والتحكيم !! لنجد أن الثقة مطلقة عند الكل للعب دور الناقد ..! ولأنّ القاعدة في كل عناصرها هشّة فكان من الطبيعي جدًا أن يعترف المنتمين للساحة الشعرية الشعبية بأسماء نقدية كل عملها هو الحالة النفسية للشاعر حين كتابة القصيدة ، وتطوّر الأمر لتكون الدوافع من دائرة ( شدّ لي وأقطع لك ) هي الأصل في التعامل !! لتنتفي العلاقة الأدبية الحقيقية بين طرفيها الطبيعين القصيدة والقراءة النقدية بدون أي اعتبارات إنسانية ..! الذي يهوّن هذا كله ويرتقي لمستوى مفرح في الفترة الأخيرة إتاحة المواقع الاجتماعية كـ ( تويتر ) لبعض من يملك قدرات لِبَدْع حسابات مجهولٌ من يقف خلفها تتناول النتاج الشعري في الساحة ؛ بأدبية أكثر ، وجهل الناس بأصحابها منحهم حرية بالتعاطي مع الشعر لا الشاعر لتكون الآراء مجردة أكثر ، ومن هذه الحسابات حساب ( كُشاجم ) الذي وجد صداه عند المهتمين سواء أكان بقبول أو برفض !! وكذلك حساب جديد تعريفه ( نقد الشعر ) .. [ nagdalsh3r@] .. هذه الحسابات بدأت تحرك النّاس للجهة الصحيحة ، وبدأت تؤسس لجرأة في البحث عن الخطأ باختلاف مستوياته ، وبكل تجرد أنا أفخر بالتعاطي معهم وإن لم يوافق نهجي النهج الذي يسيرون فيه حساباتهم ؛ فأنا أفهمُ أنّ دور مثل هذه الحسابات هو تحريك الراكد وتفعيل الآراء كلٌّ وإدراكه وما يملكه لتأسيس ثقافة أكثر منها حكم . فبارك الله مثل هذه الجهود و فيها الأمل أن يكون قادم الساحة أكثر احترامًا و أكثر حرفية .